[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

مشاعل النصر (قصيدة مهداة إلى كل منتسبي القوات المسلحة والأمن)

مشاعلُ النصرِ في صنعاءَ تتقدُ=فابشرْ -فديتُكَ-بالإشراقِ يا بلدُ
وافخر فنصرُ بنيك اليومَ مُستبقاً=كلّ النبوءاتِ تحقيقاً لما وعدوا
من سطّروا بثباتِ العزمِ ملحمةً=منها فرائصُ أهلِ الغدرِ ترتعدُ
من قدّموا لجموعِ الشعبِ بيعتَهم=جندٌ سوى اللهِ ما خافوا ولا عبدوا

قدّوا من الشمسِ ثوبَ النورِ وانتشروا=فجراً يُعيدُ إلى الأحرارِ ما فقدوا
كانوا فوانيسَ عرّافٍ يراد بهم=شرّا فصاروا ضياء الحقِّ إذ صعدوا
متن َ السفينهِ حيث الشعب متجهاً=يومَ المسيرةِ نحو القصرِ واحتشدوا
ساروا جموعاً وعينُ اللهِ تحرُسُهم=كي لا يطالَهموا غدرٌ ولا حسدُ!
مُدّوا بألفِ ملاكٍ كلّما فقدوا=منهم شهيداً أتاهم -مثلها-مددُ!
حتّى تساووا وقد ساروا ملائكةً=بالواقفينَ ببابِ القصرِ إذ وفدوا!
مرّوا مشاعلَ نورٍ أُشعلت بدمٍ=لمّا أضاءت تولّى الظالمُ النَّكِدُ
قالوا-وكان كلامُ اللهِ مُلهمَهم=(أنّا فتحنا) وفي تجسيدها اجتهدوا

كُنّا فُرادى نُخيفَ الكونَ كيف بِنا=وشملنا اليومَ باسمِ اللهِ مُتحدُ
فكيف تعجبُ منّا حين تُبصِرُنا=في ساحةِ القدرِ المحتومِ نحتشدُ
نمضي إلى الموتِ لا شيءٌ بأعيُننا=غير الشهادةِ إلّا النصرُ معتمدُ

أنّا وعِدنا بأحدى الحسنيين فقل=يؤتى اللذين أطاعوا الله ما وعِدوا
لو ينفد القادةُ الأحرارُ في وطنٍ=تاللهِ في بلدِ الإيمانِ ما نفدوا

مازال فينا رجالٌ بعد ما ظهروا=بين الجموعِ وحتى الآن ما وجِدوا
قومٌ على النصرِ شبّوا صُعّموا بدمٍ=حُرٍ.. بكُلِّ مداعي الفخرِ أنفردوا
قومٌ على كلِّ شبرٍ في رباكِ مشوا=حُبّاً وفوق ثراكِ الحُرِّ قد سجدوا
قومٌ على الشوكِ قد ساروا وما حسبوا=حجمَ الجراحِ وفي وجه الأسى صمدوا
خطّوا بعزمٍ أذلَّ الوغدَ إذا نزلوا=للإعتصام بيانِ النصرِ واعتمدوا!
نصراً أرادوه وضاءً وقد بذروا=خير البذورِ فكان النصرُ ما حصدوا
في موكبِ الشعبِ قد ساروا-أرادتهم-=ظلّت رفيق خُطاهم حيثما قصدوا
وسخطُ شعبٍ عظيمٍ ملء أعيُنهم=غيظٌ توعّد بالإحراقِ من شردوا
عن ثورةِ الشعبِ أو مدّوا بغير هدىً=بنادقَ الغدرِ والإذلالِ أو عمدوا
أن يخمدوا الثورة العظمى فحاق بهم=فضلاً من الله تدبيرات من رصدوا
خطّوا على صفحةِ التأريخِ معجزةً=عظمى سيفخر في تخليدها الأبدُ!
ما مات من أسدٍ إلّا ليخلفَهُ=في ساحةِ الشرفِ اللامنتهي أسدُ
ما اهتز من وتدٍ إلّا وعلًمهُ=معنى الرسوخِ على أرجائنا وتدُ!

فالثورةُ الأمُ كالإسلامِ منهجهها=يجبُّ ما كان طوبى للذين هِدوا!
ما عاد ينكر هذاالأمر من رجُلٍ=إلّا وكان كفيفاً أو بهِ رمدُ

فارحلْ بقاؤكَ أمرٌ لا نُحبّذهُ=ولا نطيقُ لهُ حمْلاً كما تجِدُ
ارحلْ-كرِهناكَ-يا هذا وليس بِنا=يرجوا بقاءِك في أوساطِنا أحدُ
من قال تبقى-أحاديثٌ مُضعّفةٌ=ما استوفت الشرطَ لا متنٌ ولا سندُ

بُشراكِ صنعاءُ ها قد كان ما حلمت=بهِ الجموعُ وشاء الواحدُ الأحدُ
أنّا فداءُكِ يا أرضا نُقدّسها=من منشأ الروح حتى يُدفنَ الجسدُ
ولتقبليني شهيداً أخراً ودمي=ينبوعُ حُبٍّ تزكى رغم من حقدوا

زر الذهاب إلى الأعلى