[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عندما تتحول من ضيف إلى مُفارع!!

يبدو أن عام 2011م الذي شهد مطلعه سقوط أعتى نظامين بوليسيين في المنطقة العربية هما النظام التونسي ثم المصري وهناك عدد من الأنظمة في الطريق هو عام سياسي بامتياز وفي هذا العام الاستثنائي طغت الأحداث السياسية على كل ما عداها وتراجعت إن لم نقل اختفت كثير من الاهتمامات لدى النخبة والعامة لتشهد أولوية مطلقة لتناول ومتابعة ما يجري من حراك سياسي.

شريحة واسعة في المجتمع عادت بشكل إجباري لمشاهدة القنوات الإخبارية ولشراء الصحف ومتابعة الصحافة الالكترونية والاشتراك في الخدمات الإخبارية على الهاتف المحمول كل هذا رغبة في معرفة إلى ما ستؤول إليه الأحداث.

هناك أشواق وآمال وتفاؤل بقادم أفضل وهناك مخاوف من انحراف الأحداث إلى مجهول مخيف.

هناك حالة من الاستقطاب والاصطفاف والتخندق بين ساحات التغيير بكل ثوريتها الشبابية وبين ميدان السبعين والرئاسة التي تسعى لإحباط ثورة الشباب وتثبيت شرعية دستورية متآكلة ومثخنة بجراحات عميقة تكاد تسقطها لصالح شرعية ثورية تكبر كل يوم.

هناك جدل يحتدم في الأماكن العامة وفي وسائل النقل العمومية في مقيل الرجال وفي مجالس النساء فريق مع الثورة وهؤلاء يمثلون أغلب النخبة بكل تطلعاتها وأشواقها لمستقبل أفضل خال من الفساد والرئيس صالح وأسرته وفريق ضد الثورة هو خليط بين عوام محاصرين بالجهل وقليل من النخبة المدججة بقناعات الحاكم والمرتبطة بمصالح مستمرة في حال بقائه مع كثير من بعض المخاوف التي لم يستطع إعلام الثورة انتزاعها وبث الطمأنينة لدى الناس بقادم أفضل وبين هؤلاء وهؤلاء يحتدم الجدل ويحتد النقاش ويخرج في كثير من الأحيان عن طوره الطبيعي كاختلاف آراء وتباين وجهات نظر إلى معارك لفظية واشتباكات حقيقية تفسد الود ولا تبقي شيئاً من أجواء الإخاء والقرابة والصداقة.

أقول هذا وقد شهدت بنفسي جانباً من تلك الاشتباكات وفي كثير الأحيان كنا نصل إلى طريق مسدود ثم ننفض وقد أوغرت الصدور وتضاعفت الأحقاد وتأصلت القطيعة كنتيجة طبيعية لقلة العقل.

سأعترف لكم هنا أنني أكره السياسة بشدة ولكنني مجبر على تناولها لأنها فرضت علينا هذه الأيام فرضاً وقد كتبت خارج هذا السرب عدة مقالات ونشرت وقرأها البعض باستغراب فمن يكتب في موضوع غير سياسي هذه الأيام يبدو كأنه يسبح ضد التيار.

وأتذكر أنني قبل حوالي شهر كنت في مدينة إب وفي مقيل جمعني بأقارب لي لم أرهم منذ سنوات فوجئت بوجود جنديين من الحرس الجمهوري من أبناء قريتنا أحدهما مع الثورة والآخر ضدها وقد أفسدا علينا المقيل بنقاشات عقيمة تطورت لصياح وشتائم وعراك وتحولت أنا الضيف إلى مفارع ولم نكد نفض الاشتباك في مقيل الرجال حتى اندلعت في مجلس النساء معركة حامية الوطيس بين شابة ثورية وامرأة تتابع فضائية اليمن ( قناة الرئيس) اتصلت بي زوجتي والتي تحولت إلى مُفارعة أيضا تخبرني برغبتها في السفر حالاً وبعد ساعة من المعارك سافرنا نحو صنعاء وقلوبنا موجوعة أتذكر في ذلك المساء أنني عدت لصنعاء شارد الذهن أفكر في ما ستؤول إليه الأحداث وليس لي أي مزاج لا في الكتابة ولا في الحديث عن السياسة.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى