[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الثورة الدماء الحرية!

ستلاحق اللعنات رأس النظام وأزلامه في اليمن, لعنات بحجم المآسي التي زرعوها في قلوب اليمنيين الباحثين عن الحرية, المتطلعين لخيوط من نور تخرجهم من النفق المظلم الذي أدخلهم فيه النظام وزبانيته على مدى ثلاثة عقود.

أتقن النظام البائس الرقص على جراح المعذبين, وراح يغلو في تطرفه المشين, وكعادته في تعطشه للدماء وسقوط الجماجم, لم يكترث يوما بأعداد الضحايا, فمعادلة الحياة بالنسبة إليه 1 يساوي 24000000.

كنا نقرأ في كتب التأريخ عن أولئك الطغاة الذي صبغوا بياض صفحاتها بدماء المستضعفين, وشممنا في كل سطر منها رائحة جثث المسحوقين, التي أرهقتها حراب الجلادين, وبات قدرا علينا أن نشهد بأم أعيننا صور الطغاة الجدد, وهم يمارسون هوايتهم الدموية, أدركنا حجم الاستعباد النتن الذي ضرب بجذوره بعيدا في زوايا الوطن, حين أشعلنا شعلة الحرية, وتحققنا بلا أدنى شك, أن الطغاة يسممون ترابنا ويسرقون أنفاسنا, ويحيلون أحلامنا إلى أشلاء.

سئموا إذلالنا كما يقولون, وأزمعوا التغيير, وأرادوا لنا أن نستمتع به على طريقتهم, فلا بأس لديهم من نقلنا سلميا (!!) إلى سلالاتهم المتسلطة, فجيناتهم تورث الطغيان, وإن لم نرضخ لتفاصيل اللعبة, فعلينا دفع الثمن!!

ليس لنا الحق في إعلان سأمنا منهم, ولابد من الاعتراف بجميل كرمهم وفضلهم ورحابة صدورهم, فلقد منحونا حرية الصراخ من الألم!! وهذا سقف مرتفع في فلسفتهم, ثورتنا باتت على مشارف قلاعهم لتقتلعهم!! حاصرتهم بصمودها, وأربكت خططهم, لا صوت يعلو فوق صوتها, وإن علا صوت بنادقهم, فذاك شأن الباطل حين تغرغر روحه النجسة, يمتد الوطن بحجم صمودنا, ونرقب إرهاصات المخاض العسير, في انتظار مولود جميل طالما حلمنا به, وطالما أوهمونا بأن رحم الوطن عاقر لا تنجب مولوداً يدعى الحرية.. الحرية التي نعرفها، لا التي جثموا على صدورنا باسمها.

وهِم أولئك الجلاوزة بأن لون الدماء يصبغ وجه الحقيقة , ويخفي ملامحها , واستيقظوا على حقيقة أنه يغسل عار الانكسار الذي أتخمونا به, صرخات الثوار, يرتد صداها من جبال صنعاء, لترتد كالطلقات نحو آذانهم التي عاقرها الصمم , وهاهي اليوم , مجبرة تصغي رغم أنوف من حملتها رؤوسهم , إنها الثورة يا قوم , حين تجتاح أفئدة الأحرار, لا تبقي ولا تذر.

زر الذهاب إلى الأعلى