[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

وكان النعمان أشهر الزعماء!

ثورة اليمن على الأئمة من آل حميد الدين، قد وقعت، وساندها الرئيس جمال عبد الناصر، فأرسل جيشا. وكانت لنا ضحايا لا نعرف حتى اليوم كم عددهم وكم تكلفت هذه الحرب. لا إجابة عن هذه الأسئلة. حتى حرب 73 التي انتصرنا فيها لم نعرف حتى الآن كم عدد قتلانا وكم تكلفت.

وعرفت من ثوار اليمن على الأئمة، الأستاذ النعمان والشاعر الزبيري.. وكانا في مصر. وكانا يسخران من الإمام أحمد وابنه الأمير البدر. وكان الأستاذ النعمان أكثرهم سخرية وأخفهم دما. وسجنه عبد الناصر. ولما أفرج عنه فوجئ بأن جاره في الزنزانة كان الشاعر الزبيري. ولم يكن الأستاذ النعمان ينظم الشعر ولكنه في السجن قال شعرا.

وعندما كان يتردد شعر الزبيري لم أكن أصدق أن هناك شاعرا بهذا الاسم. وكان كثير الاقتباس من شعر الزبيري. حتى جاءني في يوم يدفع أمامه يمنيا متوسط القامة ممتلئ الجسم، وقال لي: وهذا هو الشاعر الزبيري.

وفي يوم طلبني الأستاذ النعمان في ساعة مبكرة من الصباح يعيب على الصحف المصرية ما كتبته عن اليمن. فقال إن روسيا أطلقت قمرا به كلبة فانقلبت الدنيا، مع أن الإمام أحمد قد أطلق ابنه البدر ومعه عشرة خيول لملكة بريطانيا فلم يكتبوا سطرا واحدا.. هاهاها..

وفي إحدى الندوات الشعرية وقف الأستاذ النعمان يقول: «كان فيه ثلاثة من القراء في اليمن قتل اثنان ولم يبق سواي»!

وأصدر الشاعر الزبيري كتابا عن «بلاد واق الواق»، وهو يقصد اليمن.. وفي المقدمة قال: «أنيس منصور دار حول الكرة الأرضية ورأى وقال. ولكنه لا رأى ولا قال كلمة واحدة عن بلاد واق الواق»..

وكنا نضحك سرا من تداعيات أسماء زعماء الثورة على الإمام: البيضاني والزبيري والسلال والأرياني. وكان الأستاذ النعمان أكثر الناس سخرية وإضحاكا. ويقول إن الرئيس عبد الناصر دعاه بعد أن خرج من السجن إلى لقاء وقدم له الشيكولاته التي نجد فيها عبارات حكيمة. فمد النعمان يده ليجد هذه العبارة: «عدو عاقل خير من صديق جاهل». ومد الرئيس عبد الناصر يده واختار، فكانت هذه الحكمة: «اتق شر من أحسنت إليه».

زر الذهاب إلى الأعلى