[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

اليمن... ما بعد المبادرة؟

نكتب مساء الأربعاء وقد أعلنت الثورة الشبابية زحفها السلمي لإسقاط الرئيس وذلك بعد أن سقط عشرات الشهداء والجرحى فقط منذ إعلان بدء المبادرة الخليجية

فضلا عن العدد الضخم للضحايا منذ انطلاق الثورة اليمنية واحتشاد مظاهراتها في ساحة التغيير في صنعاء وباقي المدن والمحافظات اليمنية.
وكان من المتوقع أن تسعى النخبة الحاكمة مع الرئيس إلى الالتفاف على الشرط الوحيد الذي من خلاله كان بالإمكان أن يُنقَذ اليمن في المبادرة ويَعقب ذلك تواصل سياسي بين الأطراف الباقية .
وهذا الشرط هو تنحي الرئيس رغم إعطائه ضمانات في الاتفاق مخالفة للدستور والأعراف الأممية لمحاسبة الزعماء قضائياً , على أمل نقل اليمن من ذلك المشهد الدموي المتصاعد وتلويح الرئيس بذاته وتهديده بالحرب الأهلية ومع ذلك , أُسقط هذا الشرط الذي أعطاه مدة شهر كانت طويلة ومع أن شباب الثورة اليمنية فوجئوا بتأمينه ونخبته من حق المحاكمة إلا أنّ معارضة المبادرة لم يكن وقفا لتنفيذها .
ومع استعداد اللقاء المشترك بتنظيم انتخابات بعد رحيله بالاتفاق مع القوى الوطنية وفقا للمبادرة إلاّ أنّ نكوص الرئيس عن الاتفاق أسقطها وكانت الإشكالية أن مجلس التعاون قبِل نسخة المؤتمر الشعبي لتعديل المبادرة والتي ألغت حق التزامه وتوقيعه كرئيس بالرحيل الفوري وأدخلتها في متاهات..انتهت إلى إعلان الأطراف السياسية رفضهم للنسخة المعدلة كليا واعتبارهم أن التعديل اسقط أصول الخروج من المأزق المتفق عليه بأنه شخصية الرئيس أولاً..ثم تعالج باقي الصراعات والإشكالات .
في كل الأحوال انطلقت مسيرة الزحف التي نرصدها في يومها الأول الحادي عشر من مايو أيار نحو الإسقاط السلمي لمواقع الرئاسة والمؤسسات الحكومية واحتشاد كل الأقاليم في هذه الحركة...
ولا شك بأننا ينتابنا القلق الشديد على مصير أبناء الشعب وخشية اليمنيين والرأي العام من تطور الأمور بناءً على موقف الرئيس إلى حرب شرسة , لكن حركة تامين بعض قطاعات الجيش وتعاون القبائل معه في منع إشعال حرب شاملة رغم كل المحاولات السابقة نرجو أن يتحقق ... خاصة مع ازدياد الوعي الوطني في كل قطاعات الدولة وخاصة الجيش القادر على منع المجزرة والذي يؤمّل الجميع أن يقف مع الشعب وضد الفتنة وأطماع بقاء السلطة للنخبة الحاكمة .
وحصيلة التجاوب الكبير في أركان المشهد السياسي الذي قادته ثورة الشباب اليمني تُشير بوضوح إلى انخراط الغالبية الساحقة من الفعاليات السياسية مع الثورة..
وهذا يعني أنّ فرص تامين الحكم الرشيد ستكون قائمة بين هذا التحالف وهي القيادات الشبابية للثورة والتكتل السياسي الإصلاحي من مستقلين وحزبيين والقيادة الوطنية للجيش الرافضة للمواجهة المسلحة مع أبناء الشعب..وان تعقّدت الأمور في البداية لكنّ الحالة الوطنية لليمن ستعبر بر الأمان بإذن الله وينتظرها الكثير من الملفات المعقدة بلا شك.
هنا تتضح الصورة بجلاء ودقة تحتاج من دول مجلس التعاون فهمها جيدا والتعاطي معها بايجابية من خلال دعم مشروع الحكم الرشيد الذي سيقوم في اليمن الجديد وتشجيع الزعامات القبلية للوقوف مع الشعب وكذلك جسور الاتصال مع الجيش , فهذا الدعم الخليجي المطلوب سيحقق توازنا مهما للعلاقة وباب للجسور المهمة للغاية والحيوية مع اليمن الجديد..
الذي لا يُمكن أن تتغير الجغرافيا فيُبعد عنّا وهو شقيقنا اللصيق وعهد الرئاسات الدائمة تجاوزه الزمن والعهد القادم عهد الحكومات ذات التمثيل الشعبي فدعم ما سيتشكل في اليمن اقتصاديا وسياسيا وضم شامل ومباشر بعد إعلان الحكم الجديد لمجلس التعاون ليس مصلحة لاستقرار اليمن الجار والشقيق فقط بل مصلحة لدول الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى