[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

افتتاحية السياسة الكويتية: ليكن التوقيع رئاسيا..

بات واضحا ان المعارضة اليمنية تعمل وفق المثل الشعبي" اشتهي لحمة من كبشي واشتهي كبشي يمشي", اذ ترفع يوميا من سقف مطالبها وهي تعرف ان لا مبرر لذلك, أي أنها تريد اسقاط الرئيس بشروط تعجيزية, وفي الوقت نفسه تشتهي زيادة عقيرة الصراخ في الشارع, ما يعرقل إخراج البلاد من الأزمة, وما يدفع باليمن للدوران في حلقة مفرغة, ومنع أي حل ينهي المعاناة التي يعيشها الشعب. ولهذا كنا نتمنى ان يوقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية بصفته رئيسا للجمهورية ويفوت الفرصة على المعارضة الفرحة بتوقيعه عليها كرئيس للحزب, لأن هذا الأمر يجعلها تزيد من شروطها التعجيزية, وتظهر صالح بصورة المعيق الوحيد للحل.

بكل ود ندعو الرئيس علي صالح إلى توقيع المبادرة بصفته رئيسا وتفويت الفرصة مرة أخرى على المعارضة, ويبقى من حقه علينا ان ندافع عنه, فهو سيستقيل خلال 30 يوما وفق المبادرة, سواء وقع بأي صفة من الاثنتين, مع حذره المحق من المعارضة تماما كما هي حذرة منه, ولا نعتقد ان هذا الاقتراح يفسد للود قضية, بل ان من حق الرئيس صالح ألا يترك الساحة لهؤلاء حتى لا يقال إنه هرب, وحتى لا يلاقي مصير بعض الزعماء العرب الذين تركوا مناصبهم تحت ضغط ضجيج الشارع والصراخ والفوضى, ما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل وضياع الدولة. ولهذا فان الرئيس صالح المتمسك بالانتقال السلمي والدستوري للسلطة استنادا إلى المبادرة الخليجية, يعمل جاهدا لحفظ اليمن من الانزلاق إلى الفوضى لأنه يقدم مصلحة بلاده على مصلحته الشخصية, وهذا ما يجب ان تدركه المعارضة اذا كانت فعلا تريد إصلاحا واستقرارا لليمن.

نسأل اللقاء المشترك والمعارضة عموما: ما الفرق بين توقيع صالح كرئيس للحزب وبين توقيعه كرئيس للدولة على المبادرة, طالما ان ذلك يجري برعاية دول "مجلس التعاون" والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي? الا اذا كان القصد من اللعب على هذا الوتر الثانوي كسب الوقت أيضا, من اجل تحقيق أجندة خاصة بهذه المعارضة, مثلما تتهم هي صالح بكسب الوقت أيضا, اذ تظن ان اطالة الأزمة بضعة أيام أخرى ربما يحقق لها أهدافها التي هي بلاشك أهداف مزعجة للشعب اليمني.

فليوقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية ويفوت الفرصة على معارضيه حتى لا يدخل الجميع في جدل بيزنطي حول من وجد أولا الدجاجة أم البيضة, وليكن هو صاحب مبادرة النوايا الحسنة, مثلما كان سباقا إلى الموافقة على المبادرة الخليجية, ويمنع خصومه من تحقيق ما ينسجم مع أجندتهم الهروبية. وكما ناشدنا الرئيس نناشد اللقاء المشترك ¯ اذا كان فعلا كما يدعي صاحب نوايا حسنة ¯ ان يترك الجدل والمماحكة والحرتقات جانبا, ويتخلى عن ذهنية" اشتهي لحمة من كبشي واشتهي كبشي يمشي".

زر الذهاب إلى الأعلى