[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أخلاقيات ومكاسب ثورة 25 يناير

اليوم وبكل صراحة أعبر عما يختلج بنفسي من كلمات صادقة تنبع من القلب.. وكلمات لا تحمل أية اشارة من نفاق أو ازدراء لحال شعبنا الطيب الكريم..

أكتب واجد فائضاً من الهواء النقي يمكن لي أن أتنفسه ويمكن لغيري من أبناء وبنات مصرنا الحبيبة تنفسه أيضاً.. فقد عاشت مصرنا الحبيبة أسوأ عهودها.. مرت بثلاثة عقود تفتت خلالها أخلاقياتنا وتبعثر ت كراماتنا وضاعت أحلام أبنائنا.. تاهت عن دربنا كل قضايانا.. كل شيء أمامنا أصبح سواء..

كان كل ما يهمنا ويلهينا هو الجري واللهاث وراء قوت أطفالنا.... النظام عمد على أن يسلبنا حقنا في الحياة بجعل رجاله وحاشيته هم الأعلى ونحن الأدنى.. جعلهم الأعلى في السلطة والأعلى في سلب ثروات وأراضي الوطن.. جعلهم الأعلى ببطشهم وغيهم.. ضاع الحق بين براثن الذئاب والبس الزور عباءة الحق.. فتدثرنا والتحفنا بالدعاء والالتجاء لله..

لم يكن هناك سبيل للطفو فوق مآسينا الا بانتفاضة الكرامة وسحق غبار الخضوع والمهانة الأزلية التي كدنا أن ندفن فيها بدون أن نشعر.. فثورة 25 يناير تفجرت على أثر إشعال فتيل الحرية من على موقع الفيس بوك.. ومع إشعال ذلك الفتيل اشتعل الأمل وتصدر الشباب بكل قوته مواجهة اعتى النظم في المنطقة مطالباً إياه بالرحيل الفوري.. طالبه بأصرار وإلحاح أن يرحل عنا ليرحل معه الفساد ونتطهر من غبار الثلاثة عقود المنصرمة..

وهنا بذرنا وزرعنا.. فحصدنا.. حصدنا خلال 17 يوما" ما لم نحصده خلال السنوات الطويلة السابقة.. الآن والآن فقط وجدنا ما ضاع منا.. الآن والآن فقط.. لن نتنازل عن أي مكسب حققناه عليه.. فشباب الثورة وشباب ميدان التحرير تحملوا الكثير وحملوا على عاتقهم الكثير.. مثل اتهامهم بأنهم يتبعون أجندات خارجية.. و اتهامهم بأنهم يريدون بلبلة الاستقرار وضرب الأمن الداخلي لوطننا العزيز..

وكان هناك من يصفق لمثل هذا الادعاء المغرض ويساعد على ترويجه.. هان عليهم دم شهدائنا الأبرار.. وتناسوا ان أرض الكنانة لا تنبت الا الرجال الاحرار.. وتناسوا أن شعب مصر كريمٌ وطيب، ولكن عندما يُزدجر فالويل كل الويل لمن يطغى ويتجبر عليه..

هؤلاء الشباب تحملوا وصبروا و ثابروا.. فأقل ما يمكن أن يكافأوا به هو حصد ثمرة كفاحهم وجهادهم وصبرهم.. هنا وفي هذه اللحظة وبينما أنا أقيم على ضفاف الحرية التي صنعها وأهداها لنا هؤلاء الشباب الأبرار بقطرات دمائهم الطاهرة أطلق العنان لمخيلتي لأحلم بعهدٍ جديدٍ خالٍ من الفساد والكذب والأستهانة بروح وكرامة المصري..

هنا تحضرني ذكرى بداية الانحدار والانكسار مع شيوع ظاهرة تفضيل المقربين غير المؤتمنين على مصلحة الوطن العامة وترك أهل الخبرة وحاملي راية الأمانة.. وإجراء الانتخابات الصورية المزيفة التي ما خدمت يوماً غير أعوان وأزلام النظام الراحل.. هكذا كان الوضع السائد في العقود الثلاثة الماضية وأسوأ بكثير... فعلامات الخضوع والخنوع التي المت بشعبنا خلال الثلاثة عقود المنصرمة كانت نتيجة لسياسة القهر التي مارسها رجال حاشية النظام السابق.. أفقدونا خلال تلك الفترة كل أنواع الكرامة وسلبونا انسانيتنا..

