[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

في اليمن فقط الجزيرة ضد قطر!!

الإعلام المحايد والموضوعي مستحيل وفكرة وهمية و خيالية, فعندما تقوم جهة بإنشاء وسيلة إعلامية لابد أنها تريد أن تقول عبرها أشياء , ولابد لهذه الوسيلة أن تخدم إستراتيجيات الجهة التي تمولها أو تمتلكها , مالم فسيكون ذلك عبثا بالمال والمجهود.

وعلاقة قناة الجزيرة بدولة قطر ليست إستثناء عما سبق , فالجزيرة تنفذ إستراتيجية دولة قطر أو ما يعرف بأجندتها في تعاطيها مع ثورات الشعوب العربية , وعليها أيضاً أن تعمل على إحباط الأجندات المقابلة و المنافسة لما تريده قطر , وأعتبر أن هذا حق مشروع لكل دولة تسعى لتكوين نفوذ إقليمي , وبالمقابل فمن واجب الدول المستهدفة أن تدافع عن سيادتها بل و أن تسعى لمشاريع مضادة بالمقابل إن كان بمقدورها ذلك.

لكن الغريب في تعاطي قناة الجزيرة للثورة الشعبية في اليمن , أنها تخالف الاستراتيجية القطرية التي تسعى لتغيير نظام الحكم في اليمن و الحد من النفوذ السعودي فيها , خصوصاً وأن السعودية لها إستراتيجية مغايرة تماماً و مضادة لتلك القطرية كما يعرف الجميع.

فقناة الجزيرة عندما تتجاهل شباب و شابات الثورة المستقلين و لا تلتفت أيضاً لأبناء صعدة و أبناء الجنوب الذين بدأوا بثورتهم قبل أن يبتدأ ربيع الشعوب العربية بأعوام , و حين تصر الجزيرة على تصوير الثورة على أنها ملك لأشخاص و جهات و تيارات يعرف الجميع تبعيتهم للمملكة السعودية , فلا أعتقد بأي حال من الأحوال أنها تخدم الإستراتيجية القطرية في دعم الثورة الشعبية في اليمن , بل سيعيد الثورة الشعبية اليمنية إلى نقطة الصفر , و ذلك أيضاً سيصيب الجهود والمخططات القطرية بمقتل.

دولة قطر تبحث عن توازن قوى في الجزيرة العربية لمصلحتها , ولن يتم ذلك إلا بدولة مدنية قوية و مستقرة في اليمن , و أصدقاء السعودية –لفظ مخفف- في اليمن لن يسمحوا بقيامها لتعارض ذلك مع مصالحهم و بالتالي مصالح السعودية , و الشباب و القوى الأخرى المتحررة من السيطرة السعودية هي من يجب أن يراهن عليهم الجميع للنهوض باليمن و بدولتها المدنية.

نشكر قيادة دولة قطر على تأييدها لثورات الشعوب العربية , و تأييدها لتغيير نظام الحكم في اليمن , لكنا نتمنى منهم أن يعيدوا النظر في سياسة قناة الجزيرة في تعاملها مع الثورة اليمنية , لأن إظهار الجانب الآخر للثورة سيعجل من سقوط النظام , فهذا الجانب الذي تتجاهله الجزيرة قادر على حشد الأغلبية الصامتة من الشعب اليمني إلى جانب الثورة , كما أنه قادر على طمائنة القوى الدولية على مستقبل اليمن بعد سقوط النظام , لأن الخارج وكثير من الداخل و لم يقفوا بصف الثورة حتى الآن بسبب تلك القوى المخيفة التي تجعل من الرئيس خيارهم , كأفضل السيئين..

زر الذهاب إلى الأعلى