[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الشباب والسعودية.. خطأ ملحوق!

أعلنت ساحات الثورة والتغيير أن هدفها الرئيسي واحد: الاطاحة بالنظام. هذا الهدف سرعان ماتبدد شمله وتعدد شعثه في حالة ارتبكت معها شوكة البوصلة الثورية مع عوامل ومتغيرات الطقس الخارجي. وخرجت الساحات في عز النهار رافعة شعارات جديدة لا تسقط النظام بل تقويه. وكان من أبرز هذه الشعارات هو التنديد ورفض ما أسمته الساحات بالوصاية الدولية؛ وبصريح العبارة: السعودية وأميركا.

زهاء مليون مغترب يمني في السعودية وربما يزيدون هالهم الأمر ورأوا أن الساحات تصر على تكرار خطأ تاريخي دفع أكثر من مغترب يمني ثمنه باهظا في أزمة الخليج الثانية في 1990 ومازال مثل هذا العدد يدفع الثمن بشكل آخر في الغربة.

وبدأت أتفهم ذلك الكم الهائل من اتصالات مغتربين يمنيين في السعودية إلى قناة اليمن الفضائية ضد الثورة وتضامنا مع الرئيس الذي يتلقى العلاج هناك والنظام الذي يتشافى في اليمن بفضل هذه الشعارت التي تمنحه نوعا من الترياق السياسي وتنفسا صناعيا للبقاء أطول عمر ممكن.

ولم تتنبه الساحات إلى أن السعودية هي من ألحت على الرئيس الجريح في مغادرة اليمن وتلقيه العلاج في الرياض رغم كل المحاولات من قبل أفراد عائلته ورموز النظام في الابقاء عليه داخل بلده لمقتضيات سياسية وإذا كان أنصار الرئيس خصصوا جمعة وفاء وعرفان للسعودية رفعوا فيها صورتي الملك والرئيس والراية الخضراء فإن الساحات التي ظلت تترقب بخوف وحذر عودة الرئيس في 17-7ذكرى توليه الحكم فاتها شيء من دبلوماسية الفعل الثوري ولم يصدر عنها فعالية واحدة عرفانا بدور المملكة في الضغط على الرئيس من أجل التنحي وذلك من خلال المبادرة الخليجية.

ما لا يريد أن تعرفه بعض متطرفي الساحات هو ان النجاح النسبي الذي يتحقق حاليا للمجلس الانتقالي في ليبيا هو ثمرة من العمل الدبلوماسي الناجح على الصعيد الخارجي ومكمن نجاح المجلس في تقديمه ضمانات حقيقية لا تهديدات.. مستفيدا من خبرات ورؤى السياسيين المنشقين عن معمر القذافي الذين يدركون نوع القشة التي تقصم ظهر بعيره الاهوج.

البعض يردد كالببغاء ان السعودية خائفة من عدوى الثورة وهذا كلام يجهل الواقع السعودي المستقر ومستوى الانسجام بين الشعب والقيادة السعودية.. وبالطبع مثل هذا الكلام لو صح لكانت انتقلت اليهم عدوى ثورة سبتمبر واكتوبر.. ولكن الأصح هو أن السعودية تعيش منذ قيامها على يد طيب الذكر عبدالعزيز آل سعود ثورة هائلة لا تنقطع وفي كل مجالات البناء والتعمير والاهتمام بالانسان.

جدير بشباب الثورة أن يغيروا الصورة النمطية عن العلاقات اليمنية السعودية تلك التي رسختها الحرب الباردة وعفا عليها الزمن وأن يكونوا سباقين لمد جسور الثقة مع جار يربطنا به الأخوة والمصير، ومازال بالامكان تدارك الخطأ.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى