[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ثورة للمستقبل وإعلامها من الماضي

نحن اليمانيين نجيد النفاق السياسي, و نفشل إعلامياً عندما نعارض.

عندما نلتقي بناشطي الحراك الجنوبي ونستمع منهم, نجد أن الجنوب اليمني فعلاً يتعرض لظلم ونهب شديدين كما يتعرض أبناؤه لإقصاء مجحف, وكذلك عندما نتعامل مع أبناء صعدة تجدهم ليبراليين ومدنيين ويحترمون القانون أكثر حتى من المنظمات المدنية مثل أحزاب السلطة و المعارضة و حتى النقابات, وأنهم قتلوا وشردوا بلا أي ذنب.

فلماذا لم نقف بجانبهم في حينه أو تعاطفنا معهم؟ أو حتى لماذا وقفنا ضدهم أحياناً؟ نحن مدنيون ولا نقصي الآخرين أو نرفضهم ونلغيهم بسبب الإختلاف الأيديولوجي أو المناطقي أو المذهبي وحتى الديني, بل نحترم الآخر ونحترم حقه في الإختلاف معنا, فليست هذه هي أسباب عدم اتخاذنا موقف حازم و جاد إلى جانب أخواننا في الجنوب أو في صعدة.

أعتقد أن السلطة الحاكمة أستطاعت أن تبرز في الحراك الجنوبي وفي أبناء صعدة أسوأ من وما فيهم بل ونسبت إليهم أشياء أكثر تطرفاً من حقيقتهم, بينما هم لم يحرصوا أو ينجحوا في إبراز جوانبهم الإيجابية الكثيرة والحقيقية التي لمسناها مؤخراً عندما جمعتنا بهم ساحات التغيير أو عند تبادل الزيارات بين الشباب أثناء هذه الثورة المباركة.

- ساحات التغيير يمنُ ُمصغرة

كذلك هي الثورة اليوم لا يدرك نقاءها و نبلها إلا من يشاهدها من الداخل, ساحات التغيير والحرية شيء, والخطاب السياسي الإعلامي الصادر عنها شيئ يختلف عنها جداً, ففي داخلها تشعر بدفء الأمان, وما يصدر عنها باردٌ مفزع , فيها تتنفس رائحة الحرية , و تصدر عن إعلامها جيفة القمع , داخلها ترى أمامك حقيقة الدولة المدنية, بينما تلبس الثورة عمامة وجنبية ورتبة لواء عندما تخاطب الآخرين.

أعلم بأننا لسنا كذلك, لكنا لم نستطع حتى الآن أن نُري الآخرين حقيقة ثورتنا وشبابها.

- شباب الثورة يصفحون و إعلامها حاقد

القناة التي صورت نفسها أنها وزارة إعلام الثورة و إدارة توجيهها المعنوي لا تستضف إلا العسكر وشيوخ القبائل الأقطاب الدينية, وجميعهم من الماضي, وهذا ما يشكل صورة مستقبلنا لدى الآخرين , وعندما يتحدث آخرون -من المعارضة أيضاً- عبر وسائل إعلام أخرى تراهم يهددون بالزحف و الإقتحام والإجتثاث والمحاكمات, بينما نستقبل الجميع بشعار (حيا....بهم), ونقبل الجميع بما فيهم قتلتنا.

لم يسمع غيرنا عن مُناضِلات الساحة (هدى العطاس , وداد البدوي , أروى عثمان , جميلة علي رجاء , سامية الأغبري و أخريات) إلا عندما تم الإعتداء عليهن من قِبل أطراف إدعت أنها تحميهن وتحمينا, أيضاً مناضلون مدنيون (أحمد سيف حاشد , محمد العبسي , محمد العلائي , كمال شرف و آخرين) لم نتحدث عنهم إلا عند اعتقالهم من قبل لجاننا الأمنية, أو تهديدهم من قبل آخرين وهؤلاء المناضلون و المناضلات هم من صميم فكر الثورة ومستقبلها وليس عسكر زعيل.

فلنظهر حقيقتنا وحقيقة ثورتنا وسيقف الجميع إلى جانبنا , و إن كان إعلام الثورة قد سُرق فالثورة مازالت بيد شبابها وعليهم أن يستردوا إعلام ثورتهم وخطابها الموجه للآخرين.

- لنترك وراءنا الماضي بمؤسساته الرجعية و أحقاده ورئيسه و إعلامه أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى