[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

انتفاخ الذات..

هكذا ضل يضفي على نفسه هالة كاذبة من البطولات الدنكوشية، والمعارك الأسطورية، التي يخوض غمارها مع طواحين الوهم ونقع انتفاخ الذات، متمنطقا سلاحه ليل نهار، حتى في منامه لا يفارقه، يضعه تحت وسادته عند كل خلدة نوم، تحوطا لغارة يشنها عليه أعدائه في غفلة من هجعة الليل أو ببغتة غارة مفاجأة من منافسيه الحاقدين والمتربصين به للوصول إلى قمة دائرة مجده الوهمي.

ذات مساء عاصف مطير حين اسبلت السماء مائها الغزير واختلج فيه زوابع وعواصف ليلة مطيرة مع زمجرة رعدٌ قاصف وهما يغطان في لذيذ النوم، ضنت امرأته أن ثمة هجوم معادي قد اقترب أو أن لصٌ قد تسلل خلسة لسرقة منزلهما في هذه الليلة الظلماء المفقودة البدر.

فما كان من هذه المسكينة إلا أن تيقظ زوجها الهمام الغارق في سبات نومه على وجه السرعة ليتصدى لهذا المتسور(المفترض) جدار المنزل ويباشره بسيفه البتار الذي طالما اختال به روحة وجية وقد أن له ان ينسله من غمده. فنهض من نومه مذعورا وهو يهتف: ما ذا حدث؟ ماذا حدث؟

- زوجته مرعوبة: إن ثمة خطب ما يدنو منا ويتسور الجدار، فاجهز عليه فورا.
- فقال لها والرعب والخوف قد تملكاه: أين سلاحي.. أين سلاحي؟
-الزوجة : إنه تحت وسادتك.!
- فقال: أين وسادتي؟
- الزوجة: يا رجل، وسادتك تحت رأسك.
- فرد عليها وقد تلبسه الخوف واعتراه الرعب وفقد وظائف كل الحواس الخمس وهو يهرول من حجرة إلى أخرى : وأين هو رأسي.. أين هو رأسي؟!

(هل عرفتم من يكون؟)

زر الذهاب إلى الأعلى