[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

بطانة السوء من قلع العداد إلى الاختلاط

ليس اضر ولا اخطر على أنظمة الحكم والشعوب معاً من البطانة السيئة، فهي في الواقع غشاوة كئيبة تغطي وتحجب الحقيقة، وتنقل كل ما استطاعت من صورة كاذبة خادعة قد يتخذ ولاة الأمر بمقتضاها قرارات مهمة وخطيرة تبتعد عن إصابة الهدف وتترك أثرها السيئ حاضراً ومستقبلاً وتؤدي بالحاكم إلى الرحيل.

هذا لأن البطانة الرديئة تكون شديدة الحرص على تجاهل كل ما فيه نفعاً للمصلحة العامة ، لأن النفاق والرياء والمراوغة من صفات أي بطانة رديئة، ومن ينتمي إلى ذلك النوع من البطانة فإنه يتمتع بالأنانية ومصلحته فوق كل شيء، وهو منافق من الدرجة الأولى يظهر الرحمة والورع والصدق والإيثار والعفاف والوطنية وكل الصفات النبيلة، ولكن باطنه يعج بالقسوة والكذب والغرور.

في واقعنا اليمني نلمس ونشاهد كثير من هذا الصنف ، أناس وهبوا أنفسهم للخراب وهبوا أنفسهم من اجل دمار هذا البلد ، بل هم السبب المباشر من وجهة نظري إلى ما وصلت إلية البلد اليوم من أزمات من ناحية و إلى ما وصل إلية الأخ الرئيس من موقف محرج ومصيري لا يحسد علية من ناحية أخرى.

كان المواطن اليمني في السابق يردد باستمرار فلان وفلان هم من يسيئون إلى الرئيس ويحجبون عنة الحقيقة، فالكل مقتنع أن الأخ الرئيس ليس سيئ بذاته وإنما يساء إليه.

تلك البطانة التي كانت ولازالت حول الرئيس هي من تنفر الناس بأفعالها فهم يعملون على خداع الرئيس بأن كل شيء جميل في هذا الوطن ولا يوجد هناك أي قصور ولا يوجد هناك فساد ولا رشوة ولا غيرها ، قد أوافقهم الرأي في أنة لا يوجد هذا إذا لم يكونوا هم وأمثالهم موجودين في مراكز القرار فمن يأخذ الرشوة ويعمل على المحاباة والواسطة يستمد قوته منهم في ممارسة تلك الأعمال وغيرها.

فعلى سبيل المثال إذا وصلت إلى الرئيس مرة صرخة جائع أو شكوى مظلوم أو تذمر خريج من عدم وجود وظيفة رغم امتلاكه للمؤهلات المناسبة قام هؤلاء المتمثلون بالبطانة بالقول نؤكد لك أن هذا الجائع أو المظلوم يريد إثارة البلبلة فالجميع بخير من خلال ما تقومون بة يافندم من رعاية وتأهيل للشباب وغيرهم.

وكم انعكست تلك الأفعال وذلك القول والعمل القبيح على الوضع العام في الوطن وعلى المواطنين ، كم هي آثمة تلك البطانة التي تتجاهل اليتيم الجائع ، وكم هي آثمة عندما تترك صرخات الأرامل والضعفاء ودعوات المظلومين تصعد السماء فتلك الدعوات تهلك الجميع ، كم هي آثمة تلك البطانة عندما تقول لرئيس عندما يسأل كيف الأوضاع في البلد ويتسابقون بالقول (كل شيء تمام يافندم) ويضيفون إن الناس في ارغد عيش وان الناس تعيش ازهى عصور التاريخ في عهدك يافندم ولدينا من التطور الإقتصادي والثقافي ما لا يقارن في بقية البلدان ، كم هو سهل ذلك المديح لكن صعوبته وقساوتة تكون عند جني ثمار ذلك الكذب والنفاق وتكون على حساب كل ضعيف ومسكين ومظلوم.

ولهذا اعتقد بل واجزم أن مشكلتنا الرئيسية وسبب كل المشاكل التي نعاني منها الآن هو بسبب إطلاق العنان لتلك البطانة الرديئة في كل شيء.

إن البطانة السيئة التي استشرى نفوذها في اليمن من أقصاه إلى أقصاه وعانى ويعاني منها الكثيرون ، فهؤلاء كانوا يعتمون على الرئيس ويقدمون له صورة ضبابية لا تمكنه من رؤية الخلل ، ليس هذا فحسب بل نصبوا من خلال تلك الأعمال وشيدوا جداراً عازلاً عالياً بين الراعي والرعية ، فقد يريد الحاكم إصلاح حال الرعية لكن الحقيقة تكون محجوبة عنه.

استبشرنا خيراً وتفاءلنا عندما اجتمع الأخ الرئيس بكتلة المؤتمر الشعبي العام قبل شهر ونصف تقريباً من الآن ، عندما قال لهم بصريح العبارة انتم من تكلم بخلع العداد أنا لم أتكلم عن هذا الأمر في إشارة واضحة إلى أن البطانة قد استشرت وأصبحت منذ فترة طويلة تتكلم بلسان الحاكم وكرر كلمة أنا لم أتكلم بهذا الكلام.

غمرتني الفرحة عندما سمعت الأخ الرئيس يعاتب جزء من تلك البطانة فقلت آن الأوان إلى أن يتجه الرئيس نحو الشعب ويترك من يتكلم بمصالحة لا بمصالح الشعب.

جاءت جمعة الحوار التي القى فيها الأخ الرئيس الكلمة كعادته ، لكنة وقف عند عبارة قبل أن يتلفظ بها التفت إلى خلفه وبعد أن التفت واخذ الإشارة والإذن من بعض بطانته نطق بها وهذه العبارة عندما نصح فيها الشباب بعدم الاختلاط ، وبعد أن لفظ بتلك العبارة التي أحرجتنا كمحبين للرئيس ، أقول لم يكن لتلك العبارة أي لزوم ، وإذا كان لابد من قولها فليترك هذه العبارة لرجالها مثل الراعي والبركاني والجندي.....

ان البطانة السيئة ورم سرطاني خبيث يتمدد حول المسؤل ويتكاثر بسرعة في الشورع والميادين والمرافق الحكومية إلى أن تصل إلى الوطن وتلقي بالحاكم صريعاً في نهاية الأمر.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى