[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

كاريزما قيادية ولكن!!

لو تأملنا جيداً تحديداً بعد انتخابات 2006 و لو أمعنا في التدقيق أكثر خلال الأربعة الأشهر المنصرمة – أعني منذ بداية الثورة السلمية في اليمن - فإننا نلاحظ أن الرئيس علي صالح أظهر إصراراً و عزيمة ً عجيبين ، وتخطيطاً وترتيباً مذهلين لم يعرف الناس لهما مثيلاً ، لم يخف مما و ممن يواجهه في المستقبل ، صرف المليارات بسخاء وبدون حساب ، اتخذ قرارات حاسمة بشجاعة وجرأة منقطعي النظير ، أبدى إقداماً وتحدياً لم نشهدهما قط في أي قائد عربي وأمام شعب قوي وصامد كالشعب اليمني.

ولكن !!! لو أن كل ما ذكرت من صفات ومزايا قيادية تحلى بها الرئيس علي صالح خلال هذه الفترة ، لو أنه كرسها لخدمة الوطن ، لرفعته ولرقيه ، لتوفير الرخاء ورغد العيش للشعب اليمني بكل شرائحه وطوائفه لبناء اليمن كدولة مدنية حديثة على أسس اقتصادية واجتماعية وثقافية سليمة وصحيحة.

لو صرف الريس علي صالح كل تلك المليارات التي صرفت في أربعة أشهر فقط لقمع الشعب ، لو صرفها بسخاء على مشاريع تنموية تهم الشعب وخاصة الطبقة الفقيرة المحرومة ، ودعم بها الشباب الذي يريد تحقيق طموحاته ، لو اهتم بكافة شرائح المجتمع اليمني كما اهتم بأفراد نظامه ليس أكثر ولا أقل لكان الأمر مختلفاً الآن.

لو أن كل تلك الصفات من مثابرة وتحد وإصرار وعزيمة وجلد بذلها في سبيل تحقيق مستقبل زاهر للشعب اليمني ، والله لكان من أفضل وأرقى الشعوب في العالم العربي وربما في العالم بأكمله ، ولكان الريس علي صالح أفضل قائد على مر التاريخ ، ولنحت له الشعب تماثيل ووضعوها في ساحات اليمن بل حتى في بيوتهم.

ولكن !!! لقد استخدم كل تلك الصفات مع كل الوسائل المتاحة له كرئيس لليمن لغرض وحيد وهو : الحفاظ والتشبث والاستماتة على كرسي الحكم و السلطة ، فضاعت منه الهيبة والكاريزما الرئاسية التي كان يتحلى بها أمام شعبه ، وصار الأخير يبحث عن مخرج من فقره وتعاسته فلم يجد غير المضي في ((الثورة السلمية)).

زر الذهاب إلى الأعلى