[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

معارك عبده بورجي

لا يترك عبده بورجي أي مناسبة لتصفية حساباته مع خصومه والابتعاد عن النيران التي توجه نحو فساده وسوء استشاراته للحكم والتي كانت سببا في إيصال البلاد إلى مالت إليه اليوم, الا وانتهز هذه الفرصة للانتقام..

بعد ان فشل الرجل في جعل محافظ الحديدة السابق الأستاذ احمد سالم الجبلي موظفا لديه ا وان يحركه كما يريد وشى به وجمع أتباعه والمرتزقة من حوله واتهموا المحافظ بالعمل لصالح المعارضة , وتمكنوا من انتزاع قرار بعزله , في وقت كانت فيه البلاد وماتزال تموج تحت عواصف الأزمة السياسية , الا ان بورجي الذي يعد احد رموز الفساد وأصبح المتحكم الفعلي بالقرار الرئاسي لم يدع تلك الفرصة تمر دون ان يصفي حسابات مع المحافظة الذي اقدم على عزل ابن اخته من موقعه على راس مكتب الثروة السمكية بسبب فساده.

منذ بداية الازمة الحالية ولا هم للسكرتير الصحفي الذي فشل في إدارة معركة إعلامية محترمة في مواجهة إعلام المعارضة سوى تصفية حسابات قديمة وجديدة مع بعض المراسلين , وقد كان له دور بارز في اغلاق مكتب قناة الجزيرة وتحريض افراد الامن والمسئولين على الصحفيين والنظر اليهم باعتبارهم مجموعة من العملاء اذا لم يتلقوا التعليمات منه..

وكالة رويترز نالت نصيبا وافرا من هذا التحريض والذي وصل إلى قمة السلطة في مسعى لتبرير استشارته المدمرة على البلاد والنظام , وتحت مبررات كاذبة منها ادعاء الحرص على الرئيس , وان الوكالة تنحاز لصالح المعارضة , وكان ما يهدد نظام الحكم من مشكلات واحتجاجات وأزمات قد اختزلت في خبر أو تقرير تبثه الوكالة ...
يعرف عن الرجل انه غارق في الفساد حتى أذنيه وان الأموال الضخمة التي وزعها على عدة بنوك دولية هي نتيجة استثمار سيئ لموقعه إلى جانب رئيس الجمهورية , ويعرف الكثيرين انه سبب رئيسي للخطاب الإعلامي الكسيح لأنه لا ينصح بالأشخاص الذين يمتلكون قدرات بل يبحث عن أولئك الذين يدينون بالولاء الشخص له ويمارسون ذلك الولاء نهاية كل شهر..

يمتلك بورجي مؤسسات وشركات ويصدر ثلاث صحف أسبوعية عن شركة " سبا ميديا" , هي اليمن وأخبار عدن وصوت حضرموت ويحصل على دعم مالي ضخم من رئاسة الجمهورية لهذه الصحف التي قال انه من خلالها سيتمكن من مواجهة الحراك الجنوبي والنزاعات الانفصالية , ويعزز الولاء الوطني..

مهمة الرجل في جلب الأموال لا تنتهي فقد أسس منظمة اليمن أولا وزينها بصورة صغيرة لأحد أبنائه لتأكيد ان هذا هو مفهومه للولاء الوطني , كما انه يدير شبكة من المواقع الالكترونية الهابطة في محتواها لكنها ممرا مهما للدعم المالي , وهذه المواقع لا تنتهي عند " اسرار برس أو اخبار الجنوب , ولكنها تمتد إلى ردفان برس وشبوه ... الخ ".

حين كشفت صحيفة "النهار" عن جزء من مملكة بورجي التي لا تحتوي القصور التي يصعب التنقل بين مكوناته بدون سيارة خاصة بالحدائق , ولا البئر المائي وخزان الغاز المنزلي الذي يغطي احتياجاته لمدة تقارب العام , لم يهدأ للرجل بال وظل يبحث عن اقرب الفرصة لتصفية حساباته مع من اعتبرهم يقفون وراء تسريب تلك المعلومات التي شملت قائمة بالوزراء والوكلاء ورؤساء الشركات ومدراء الموانئ واقاربه في مختلف المناصب وما ان بدات الازمة السياسية حتى سارع إلى الكشف عن وجهه القبيح.

تعمل في اليمن نحو ستين وسيلة إعلامية متنوعة وكلها تنقل تطورات الأوضاع وردود الأفعال ازائها من مختلف الجوانب وتأخذ أراء الأطراف المعنية لكن ذلك لا يعني الرجل الذي أطبق على موقع الرئاسة منذ ما يزيد على عقدين , ما يهمه هو ان ينتقم من خصومه , ولهذا يعمد إلى انتقاء كل كلمة ترد في خبر أو تقرير لوكالة وتقديمها للرئيس مشفوعة بتوصية بان مصدر هذا الخبر هو فلان , حتى اراء المحللين الدوليين والتي تؤخذ في العادة من خارج اليمن لا يخجل من ان ينسبها إلى مراسل هذه الوسيلة أو تلك بهدف التحريض عليه وتسهيل مهمته في الانتقام الشخصي منه..

كنت أتمنى ومازلت, ن يمتلك بورجي الشجاعة الأخلاقية وان يواجه من يختلفون معه في سوء استغلاله لموقعه بدلا من الاختباء خلف وظيفته , والعمل على تحريض الآخرين ضدهم , لأنه لو فعل ذلك لما تمكن من الاستمرار في هذه الوظيفة طوال هذه السنين..

* مراسل رويترز في اليمن

زر الذهاب إلى الأعلى