[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الاغتراب والبسباس ومبادرة شور وقول.. أوراق خاصة!

اغترابٌ.
حين يتأمل الإنسان ملياً، وبهدوءٍ، وبتجردٍ عن أفكارٍ مسبقةٍ أو أحكامٍ جاهزةٍ، وبدون تعيير مقارني، في ثلث قرنٍ في سيرة هذا المخلوق العجيب الذي أفقر العباد، وعاث في الأرض - ما لا تطيقه أي أرضٍ في الدنيا - من الفساد..

فلن يجد موئلاً للمسامحة فيما أقترف من جرمٍ، أو منفذاً ضيقاً للمصالحة معه، بعدما قتل فينا الإحساس تجاهه لذلك، فيما لو رجا ذلك منا ؛ حتى لم يبق لدينا إلا العقاب جزاءاً على ما ركب من مراكب الظلم فينا، والقتل، والإفقار، وإطلاق يد البطانة في الفساد، والإفساد للناس وفي الأرض ؛ حتى لم تبق شجرةٌ إلا وبكت من ظمأٍ، ولا بقرةٌ إلا واشتكت من جوع .

وما برح عن شهوةٍ في التعذيب لشعبه ؛ مجبراً الملايين على ترك من يحبون ويعشقون، وما يحبون ويعشقون، قسراً راحلين مسافات التيه، والتشرد، والضياع في بقاع الأرض، هائمين كالسوام، مبعدين عن أرضٍ فيها المواهب نهبت، والثروة سرقت، والكرامة ابتذلت، وأركان الحياة فيها سجرت، والجبال أقحطت، والمزابل من مسغبةٍ قلبت ؛ وإذا باليمن وئدت، ف (بأي ذنبٍ قتلت)!

وغدونا على أطراف الدنيا، وشواطئ العالم، وموانئ البعد، وأرصفة الإغتراب في مقاهي المدن، وحواشي الآفاق في القرى البعيدة، نتساقى ذكرى العشق القديم، والزمن الجميل، لإمرأةٍ كان إسمها (اليمن) ؛ ورجلٍ عاش عملاقاً، واغتيل عملاقا، كان اسمه (إبراهيم)!

ولقد قتلنا الرحيل، وأفنانا البحث عن المعاش بكرامةٍ في الكون.. وبلادنا من أغنى بقاع الكون - أيها الوغد الكاذب الأفاق الغادر نندب حبيباً واراه التراب، أو أماً تشتاق الشفاه لتقبيلها وتشتاق عيوننا للتملي في عيونها ؛ أو أخاً قصم ظهره عن فراقٍ أو عتابٍ، أو أختاً لا يحجب دعوتها عن الله حجابٌ !

فماذا قدمت لنا أيها ... ماذا أصفك ؟ لم أجد ما أصفك به من مفردات اللغة ! ولم أجد من مفردةٍ تهلكك غير الثورة !
وانتصار الباطل المتعب أسوأ سوءاً منه فينا أن يحابا
هذه آخر منحةٍ من الله تمنح، وآخر هبةٍ تهدى لنا منه فماذا أنتم فاعلون بها ؟
حيا على خير العمل !
فضحك هذا الشباب الثائر وبكل السلام!
فوداعاً علي. وإلى غير رجعة.

البسباس في الكونجرس!
أحد أصدقائي، وبحكم وظيفتي، تكونت بيني وبينه وشائج معرفةٍ ودودةٍ، منذ ما يربو على جيلٍ من السنين. وهو أحد ممثلي الأمة الأمريكية في مجلس النواب House Of Representatives، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس. وفي هذه الأيام فإن ملف اليمن مفتوحاً على دفتيه، ولجنة المتابعة في شغلٍ شاغلٍ لا يتوقف. هذا ما عرفته، بعد إتصاله بزعيم حزب البسباس (صاحبكم الفقير إلى الله سواق سيارة الأجرة البرويت - كريم النعمان صاحب وزعيم حزب البسباس).
هاتفني وقال لي :
" هل يمكن أن تحضر للشهادة عما يجري في اليمن !؟"
قلت له :
" هي ليست شهادةً بقدر ماهي إلا رأيي فيما يحدث، لأني كما تعلم يا صديقي " بعيدٌ عن اليمن لسنواتٍ طوالٍ ! "

