[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

حين يصير الوطن طائرة مختطفة

يجهد البعض نفسه وهو يحاول إقناعنا عبثا بأمور هو نفسه ليس بمقتنع بها، ولا يجد الحجة التي تصمد أمام أول كلمة لتفنيد ما يزعم به، كأن يحاول التقليل من إمكانية حدوث عملية تغيير شاملة لهذه الأنظمة المتهاوية التي أصبح تغييرها مطلبا جارفا لعامة الشعوب العربية من مشرقها إلى مغربها..

حيث يعمد هذا البعض إلى مفاهيم ومصطلحات تكريس ثقافة الذل وصناعة الطغاة والطغيان من خلال إشاعة روح الخوف وبعث الرهبة في قلوب العامة الناس من تصوير البديل عن حكم الطغيان بحدوث فوضى عارمة، انفلات أمني وفراغ سياسي وما إلى ذلك من ترويع البسطاء وتصوير الأمور لهم إن البديل عن حكم هذه الأنظمة هو التيه والضياع والخراب ،وإن لا سبيل ثالث بين قطبي هذه المعادلة المُرّة..

وبالتالي ما على هذه الشعوب أن تقبل بهذه الأصنام الحاكمة إلى الأبد،وكأن بقائها على صدور الشعوب قضاءً وقدر، ولكن لو نسال هؤلاء الحكام من لف لفهم من صناع الطغاة و التملق ،كم مرة بالعام تغير أثاث منزلك الوثير ؟وكم مرة بالعام تسافر خارج البلد لتغيير جوك وجو عائلتك وأنسابك وأصهارك؟ وكم مرة تغير سيارتك الفارهة؟، فالغريبة إن هؤلاء المسكونين أصلا بهوس تغيير كل شيء في حياتهم يستميتون في سلب الشعوب حقها بتغيير واقع حالها البائس المتراكم من عشرات السنيين بديلا ثالثا لا هو بديل الفوضى والضياع ولا هو بحكم أنظمة قمعية فاسدة، بديل أكثر عدلا وانفتاحا ورقيا، يستطيع أن يعي إنه في زمن ثورة الاتصالات والمعلومات العصرية ويفقه إن للشعوب حسا بلظى جمر الظلم، وليس زمن الديناصورات المنقرضة والموميات الفرعونية المحنطة.!

بسذاجة لا مثيل لها يطلب صناع الطغاة ومروجي ثقافة الاستبداد من الشخص المريض الذي يوشك على الهلاك أن يرفض القبول بإجراء (عملية جراحية) ضرورية لإنقاذ حياته، المرض بحجة إن مشرط الطبيب له ألم حاد،وان كمية دم سوف تسيل أثناء العملية، بصورة استغفال للعقل حين نعرف أن هذا المريض ما هو إلا هذه الأوطان، وما هذا المرض المؤلم إلا هذه الأنظمة التي يختلج فيها الفساد والاستبداد، ولن يذهب هذا الألم إلا عملية جراحية هي عبارة عن ثورات شعبية سلمية بلون كل الورود والأزهار .

أذن فالوضع الذي يتعاطى معه أصنام الحكم ومن يدور في فلكهم في حكمهم لعشرات السنيين وإفصاحهم بان خروجهم من فوق كراسي حكمهم سيكون مبعث للفوضى والانهيار وخروج الثعابين من مراقدها على حد تعبيرهم ولقد عرفنا قصدهم بهذه الثعابين من خلال( بلطجية بن علي ومبارك....)، وغيرها من مصطلحات الترهيب والتخويف يشبه بالضبط منطق خاطف الطائرة الذي يهدد بنسف الطائرة بكل ركابها إن لم يستجاب لمطالبه.

ويبقى على كل الأحرار إزاء هذا الوضع الخطير الذي يسوقنا إليه هؤلاء الحكام (خاطفي الأوطان) هو التفكير جيدا كيف السبيل إلى تخليص هذه الشعوب وأوطانهم من هؤلاء الخاطفين بأقل خسائر ممكنة وبأقصر الطرق وإنزال الطائرة بسلام بجميع ركابها.!

خاتمة مع أحمد مطر:
(الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر
فثارت العجول في الحظيرة
تبكي فرار قائد المسيرة
وشكلت على الأثر
محكمة ومؤتمر
فقائل قال : قضاء وقدر
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقر
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة
لعله يعود للحظيرة
وفي ختام المؤتمر
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة).!

زر الذهاب إلى الأعلى