[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

شكرا لكم أيها الرماة!!

ثمة شكوك ظلت إلى قبل ليلة (الأربعاء- الخميس) الماضي تراود عامة الناس في عدن وغيرها من محافظات البلاد بان مساعي خبيثة تقوم بها أياد سوداء تتسلل خلسة في بهيم الليل لتزرع هنا قنبلة وتغرس هناك لغماً وتحشو بذلك الركن عبوة وتعمر بهذا السطح بندقية.

حين أمطرت السماء موتا أحمرا،وغطاها نقع البارود الداكن من الجهات الأربع، في مشهد فرائحي يتلكم بلغة الدم والفناء لا نظير له، ابتهاجا بحياة الملك الغائب ،وكأننا أمام نسخة من قصة عاش الملك مات الملك.

ضحايا هذا المشهد الهستيري في عدن وصنعاء وتعز وغيرها من المدن التي شهدت عاصفة( عاش الملك مات الملك) لم يلتفت إليهم احد من المحتفين بهذا النصر الزائف في قنوات الزيف الفضائية، وهم مضرجون بدمائهم التي تراق كل يوم على مذبح الحرية والانعتاق فليس لدى هذه القنوات ومهجريها وقت للالتفات لصغائر الأمور هذه فما هي إلا زوائد دودية وتم استئصالها بليلة شفاء الملك.ولكن يظل عزاؤنا إن نقول: إنكم وان دستم على الأزهار بأرجلكم المرتعشة فلن تستطيعوا أن تؤخروا الربيع،فهذه الدماء كانت ضريبة معرفتنا لمعاقل الخطر الكامن في أسطح المباني والتلال والمرافق الحكومية ،والذي يتحين لكل من لا يسبح بحمد الحاكم الفرص عند ساعة الصفر ولحظة الإجهاز.

نعم شكرا لكم أيها الرماة وان لم تكونوا أهل لهذه الشكر، و شكرا لكم يا شقاة الأجر الأسبوعي، فلم نكن نعرف قبل تلك الليلة الدهماء أين تكمنون لنا ،ولا من أين تصوبون نواظير قناصتكم إلى ظهورنا المكشوفة، حتى أسفرتم عن أوكاركم وجحوركم من خلال لمعان لون الدم الخارج من فوهات بنادقكم ورشاشاتكم، لتعلنوا بكل بلاهة وغباء بصوت مدوي:( ها نحن هنا متربصون).

نعرف أن خزائن دانات الموت وقاذفات القتل لديهم لا تنفذ حتى وان نفذت كل أروح البسطاء من أجسادها ،مثلما نعرف جيدا أن لديهم خزائن أموال الجياع والمسحوقين،التي يتصرف فيها بكل سفه جماعة الفسدة واللصوص ، ولكن شتان بين من يملك قوة الحق وحق القوة.فالحق لم ولن يهزم أبدا لأن الله هو الحق ،وهذا ما يحدثنا به منطق الإيمان ولسان التأريخ.

* خاتمة: يقال أن من يصنع الظلم هم ثلاثة:(الظالم ،ومن يعينه عليه، والراضي به).

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى