[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الفاتيكان والبابا علي عبدالله صالح.. وأغنية!

أصبح ميدان السبعين، وظهور الرئيس في كل جمعة، مختطباً في بشرٍ لا يفقهون ما يقول، بل يعدّون ما يصرف لهم فقط؛ وهم يدركون أنه جاء من أجلهم، ولم يأتوا من أجله؛ وهو عن يقينٍ يدرك تماماً إنهم (يصرفوا له خبر)، وهم يدركون أنه يصرف لهم خبر وزلط .. فلا ضير إذن من الحضور لساعات معتبرينها (دورة) نزهة بالعامية اليمنية .

فما هي إلا دقائق من أنتهائه من خطبة منصة جمعة الفاتيكان، وانصراف موكبه من خلف المنصة، وينتهي من "صرف الخبر"، فإذا بهم ينصرفون عنه، ليصرفوا هم خبرهم بطريقتهم، باحثين عن أطرف مخبازةٍ، ومقوت، وحجرةٍ يتكئون ليرتاحوا قليلاً، قبل أن يغادروا إلى قراهم ومدنهم، بانتظار جمعة أخرى قادمة، يدعوهم فيها الرئيس بلاطجته، ليسمعوا ما يقوله وما يصرفه.

وللأمانة والصدق؛ فإنّي لا أشكّك في مصداقية نداءاتهم له برفض التّنحي، وأن يبق هناك، مثل بابا الفاتيكان، يأتي ليختطب بهم ما دام صرف الخبر مقابله صرف زلط... أنا لا أشكّك في مصداقيتهم، صارخين وقد تجرّحت حناجرهم من الثّغاء في رجائهم له بالبقاء وهم في سرّهم يدعون بمصداقيةٍ أكبر بصمود ساحات التّغيير في كل أطراف البلاد كي يتمّ لهم صرف ما يبقيهم على رمق إلى الجمعة التالية. واليمني ذكيٌّ بالفطرة؛ وهو هنا يطبّق قوانين الحرب الباردة في الإستفادة من تعادلات الموازنات في السّاحة السياسية؛ أقصد بين ساحة التّغيير في صنعاء في الجمهورية اليمنية ساحات الثّوّار وساحة جمهورية الفاتيكان الواقعة في ميدان السّبعين ساحات الأثوار!..

وهناك أربعة محاور رئيسة لجدالنا ونقاشنا اليوم في هذه الرّسالة على مشارف النهاية المحتومة . فالمحور الأوّل هو طبيعة، وحدود طريقة تفكير الرئيس بابا جمهورية فاتيكان السبعين، واختلاط الخطاب السياسي لديه. فالملاحظ يرى أنّ الرّجل لم يعد يفرّق بين الثّوّار في ساحات التغيير وبين غير الثّوّار في ساحة الفاتيكان. إنّ تخطّي الرئيس للثّورة، والثوار في ساحات التّغيير في كل محافظات الجمهورية ما عدا ساحة التّفحيط في جمهورية الفاتيكان ليس إغفالاً، بل خوفاً منهم بعد أن أدرك أنّ خصمه الحقيقي هو الشّعب، ولهذا هو يحاول أن يصور أنّ خصمه هو المعارضة واللقاء المشترك أو من شئت فسمّه عزيزي القارئ. لإنّ الرّجل لا يدرك حقيقة الأمر، وانّ الأمر قد تخطّى مرحلة صالح لأنّ المسالة باتت فقط مسالة وقت ليس إلا إلى مرحلة ما بعد صالح! وهذه هي الحقيقة التي يرفض أن يفهمها عن جهل بالواقع كله، فيكفيًه أتباعه بخلق واقع موهومٍ في ساحة الفاتيكان. والعسير في الأمر أنّه يصدقهم! .

والمحور الثّاني، هو محاولة استحضار المشابهات، والمقارنات، لما يشبه تلك الطبيعة وتلك الحدود عند الرئيس، عند الحكّام اللّذين تساقطوا قبله، ومن يقف وراءه ابتناء لفلسفة المثل اليمني السّائر (وين شهادتك يا درين.. قال اذيكه سبلتي).

والمحور الثّالث، هو الذي يدور حول الاعتبارات، والمتغيرات الجيوسياسية، الإقليميّة والدّوليّة في النّظرة للثّورة اليمنيّة. فهذه الثورة استبقت الرقم القياسي السّلمي بكل المعايير.. في مجتمع مسلح كليّةً.

أمّا المحور الرّابع فيلتقط متابعة الدّعم المتنامي للثّورة ضد الديكتاتور، وتنوع الشّرائح التي إنضوت في ظلال الثّورة.ومشاريع بعد الثّورة، وبناء الدّولة الفدرالية المدنية الحديثة، ووضع التصورات المؤسساتية لتكتلات المجتمع المدني. ورسالة المانحين للقربي لها دلالاتها!