وهو يعرف أن لي إهتماماً خاصاً بسيادة (بقري نابه والأربعين صعبي)، واهتماماً عاماً بالشأن اليمني، بحكم طبيعة الأشياء، والثورة اليمنية الثالثة .
رد قائلاً : " فليكن كما تريد! "
قلت له : " نعم يا صديقي وسأكون سعيداً وشاكراً "!
بالطبع، لم تسعني الفرحة أن أتاح الله لي هذه الفرصة حتى أستطيع أن أنقل حقائق الأشياء، وطبائع الدكتاتور اليمني، وعبث هذا المخلوق المشوه الذي آذانا لثلث قرنٍ من الزمن المحسوب علينا. طبعاً...الفقير إلى الله طرح ما في قلبه وبدون تلفيق و زورٍ و بهتانٍ. وأنتم تعرفون كم أحب الرئيس. ! وقٌلت ما يجب أن يقال.
وفي نهاية الشهادة عرفهم صديقي أمامي مازحاً حين إختتم سيرتي الذاتية أمامهم – حيث كنت قد أعددتها مسبقاً قبل دخولنا – فقال : " هذا زعيم حزب البسباس he is the founder of the Chili Party “!

ومما أدليت به مقالتين قديمتين كتبتهما قبل عامٍ تنقص أو تزيد، (الجيل الثاني من المقعيين)، والثانية (جائزة روفل للكلام). ومن ثمت قدمت كل مقالاتي كجزءٍ من أرآئي التي تحتج إل فسحةٍ من الوقت.

مبادرة شور وقول !
الثورة اليمنية والحرب الأهلية.أين يقف إخوتنا الخليجون؟!..
قطر البلد الصغير الكبير العملاق.. قرأ المعادلة بوعي واضحٍ، وقراءةً دقيقةً، وصحيحةً، حين أعلنت إنسحابها من المبادرة (الشور وقول)، التي قدمت من مجلس التعاون الخليجي قبل أربعين يوماً، تنقص أو تزيد. حيث اعتبر اليمنيون، بأغلبيتهم الساحقة المعتصمة في ساحات التغيير والحرية، أن ذلك الإعلان هو فضحٌ للنظام الفاسد برئيسه الكاذب، وكل المنافقين حوله ؛ أو هو وقفةٌ إنسانيةٌ بجانب حق الإنسان في إعلان الحياة، والحرية، واحترام قراراته، واختياراته عند الإنتقاء الثوري، وخياراته في العيش بالطريقة التي يراها ؛ أو كلاهما ؛ مع أني كنت أتصور دولة الكويت، وأميرها، وبرلمانها (مجلس الأمة)، أن تكون السباقة لذلك الإعلان ؛ ولكن (إلتمس لأخيك عذراً)!.

فأما الواجهتان في بناء المبادرة الخليجية هما إما حرب أهلية حين يصر على البقاء ؛ وإما دولة فاشلة تحت زعامته. وفي الواجهتين تبدو الصورة واضحة. ما يخشاه الخليجيون من الحرب الأهلية من إنهيارٍ كاملٍ للدولة، هو نفسه سيحدث لإن إصرار الثوار، وصولة الثورة قد عزما عزماً مصمماً على إسقاط هذا النظام من قمة الهرم لقاعدته لبناء يمنٍ متكافئ مع الخليج، ولا أتصور أنهم يخشون يمناً مستقراً، قوياً، معتمداً على قدراته الذاتية. إذن فعلام يراهن إخوتنا في الخليج ؟

حمار علي الذي عرف لثلث قرنٍ، وكانت خواتيمها من خرجه الكذب والمناورة حول المبادرة. جربتموه في شهرٍ بمبادرة (تفصيل شور وقول)... فكرهتم اليوم الذي رأيتموه ونصبتموه فيه ؛ فلا تلومن شعباً قد كرهه بعدما جربه لثلث قرنٍ !

فليرحل إذن..
فلا نريد قاتلاً، وسارقاً، وصائلاً بلطجياً، أن يبق ليومٍ واحدٍ أن يحكمنا ! فلا نريد أن نستعبد لثلث قرنٍ آخر.. خذوه، وحصنوه ؛ فلا نريد قاتلاً يراسنا قد نصب على دم شهيد، ومشى ثلث قرنٍ على دم الشهداء ! لست أدري هل يقبل اليمنيون أن يستعبدوا لثلت قرنٍ آخر ؟!

من الأوراق الخاصة ل : عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري وانشائي - حزب البسباس
فرجينيا الولايات المتحدة الإمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى