[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحراك الثقافي ومشروع الإصلاح في البلاد العربية

يتبادر إلى ذهن المواطن عندما يسمع كلمة معارضة مفاهيم خاطئة يغلب عليها طابع الصراع والعنف ونشر الكراهية بين أوساط الشعب وتفكيك النسيج الاجتماعي ويستغل رموز أي نظام قائم في أي بلد يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية جهل الشعب والبسطاء..

من خلال وصف كل التيارات الإصلاحية والنخب الثقافية بعصابات تخريب وجماعات متطرفة وأخرى لها مصالح شخصية ومن خلال الضغوطات المكثفة على الموظفين في قطاعات الدولة ومصادرة حقوقهم الفكرية والسياسية وحرية الانتماء السياسي ورؤيتهم في الإصلاح من خلال التهديد بالفصل من العمل وغيرها من الوسائل القمعية ولكن الحالة الصحية التي تمد الحركات الإصلاحية في البلدان العربية في هذه الآونة هي الحركة الثقافية المستدامة التي تعتمد على جهود فردية في الغالب وجماعات منظمة قائمة على أسس فكرية تفتقدها المؤسسات الرسمية وتعجز عن القيام بمثل هذه التنظيمات الواعية والقائمة على قناعات حقيقة واعتناق مبادئ وطنية ورؤية شابة للتغير القائم في أي بلد والنموذج الذي أذهل العقول قائم في تونس الحرة نموذج شاب قلب الطاولة وإعاد المعادلة السياسية إلى طاولة النقاش والتعديل الشعبي عليها وإعادة النظر في السياسيات العليا للدولة والحديث مع الوطن بروح الجماعة ويد الله مع الجماعة.

وفي اليمن السعيد نموذج مماثل لما يجري في تونس من الحراك الثقافي بجهود فردية تواجه بعنف وتهميش من قبل الجهات الرسمية التي تفتقد لمثل هذا الترسانات الثقافية الفكرية لفقدان الكوادر المؤهلة في سلم هذا النظام مع مرور الوقت النزاهة والمصداقية في الشارع وتراجع شعبيتهم واحترامهم بعدما انكشفوا على حقيقتهم في استغلال الوطن والمواطن في الاستيلاء على المال العام والغش والفساد والاحتيال والانقلاب على كل المواثيق والعهود والمواعيد التي قدموها للشعب في فتره من الفترات السابقة واستطاعوا من خلالها الوصول إلى السلطة ولكنهم نكثوا العهد وكانوا مفسدين .

ويلاحظ المشاهد للساحة تراجع شعبيتهم ومصداقيتهم بشكل يبشر بالخير للوطن الحبيب وان التغير قادم والوعي بين أوساط الشعب بفعل الأزمات التي يعاني منها الشعب والشباب في الداخل والطموحات المعدومة والوعي المتصاعد وعجز النظام عن تقديم ابسط الحقوق للمواطن وتفشي البطالة بشكل مخيف وتضخم اقتصادي يشير إلى انهيار العملة الوطنية خلال عامين وكذلك العوامل الخارجية من الأحداث الإقليمية للمعارضات العربية التي نجحت في التغير والإطاحة بأنظمة قائمة في ليلة وضحاها وعجز تلك الفئات من أصحاب الكروش عن الوفاء بوعودهم في التغير والإصلاح بسبب تسخير الإمكانيات وميزانية الدولة للمصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة كفيل هذا بسقوطهم سلميا من عيون الشعب ومن قلوب الجماهير وسيعودون أقزام إلى أماكنهم الأولى التي صعدوا منها بخيبتهم وفي طريق المحاكمات وإعادة المنهوبات العامة إلى الشعب.

والحراك الثقافي المتصاعد في الساحة والوعي المتفجر ثورة سلمية كفيلة بكشف عورة الفساد وإشراق شمس جديدة تضاهي شمس الحرية في تونس على معظم البلدان التي تعاني من ويلات الأنظمة القائمة فيها .

زر الذهاب إلى الأعلى