وكل تلك المحاور قد استرسلت بها في رسائل سابقة وبالتفصيل. إلا أنّ أحد أهم المعاول التي ستتسرّع في النخششة تحت رجول البابا علي التي أضافها الرّجل للمعاول القديمة المتبلطجة التي ستعجل بالنّهاية المحتومة هو التّنبال الجديد مضافاً إلى تنابلة البابا المعروفين للجميع والجديد (فرص) عبده الجندي. ورغم أنّ رئيس فاتيكان السبعين البابا علي عبدالله صالح، يعرف ماضيه تماماً، بأنه هو الذي لفظه الناصريون؛ واستخفه البعثيون؛ واستصغره الإشتراكيون؛ فامتطاه المؤتمريون. وأنّه أي البابا هو من دكّنه وأعطاه الضمار في الدكان.. أقول أنّ الرئيس يعرف تماماً ماضي الرّجل، وكيف أنّه خان العشرة والعيش والملح، حين لمع القرش الذي يلعب بحمر الرؤوس، كيف يمكن أن يثق به؟ واقطع يدي أنّ الجندي سيبيع البابا علي لأطرف جازع في سوق القات مقابل منديل صناحفي!

حينها استبشرت خيراً أنّ الرّئيس أخرج كل مافي خرجه، وأنّه أفلس تماماً. وكما يقولون في الجند ( أم الصّبيان لقه حماره )! وعرفت أنّ الرئيس راحل لا محالة!

برقية! شكراً أيّها الجنرال علي محسن ! هناك مكانك مع الملائكة الحارسين الفجر في ساحات التغيير! (مخلف صعيب لكن قليبي ما هنش).

قصيدة لم تنته بعد !
الفجر أندى صبغتهْ
والضّوء ألجم ليلته
والصّبح أعلن فرحه فوق الملامح رحلته
والورد ثجّت راحةً والنّحل أطرح شهدته
قل ما تريد. أما ترى الشّعب أعلن رغبته
وطني تبدّى مربضاً والأسد تملؤ ساحته
وعلت هتافات الشّباب مزلزلاً عرش الطّغاة ملاحماً
وشهادةً رسمت له حرّيّته
ردّت شموس الكون بعد هتافهم (إرحل) فما
بقيت بساحٍ بقعةً إلّا وترفع لعنته
رفعت زغاريد الشّهادة في القرى زغرودة النّصر البهيّ وروعته
لا غرم بعدك إن رحلت وإنّما هي روحنا
تاريخٌنا
لن تعنته
بنيانه النّفسيّ منسوفٌ
وعقله عاجزٌ
هو ردّة الأخلاق في الإنسان يا خزيته
هو جيفة التّاريخ
وحشة نتنه لبسته علجاً جاهلاً لا قيمته
هو موعد الأزمات في التّاريخ كرّر أزمته
فالعير أضناها الشّقا
والشّوط في البعد انتهى
والصّبر أنهى طاقته

برقية! إلى أفراد القوات المسلحة والأمن اللذين انضموا إلى ساحات التغيير والحرية في كل اليمن، واللذين سينضمون عما قريب من كل فروع القوات المسلحة والأمن والحرس الجمهوري والخاص حرس الجمهورية والحرس الخاص للشعب نحن بانتظاركم بالزغاريد.. وحيّا على التغيير وتحرير النفس.

برقية! إلى الثوار.. عصابة رأسي وأهلي وناسي. ولم يبق من الرّجل إلّا كما يبقى من الوزغة ذيلها يتخبّط يميناً ويساراً وأنتم أحسن منّا !

أغنية!
هلّ الصّباح وغرّدت حمائم الدّار
حتّى الملاح تشلشلين بالاسحار
يتحنّئن من الشّموس بالنّار
قلبي فساح بلا جدار ولا اسوار
والعطر فاح بالكاذية ملآنة الدّار
والضّوء لاح فوق الوجوه أشجار
ولّى وراح عهد الجراد قد سار
في كلّ ساح ثورة تقوم وثوّار.

مطر مطر فوق الحقول مدرار
قطر قطر يعانقين الازهار
هذا الشّقر والكاذية بالاطمار
قلبي سكر من نظرتك وقد حار
فيك الحور وسط العيون أسرار
ثغرك فتر مثل السّما بالأمطار
وجهك سفر من الجمال أسفار
مد البصر هاذي بلاد الأحرار ..

برقيّة ! من تعز بدأت، ومنها ستنتهي ! صدّقنّي ..

حزب البسباس
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري واستشاري فرجينيا الولايات المتحدة الأمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى