[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

مؤشرات من الكويت إلى تعز.. مع التحية!

من يتابع الساحة السياسية في الكويت يجد انها نشطة جدا، وفيها حراك سياسي قل نظيره ما بين المجتمعات العربية الأخرى، بل ونشاطها السياسي يتعدى أكثر من بعض الدول العربية التي مرت وتمر بثورات شعبية دامية ابان زمن ربيع الثورات العربي الحالي!

وعلى الرغم من تجليات أزماتها السياسية المحلية المتشابكة وصراعاتها السياسية المتصاعدة، تجد الشعب الكويتي حاضرا في قلب الحدث السياسي العربي، ابتداء من أحداث غزة السابقة ورحلات سفن الحرية، مرورا بثورة الياسمين في تونس وثورة اسقاط الرئيس في مصر، وما تلاها من ثورات في ليبيا واليمن وسوريا.. وحتى في تعاطفها مع ثورة الأحواز العربية.. كان للكويت بسياسييها وكتابها ونخبها حديث دواوينها.. شجون، وعين على الحدث!

الكويت، تلك الدولة الصغيرة في مساحتها والقليلة في عدد سكانها.. الكثيرة في مشاكلها السياسية المعقدة.. كانت لها دائما وأبدا عين تبصر فيها أحداثها في الداخل، والعين الأخرى ترقب بها أحداث الساحة الدولية بكل تمعن ووجل. ولها أذن تسمع بها دوي مشاكلها محليا.. والأذن الأخرى مشغولة تسمع وتتابع بها مشاكل العالم عربيا.. ودوليا، فياله من شعب حي! إنه بالفعل شعب ينبض حيوية متدفقة.. قل نظيرها بين شعوب العالم أجمع.. على الأقل من وجهة نظري، فنوابنا الأفاضل وخصوصا المحسوبين على حركة المعارضة على سبيل المثال، لا يألون جهدا في التصريح من خلال ندواتهم في الشأن السوري، ويبدون مواقف متشددة ضد النظام السوري القمعي.. وفي الأسبوع نفسه تجد هؤلاء النواب يقدمون استجوابهم لرئيس الوزراء الكويتي.. وفي ظل أوضاع سياسية محلية محتقنة، والشيء نفسه لدى بعض النشطاء السياسيين في الكويت!

أما في الشأن اليمني الذي تعاطف معه جميع أبناء الشعب الكويتي، فإننا ومن هذا المنطلق نعلن تضامننا الكامل مع شعب اليمن الثائر.. وما يعانيه من ويلات القمع المفروض عليه وعلى حرية رأيه، التي أبداها في تغيير نظامه الظالم متمثلا في حكومته البائسة، هذه الحكومة التي دأبت على رفض كلمة شعب قال كلمته بوضوح وتجل.. بأنه لن يقبل بأقل من التغيير عنوانا لثورته، وهو الذي ضحى بدماء الشهداء الذين قتلوا في مدينة تعز الحرة وغيرها من مدن اليمن الجريح، وخصوصا في ساحة التغيير، استشهدوا وهم يكررون مطالب شعبهم الأبي.. فقتلوا بأمر مباشر من حكومتهم، التي كان الأولى بها حمايتهم والسهر على راحتهم.. وتحقيق مطالبهم لا قتلهم بلا هوادة أو رحمة.. فيالها من تناقضات يتحير فيها لب العاقل ويشتاط فيها غضبا الحر الكريم.. ولكنها بالفعل هي حب السلطة، في أبشع صورها!

عموما، وبما أن الامور اخذت منعطفا جديدا في أحداث اليمن، متمثلة في محاولة الاغتيال الاخيرة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والتي قتل فيها حرسه وقياديون كبار في حكومته، وسبحان الله، يبدو أن الرئيس عمره طويل حيث قتل امام المسجد من أمامه، وقتل أغلب من كان خلفه، ولم تلحق به سوى اصابات طفيفة وبعض الشظايا في صدره، ولكن يبدو أن هذه فرصة كبيرة لليمن لان يستقر ويستكين، بعد طول صراع استمر زهاء أربعة اشهر ذاق فيها الأمرين. وان صدقت التوقعات، فإن علي عبدالله صالح الذي وصل إلى الرياض قبل يومين، والذي يقال إنه كان بمعيته عدد كبير من أفراد أسرته، ربما تكون هذه الرحلة «روحة بلا رجعة» إلى اليمن، وبالتالي هي فرصة ذهبية له لكي يتنحى ويسلم البلد لحكومة انتقالية تحضر فيها لانتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة.. لعلها تنهي فيه الصراع الدائر وتحقن فيه الدماء ولأجل غير مسمى.. ليرجع لنا هذا اليمن الجريح.. يمناً سعيداً بحق..!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى