[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سيدي الرئيس.. لقد خانك دهاؤك!!

نعم لقد خانك سيدي الرئيس، أما سمعتهم يقولون: "لقد خانه دهاؤه"؟؟، أما فكرت لحظة واحدة أنه سيخونك؟؟.. نعم خانك إذ أوعز إليك بأن أولئك الشباب المعتصمون يلهثون وراء جاهك وسلطانك فأصدرت توجيهاتك بشن ذلك الهجوم الشرس على مخيمات الفتية المسالمين في تعز في جنح الظلام وجلبت عليهم بمجنزراتك وبلاطجتك وعملت فيهم تلك المجزرة الشنيعة، بعد أن صرحت في اجتماعك بمجلسك العسكري الأعلى أن هؤلاء الشباب ومن يقف في صفهم "شوية نهابة وفاسدين"، ودهاءك هو أيضا من أوعز إليك استخدام العنف في مواجهة الثورة المباركة منذ انطلاقتها مرورا بجمعة الكرامة وما قبلها وما بعدها.

نعم يا سيادة الرئيس هذا الخائن هو الذي دفعك إلى إشعال هذه الحرب الظالمة لإسكات ثورة الشعب السلمية بعد أن حرضك على التلاعب بالمبادرة الخليجية في جميع نسخها الأولى والثانية والثالثة والرابعة وطرح الشروط تلو الشروط لإفشال كل نسخة، ثم لما اقتربت ساعة الحسم ووقع الجميع انبرى ذلك الخائن ليحفزك على التنصل عن التوقيع على المبادرة الخليجية ليعيدك ويعيد الأمة من خلفك إلى جوف الزجاجة التي كنا على وشك الإفلات من عنقها.

نعم سيدي الرئيس هذا الخائن هو الذي أثناك في بداية الثورة الشبابية المباركة عن الانصياع لكلام العلماء الذين جمعتهم وخطبت فيهم وأنت ماسكا بكتاب المولى عز وجل بيمناك قائلا لهم "تشاوروا وقرروا وما رأيتموه فسوف نقول سمعا وطاعة"، فلما اجتمعوا وقرروا وخرجوا بمبادرتهم الأولى ذي الثماني النقاط والثانية ذي الخمس النقاط وجاءوا لمقابلتك وعرضوا عليك الأمر، ما كان من ذلك الخائن إلا أن تدخل ليثنيك عن القبول بما أتى به العلماء الأفاضل ويمنعك عن السمع والطاعة لكلامهم كما كنت قد وعدت.

نعم يا سيادة الرئيس لقد قلّب لك ذلك الخائن الأمور حتى صرت ترى كل شيء على غير حقيقته، لقد أوهمك أن معارضيك خصوم ألداء لا شركاء أوفياء فعاملتهم كما يعامل العدو عدوه، أوهمك أن ملكك دائم لا يزول فعملت ما في وسعك من جهود للحفاظ عليه وتثبيته وبذلت من أجل ذلك الأموال الطائلة وأنشأت الأجهزة الأمنية وأقمت المعسكرات على اختلاف مسمياتها ومهامها ومسكتها أقرب المقربين إليك لتوطيد ملكك، وأنساك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وأن الله عز وجل هو مالك الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، وكان الأحرى بك أن تبذل تلك الجهود والأموال في الرقي بحال الوطن والنهوض به من كبوته وانتشاله من مستنقعه.

سيدي الرئيس لقد أثبت "دهاءك" أنه صديقك اللدود ورفيقك الخائن.. أما علمت أنه ما أطلق الدهاء إلا واقترن بأقبح الصفات كالمكر والخبث والحقد والخيانة؟؟ أما حاولت يوما الاستغناء عنه واستبداله بصديق لا يغدر ورفيق لا يخون؟، أما كان الأجدر بك استعاضته "بالحكمة" كأعز صديق وأوفى رفيق؟!، ألم تكن الحكمة هي الكفيلة بإخراجك وإخراج الوطن بأكمله من كل ما وقعت فيه بل ووقعنا جميعا فيه؟، ألم تكن الحكمة هي الأحرى بالأخذ والتعامل تجاه الشعب والوطن؟.. ختاما سيدي الرئيس لقد قيل قديما "الدهاء سلاح" وأنا أقول نعم هو سلاح ولكن قد لا ينجو منه صاحبه، وإني والله أخالك غير ناج منه.. اللهم تداركنا بلطفك.

- أكاديمي يمني مقيم بالجزائر

زر الذهاب إلى الأعلى