[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الوعي السلمي في اليمن (قصة ثلاثة أشخاص)

في الأحداث الأخيرة وقبل أيام كنت جالسا مع ثلاثة قادة: الأول: قيادي في الحزب الحاكم (المؤتمر). والثاني: في المعارضة (اللقاء المشترك). والثالث: في الأمن (المركزي).. كلهم من مدينة واحدة، بل منطقة واحدة، ومن قبائل بينها صراع قبلي مزمن متوارث [والمفاجأة مع الاحتفاظ بها لنفسي من أين هم؟]..

كان هؤلاء الثلاثة قد ناموا في بيت واحد وتحت سقف واحد وقد كلف كل منهم بمهمة من كيانه بالخروج في المظاهرات السلمية والمسيرات الشعبية.

استيقظ الكل لصلاة الفجر ثم ناموا إلى بداية الدوام الرسمي. استيقظ القائد العسكري وأيقظ الاثنين. تناولوا طعام الإفطار ثم قام القائد العسكري بسيارته بتوصيل كل منهما إلى ميدان حريته وتحريره وحريره. ثم دار القائد العسكري هنا وهناك, يحمي الحريتين ويحرس الميدانين من التصرفات اللاسلمية.

وصل الجميع إلى منيته ومبتغاه, أديت شعيرة الانتماء السياسي السلمي للطرفين, والواجب الوطني للجندي, إلى منتصف الظهيرة. اشترك الثلاثة بالوعي السلمي. واشترك الاثنان بالهتافات بهتاف الرحيل أو البقاء, والثالث يسمع.

رجع الثلاثة إلى المنزل بالسيارة نفسها, تناولوا الغداء بعد شرائهم (القات), جلس الجميع في المجلس (للمقيل), دار الكلام, وكل حدث عن ليلاه, والناس تسمع وأنا معهم ابتسم في داخلي والله وزعت الابتسامات وأظهرت الطرفة والفكاهة عن الحدث, ضربت التحية مدنية وعسكرية من قبلهم للجميع والعكس.

بعد (الساعة السليمانية) وهم (مطننون) من التخزين وأنا مبتسم (لطنانهم) تفرق الجميع وهم كذلك, ولسان الحال مع السلامة على آمل اللقاء في فعالية سلمية قادمة بنفس الدور والمشوار.

بالله عليكم كلموني هل هؤلاء (مطننون) أم (واعون)؟ أليس هذا في قمة الوعي مع العفوية والبساطة والمواطنة السلمية؟ إنها اليمن.. ألا ترى أن منسوب الوعي لدى القادة الثلاثة مرتفع جدا؟ لكن السؤال أيهم أكثر وعيا؟!
شكر خاص من أعماق قلوبنا للقادة الثلاثة ومع التحية العسكرية للجندي.

تقديرا للمدينة التي أنجبتهم. واحتراما للواعين السلميين في كل الأطراف حاكما معارضا عسكريا. الرفعة لمن ينهج هذا النهج أفعالا لا أقوالا.

وأخيرا، هكذا التغيير السلمي وإلا بلاش.. هكذا الهتاف السلمي وإلا فاخرصوا..

زر الذهاب إلى الأعلى