كل هذا تغير عندما شعرنا بكرامتنا وآداميتنا وقمنا بانتفاضة الكرامة في 25 يناير التي تجلت معها خصال وأخلاقيات لطالما افتقدناها منذ زمنٍ بعيد. وما حققناه من انجاز أخلاقي بثورة 25 يناير شد وجذب أنظار العالم كله.. وتعلم منا العالم التعاون والأيمان والمحبة والأرادة..

ولا ننسى أن هناك دولاً أدهشتها بل أذهلتها اخلاق شبابنا السامية وترابطهم وحرصهم على أن يبقى وجه الثورة نبيلاً وحضارياً وأمثولة لثورات قادمة في دول أخرى في المستقبل إن شاء الله. من هنا ومن مصر المجد سيسجل التاريخ أن الثورات الشعبية الناجحة.... هى ثورات شاملة تتضمن كل جوانب الحياة. فالثورة تستنهض في الانسان كل جوانب الخير وتلملم أوراق الضمير المبعثرة وتدفع اليأس عن الشعوب.. وتتمخض عن شعبٍ يصبح ناجحا" في إدارة كل ما يخص التقدم والتنمية والرخاء..

وتتلخص أخلاقيات ثورة 25 يناير في عدة نقاط
1- الإرادة والاستمرارية في تحقيق ما يؤمن به شباب الأمة وكل شعبها
2- رفض الذل والإهانة ورفض الفساد
3- الإيثار.. إذ كان كل واحد منا يفضل الاخر على نفسه
4- الإحساس بجهاد الشعب الفلسطيني
5- احساس الغني بمعاناة الفقير المعدم
6- اتحاد المسلم والمسيحي وحماية كل منهما للأخر
7- الاهتمام بنظافة الوطن والأماكن والشوارع
8- الاتحاد والاتفاق على فكرة واحدة
9- المحافظة على سلامة الوطن وعدم تعريضه للخطر
10- حب البناء وحب التنمية واعادة الرخاء لمصرنا الحبيبة
11- الصلاة في أوقات واحدة..
12- تحمل البرد وقلة الطعام
13- تنظيم وعمل اللجان الشعبية التي استمرت لما بعد الثورة
14- الوقوف في وجه المخربين المأجورين
15- تفهم الشعب جيدا" أن الجيش هو صمام أمن الوطن
16- تغذية الشعور بالآنتماء. والولاء وحب الوطن
17- التمخض عن شعب "مختلف" عن ذلك الذي كان قبل الثورة، فهي ثورة في جميع المجالات والميادين.
18- الشعب أصبح ناجحا في ادارة ما يخص التنمية والرخاء والتقدم

من مكاسب ثورة مصر :
من تجميع صديق عراقي
سلام بوزيد
1-استمرار الثورة التونسية والاصرار على تحقيق مكاسبها.
2- رفع حالة الطوارئ في الجزائر.
3- اقالة الحكومة الاردنية وتشكيل حكومة جديدة.
4- اعلان الرئيس اليمني عدم ترشيح ابنه في الانتخابات المقبلة.
5- توزيع مبلغ قدرة 1000 دينار لكل كويتي لرفع المستوى المعاشي.
6- زيادة رواتب الموظفين الاردنيين عشرين دينار وتخفيض اسعار المشتقات النفطية وتقليل الضرائب.
7- اعلان رئيس وزراء العراق نوري المالكي بعدم ترشيح نفسه للدورة الانتخابية القادمة.
8- اقالة وزير الطاقة القطري لتقصيره في عمله.
9- مظاهرات في سوريا.. وقيام النظام البعثي بقمعها
10- اكثر من عشر مظاهرات في مناطق مختلفة في العراق لتحسين الخدمات.. وما كان لهؤلاء الناس ان يتظاهروا لولا ثورة مصر..
11-مشاريع قوانين اصلاحية ستظهر بعد فترة إلى حيز التطبيق في السعودية وقطر والبحرين وباقي دول الخليج.
12-قبول الواقع السوداني الجديد والقبول بنتائج الاستفتاء مهما تكن النتيجة.
13-توزيع مبلغ 15000 دينار لكل فرد عراقي تعويضا عن نقص في مواد غذائية استمر اشهر لكون العراق يعمل بآلية البطاقة التموينية.
14- فتح مواقع اليوتيوب والفيس بوك في سوريا.
15مظاهرات كبيرة شعبيه في عدة بلدان عربيه بعدما كسر شباب مصر حاجز الخوف.

إلى لقاء جديد الكاتبة والشاعرة المصرية
( عزة سلو) ميمي قدري

زر الذهاب إلى الأعلى