[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

اجهزة امنية من ورق!

لاجهزة الامن في قلب المواطن العربي هيبة كبيرة، وهي لم تاتي من باب الاحترام ولكن من باب الخوف الذي اتى عن طريق التعذيب والقهر والاختطاف وتغييب الناس في غياهب السجون المعروفه والغير ومعروفة..

حتى أن المواطن العربي بات ينظر إلى تلك الاجهزة بطريقة عدائية، وبدى له ان الاجهزة التي يفترض بها حمايته هي التي تهينه وتعذبه وتنهب بوساطتها حقوقه، وتحولت من اجهزة امنية وطنية إلى ادوات في يد الحاكم العربي واعوانه لاذلال المواطن واختطاف الصحفيين وصناعة المخربين لترويع الناس .

الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي حشد مئات الالاف من الشرطة والشرطة السرية التي طاردت الناس في حريتها وسبل عيشها ووصل الحد إلى منع العبادات ولبس الحجاب، وكان الشعب ينصاع دون ان يتنفس لاعتقاده بجبروت تلك الجحافل من القوات الاستعراضية، التي آمنت للرئيس وزوجته وحاشتيهما وسائل البطش والسرقة والقتل والتعذيب، ولم يكن عاقلاً اومثقفاً ان تلك القوات قد تهزم بضعفm امراءة لرجل ثارت كرامته ليسقط عرش الطاغية .

ولم تكن الشرطة المصرية وقوات الامن المركزي عن ذلك ببعيد، فللشرطة المصرية تاريخ ملئ باهانة الشعب المصري وتعذيبه وملاحقته في كل امر، ولعل الصورة الحقيقه للشرطة قد تشاهدها في الافلام المصرية، التي تظهر الضابط بمظهره القبيح وهو يشتم ويركل، وكذلك الامن المركزي الذي كان يحاصر القرى أو الاحياء ويعلو صوته ليفزع الناس باسلحته ومدرعاته عندما يهاجم المساكين والغلابه من الشعب لاخلائهم من احيائهم .

ذلك الاعتقاد السائد لم يكن الا خيال في عقولنا، ولا اساس له على ارض الواقع، ولم تكن تلك القوات الا مجرد اسوار من ورق تحيط بعصابات تحكم الاوطان، وتسرق مقدرات الشعوب وتسلبه حريته ومكتسباته .

وبعد ثورتي تونس ومصر تبين لنا ان تلك الاجهزة الامنية خريجو مدرسة واحدة، فقد هربوا كالجرذان عندما هب الشعب، وتحولوا إلى عصابات وبلاطجه لترويع الناس واخراج السجناء، وكأن المدرس واحد والطلبه خريجي مدرسة واحدة .

فالعبرة هي ان الاجهزة الامنية لا تستطيع ان تحمي الزعماء، وبمقدار ما يعلو ظلم تلك الاجهزة للشعب بمقدار ما يبداء انهيارها على يد الشعب .

ولو عرف الشعب التونسي والمصري حالة اجهزتهم الامنية، لما سكتوا على اهانة اولائك المرتزقه لهم، ولو علموا انهم من ورق لبللوهم بالوطنية ومنحوهم دروس في حب الوطن وتكاتف الشعب كما يحدث حالياً .

وفي اليمن على الرئيس وقادة الاحزاب السياسيين ان يعلموا، ان المواطن اليمني لا يختلف عمن سواه في شعوره تجاه من اخذ حقه وافقره، ولكن اليمن تختلف بتركيبتها الاجتماعية وموروثها الاجتماعي عن غيرها، فالحفاظ على اليمن ليس بعنتريات الثورة، ولا بالاستمرار بالظلم.

فبلد مثل اليمن عندما تدعو إلى التغيير عليك تقديم مشاريع حقيقية وقيادات ميدانية يعتمد عليها، وان لا يقتصر الامر على الدعوه إلى ثورة وركوب الموجه خلف احزاب وشخصيات حزبية، بل على الجميع ان ينادي بالتغيير تحت حزب اليمن، حتى يتسقطب الشرفاء وليس المتعصبين لجماعة أو حزب، فتكون ردة الفعل بنفس المستوى .

* من أسرة تحرير نشوان نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى