[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

النصيحة الأخيرة للرئيس علي عبدالله صالح

(قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)
ماذا بعد.. ماذا تنتظر أيها الرئيس.. هل تنتظر وقوع الخراب والدمار؟
ماذا بعد.. الم تكفي العبرة مما حدث لزين العابدين؟ الم يكفي الدرس؟

ماذا بعد.. الم يكفي الإتعاظ مما حدث ويحدث لحسني مبارك؟ هل يجب علينا نحن أبناء الشعب اليمني أن ننتظر حتى يتم تدمير كل شيء و يحصل دمار البلاد وهلاك العباد لتفهم وتعي ما يحدث؟

لقد سبق وقدمنا النصيحة لفخامتكم ولكن مما نرى ونشاهد أنكم لا تحبون الناصحين، ولا زلتم ومستمرين في اخذ النصيحة من أؤلئك الفاسدين المفسدين بطانة السوء، أولئك الذين يعود لهم الفضل في خراب الوطن ووصوله إلى ما وصل إليه.

فخامة الرئيس.. لا نعلم لماذا لاتزال متشبث ومتمسك بهذه الفئة من أراذل القوم تلك الفئة التي عاثت في الأرض فساداً والتي كانت السبب المباشر لما نحن فيه اليوم، لا ندري هل الغشاوة كبيرة لهذه الدرجة وهل هؤلاء النفر يديرون أمور الحكم على هواءهم ورغباتهم السيئة، هل من الممكن أن يكون لديهم أشياء لا نعلمها حتى يتحكمون بمصير البلد؟

فخامة الرئيس.. الوقت يمضي وأوشك على النفاذ وما يحدث الآن من ترقيعات هنا وهناك وقرارات لا تسمن ولا تغني من جوع ليست هي من ينتظرها الشعب، فالشعب لا يريد قرارات يقوم على تنفيذها تلك البطانة الفاسدة، قرارات ليس لها من هدف سوى تخدير الشعب وصرفه عن مطالبته بإصلاحات حقيقية تعمل على إنهاء عصر وزمن الظلم والطغيان والفساد زمن الشلل والشللية زمن الأصحاب والأقارب.

فخامة الرئيس.. الإصلاحات الحقيقية تبدأ من كشف وفضح أرباب الفساد ومحاكمتهم هل تعلم أين يقيم أرباب الفساد من قاموا بنهب أموال الشعب؟ هل تعلم أن أسوار قصورهم الفارهة تكفي لبناء مدن سكنية تكفي لإيواء الآلاف من أبناء الشعب؟ هل تعلم أن قصورهم العبثية تكفي لبناء المئات من المنشئات الصناعية لتشغيل العاطلين عن العمل؟

هل تعلم كم يملكون من الأرصدة في البنوك؟ هل وهل وهل؟؟؟
لا نقول ولا نطالب بتعليقهم على المشانق، ولكننا نطالب بمحاكمتهم ومحاسبهتم وإعادة ما نهبوه للخزينة العامة ومصادرة ما أستولوا عليه ومنحه لأبناء الشعب، الشعب الذي صبر وتحمل كل هذا العناء طوال عشرات السنين.

فخامة الرئيس.. هل ما نطالب به كثير؟؟؟ ثق يا فخامة الرئيس أننا لا نرغب ولا نتمنى أن نشاهد ونرى ما حدث لزين العابدين بن علي عندنا، ولا نرغب أن يحدث ما حدث اليوم أو سيحدث غداً لحسني مبارك في وطننا، فنحن شعب لا يحب الشماتة وليس من شيمته الانتقام أو التشفي بالغير فنحن شعب وصفنا خير البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأنام بأننا أهل الإيمان والحكمة ألين قلوباً وأرق أفئدة.

وفي الأخير نكرر ونقول لتكن الإصلاحات على قدر تطلعات ورغبات الشعب، فما يصلح اليوم قد لا ينفع في الغد، وما كان من الممكن عمله الآن لن يكون مجدياً بعد ذلك.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد

أبو بلقيس اليعربي
المملكة المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى