[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

خواطر ثورية

يا شباب الثورة :
إلى عمود الأمة وسر نهضتها، إلى رجالها البواسل الذين واجهوا الرصاص بصدور عارية، إلى من أعاد للأمة روحها وكرامتها بعد أن كانت أو كادت أن تموت، إلى الأحرار في ساحات التغيير والحرية هذه الساحات التي أصبحت أكاديميات يتعلم فيها الإنسان كل علوم الحياة يطبق فيها كل العلوم إلى واقع عملي ملموس، هذه الساحات التي يتربى فيها الإنسان على المبادئ الرائعة والقيم النبيلة..

أبعث برسالتي هذه لكل المعتصمين والمرابطين والمحبين للحرية والتغيير وأقول : لقد أذهلتم العالم وأدهشتم الأمة وأثبتم للناس نقاوة ثورتكم وصدق نواياكم ونبل أهدافكم من خلال ترككم السلاح في البيوت ومواجهتكم الرصاص بصدور عارية، لقد أبعدتم حاجز الخوف والجبن ممن قلوب الناس، لقد رسم لوحة رائعة للإنسان اليمني الأصيل الذي طالما حاول النظام مراراً وتكرارً تشويه صورته أما بالتهديد بالحرب الأهلية أو الوعيد بالتضحية بالغالي والنفيس من أجل السلطة أو... أو...، فاثبتوا يا شباب الثورة واصبروا فالفرج بإذن الله قريب جداً وقد قطعتم أكثر المشوار ولم يبقى إلاّ القليل والنصر آت لا محالة بعز عزيز أو ذل ذليل.

أيضاً لا يفوتني أن أحذركم ممن يحاول أن يدسهم النظام بينكم فإياكم أن تنصاعوا لهم أو تنجروا خلفهم أو تغتروا بكلامهم، وحدوا صفكم وواجهوهم وتصدوا لهم بكل ما أوتيتم من قوة شريطة المحافظة على سلمية الثورة.

يا رئيس اليمن:

لقد رأيت شعبك قد قال لك لا، وقالها لك بصريح العبارة (ارحل) فماذا تريد بعد هذا كله، لا تحاول خداع نفسك بأن الشعب يحبك وأن الشعب معك وأن... وأن...، ماذا تريد من الشعب أن يفعل وأنت لا تأمن بطانتك الذين حولك فبمن ستثق وفيمن ستأمن، لقد ولى زمن المناورات والمبادرات، الوقت اليوم هو وقت الشباب، وقت التجديد، وقت العطاء، وقت بناء اليمن الجديد الذي طالما وعدتنا به ولكن لم نر إلاّ اليمن التعيس، ارحل فكفاك 33 عاماً في السلطة وافسح المجال الآن لكي نرى وجوهاً جديدة تقدم لليمن كل خير، اتخذ موقفاً شجاعاً يكتبه لك التاريخ وأعلن التنحي فوراً حقناً لدماء شعبك وحباً لوطنك وكرامة لذاتك قبل أن يكون الرحيل بطريقة لا ترضاها أنت ولا يرضاها شعبك فبادر بالرحيل وتذكر كيف كان مبارك بالأمس وكيف هو اليوم، ومن قبله بن علي وبعدهما باغبو.

يا شرفاء المجتمع اليمني:
إلى الذين لم يلحقوا بركب الثورة الشعبية، إلى الذين لا زالوا مترددين، إلى الذين لا زالت تحدثهم أنفسهم هل تنجح الثورة أم لا، إلى كل غيور على هذا الوطن الغالي، أقول لهم انضموا والحقوا بركب الثورة وكونوا من أفرادها وقدموا ما بوسعكم لهذا الوطن الذي أنتم جزء لا يتجزأ منه، فالثورة ثورة الجميع ليست حكراً على فئة أو طائفة أو جماعة أو منطقة فالثورة ثورة الشعب بأكمله وهي للشعب ومن أجل الشعب.

إلى المنافقين والطابور الخامس :

يا أصحاب النظارات السوداء، يا أصحاب الآذان الصماء والعيون العمياء، يا أصحاب الأفواه المبلبلة، إلى المزايدين من أعوان النظام وحزبه. الشرفاء والمخلصون من أفراد المؤتمر الشعبي العام قد انضموا إلى الثورة ولم يبق إلاّ أنتم، فماذا تريدون، وما هي أهدافكم، والله بالله وتالله لن تنفعكم الأموال التي يبذلها لكم النظام ليطيل من عمره يوماً أو يومين، يكفي التنظير من على المكاتب، والكتابات المزايدة على الصحف والمجلات، اخرجوا إلى الساحات لكي تستنشقوا عبير الحرية وتشموا رائحة التغيير وتتعلموا من مدرسة الحياة أعظم الدروس والعبر، اتقوا الله فيما تقولون وتكتبون، حكموا عقولكم، عودوا إلى صوابكم وانظروا بعين الحقيقة، تجاوزوا المصالح الشخصية الضيقة إلى المصلحة الوطنية الكبرى، الركب قد سار ولكن الحقوا طالما وأنه بقي في الوقت متسع.

يا أحرار العالم :

ها هي الثورة اليمنية قد آتت أكلها، وباقي الثورات قد أينعت ثمارها وأوشكت على قطافها، قفوا مع الحق قفوا مع العدل قفوا مع الحرية قفوا مع الإنسان ولو لمرة واحدة، تجاوزوا الأنظمة المستبدة التي بددت وتبدد بثروات وخيرات الشعوب. اتخذوا موقفاً واضحاً من الثورات الشعبية بقيادة الشباب إما معها أو ضدها، لا داعي للمبادرات التي تحاول إنقاذ النظام من الموت السريري، لأنه فقد شرعيته ومصداقيته وثقته بين أبناء شعبه وبني أهله.

اللهم أحفظ يمننا، وأدم علينا وحدتنا، وأبعد كل فاسد عنا، وانصر ثورتنا، وأحفظ اللهم أهلنا، ووفقنا جمعياً إلى كل خير.

زر الذهاب إلى الأعلى