[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

اليمن .. أخطر التطورات!

انضمام قبيلتي «حاشد» و «بكيل» إلى المطالبين بتغيير النظام في اليمن وبتنحي الرئيس علي عبد الله صالح يشكل تطوراً جدياً وفي غاية الأهمية فالقبيلتين المذكورتين تشكلان الثقل السكاني في الشمال اليمني وتشكل القبيلة الأولى أي «حاشد» بزعامة حسين عبد الله بن حسين الأحمر ,ليس من حيث العدد بل من حيث النفوذ, القوة المرجحة دائماً وأبداً لإيصال من تؤيده وتمنحه دعمها إلى موقع الرئاسة والمسؤولية.

والغريب أن هذه القبيلة أي «حاشد» قد لجأت إلى هذا الانحياز ,إن ليس كلها فبغالبيتها, وفي هذه اللحظة الفاصلة والخطيرة مع أن الرئيس علي عبد الله صالح ينتمي إليها ومع أن زعيمها التاريخي الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بقي يؤيد هذا الرئيس اليمني ويدعمه ويسانده رغم أن العلاقات بين الاثنين كانت تمر في بعض الأحيان بتوترات كانت تقترب من حد القطيعة.

كان الرئيس علي عبد الله صالح قبل هذا التحول ,الذي ستتضح أبعاده خلال الأيام القليلة المقبلة, يشعر بأنه يستند إلى جدار متين وصامد وأنه مهما هبت عليه العواصف العاتية سيبقى قادراً على المناورة وعلى التلاعب بعامل الوقت «إلى أن يأتي الله بما لا تعلمون» طالما أنه يتكئ على هذا الاحتياطي الاستراتيجي الهام.

ولعل ما يجعل هذا الانحياز في اتجاه المعارضة ,التي ارتفعت بمطالبها من دائرة إصلاح النظام إلى تغييره, حاسماً وقد يكون بمثابة اللكمة النهائية أن تأييد الرئيس علي عبد الله صالح في بعض مدن ومناطق الكثافة السكانية حتى في الشمال اليمني بقيت تحسب في غير مصلحته ومصلحة سلطته ومن هذه المدن مدينة «تعز» ومدينة الحديدة والأسباب هنا لا ضرورة للحديث عنها.

والسؤال هو :لماذا يا تُرى طرأ هذا التحول في هذه اللحظة المفصلية حيث بات المعارضون ,في ضوء ما جرى في تونس وفي مصر وفي ضوء ما يجري في ليبيا, أكثر جرأة وأكثر تصميماً على تحقيق مطالبهم التي ارتقوا بها من الإصلاح ومحاربة الفساد إلى الاستئصال بصورة جذرية.

هناك آراء كثيرة في هذا المجال ولكل رأي مبرراته وأسبابه وتقديراته لكن أهم هذه الآراء ما يقال عن أن هاتين القبيلتين ,»حاشد» و»بكيل», اللتين تبدأ بدايتهما من عند «بلقيس» و»حميْر» وربما قبل ذلك ولأنهما أدركتا أن استمرار التصعيد بين الرئيس ومستهدفيه سيصل في النهاية إلى الافتراق و إلى العودة للتشطير فقد قررتا اللجوء إلى هذا التحول من الموالات إلى المعارضة والتضحية ب»صاحبهما» حفاظاً على وحدة الشمال والجنوب التي أُنجزت بكفاح سنوات طويلة والتي غدت مستهدفة ولأول مرة بصورة جدية منذ حرب العام 1994.

زر الذهاب إلى الأعلى