[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

استعادة الزخم الثوري للثورة اليمنية

منذ الوهلة الأولى لانطلاقة ثورة الشعب اليمني في شهر فبراير والناس تزاد عليها وتلتف حول الشباب لاستكمال الحسم الثوري وتحقيق حلم اليمنيين بدولة مدينة ترعى مصالح البلاد والعباد وتسهر على خدمتهم.

ويوماً عن يوم استطاع الشباب والشعب اليمني بأسره أن يقدم صورة حضارية مشرقة عن اليمني وتطلعاته، وان بمقدوره أن يقهر المستحيل ، ويتجشم الصعاب ويركب الخطوب من أجل عزته وكرامته.

وازداد المد الثوري والزخم الشعبي إلى أن وقع ما لم يكن بالحسبان وهو حادثة مسجد النهدين بدار الرئاسية التي أودت بالرئيس وكبار مسؤولي الدولة ، حينها احتفل الشباب بالساحات بسقوط رأس النظام ، وطالبوا بمواصلة مشوار النضال الثوري حتى سقوط بقية النظام العائلي، لكن الملاحظ أن الزخم الثوري خفت لترك مساحة للتحرك في المجال السياسي والمبادرات ، ولكن بعد الانسداد الحاصل في هذا المسار كان لا بد من استعادة الزخم الثوري الذي يمكن يقال عن الهدوء الذي ساد الفترة الماضية استراحة محارب ، فلا زالت ساحات التغير التي انتشرت في 17محافظة تشكل لوحة جميلة في شكل الدولة التي يتوق إليها الجميع بلا استثناء، وترسم صورة صادقة لما يتوق إليه المجتمع اليمني من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.

عن استعادة زخم الثورة الشبابية الذي خفت بعد حادثة النهدين أمر مهم ، وتصعيد العمل الاحتجاجي السلمي بكل الوسائل الممكنة ومنها الإضرابات المفتوحة والجزئية وغيرها من الوسائل الحضارية التي تعمل على استكمال تفكيك بقايا النظام، وتعريتهم وكشف زيفهم.

كما أن العودة إلى التصعيد الثوري السلمي ، واستعادة الزخم الثوري بكل أشكاله وصوره ورفع وتيرته ، والمحافظة على سلمية الثورة وتفويت الفرصة على كل من يحاول جرها إلى مربع العنف، واستخدام كافة الوسائل الناجحة في العملية السلمية أمر لا بد منه في استكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها الرامية إلى بناء دولة اليمن الحديث القائمة على المواطنة المتساوية وتكافأ الفرص والشراكة وعدم الإقصاء أو الإلغاء للآخرين.

فالنضال السلمي قد يطول وقته لكن هو الطريق الأصوب والأسلم لمجتمع معقد ومتشابك كالحالة اليمنية ، فإنما هي أيام وتعلو كلمة الشعب على هؤلاء ، وتنتهي بذلك عقوداً من الفساد والإقصاء والحرمان ، فكلما أشتد الليل في ظلمته فإنما هو إيذاناً ببزوغ الفجر.

زر الذهاب إلى الأعلى