[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

نسوية _ ثورية

"عفوا يا سيدي نحن لسنا شعبا متخلفا بل شعب تاريخ وحضارة".. هكذا قلت لصديق عربي حين سألني بلطف عن فكرته الخاصة (تخلف اليمنيين وهمجيتهم)..
لم يكن مستفزا ، كان رجلا حائرا ، وقد وجدني مغايرة لفكرته الخاصة.

ولأني مغتربة، هجينة من ثقافة خليجية وتراث يمني ينثال من والدتي وأقاربي بالذات، اندهشت ثم ذعرت.. هل أنتمي لشعب متخلف.. في نظر الآخرين على الأقل؟

هذه الثورة أكدت لي شيئا ً، فمن خلال احتكاكي بالرجل اليمني في الشبكة الافتراضية، منتدى شات مواقع اخبارية، اقتنعت بأن الرجل اليمني خشن، وهو العربي الباقي والوحيد الذي لا زال يعتقد أن المرأة عار مكشوف متحرك وخطر.

حسنا ً سأتكلم عن تجربتي.. اليمني لا يقبل أن تحاوره ليدي أنثى سيدة، في السياسة. ويكسره انتصارها عليه بالحجة.

أحدهم في منتدى بعد نقاش سياسي ،كتب لي: لا تنسي أنك امرأة ..لسانك يجب أن يقصّ.

آخر _وكان دكتورا ً _بعد أن أنهينا نقاشا ً سياسياُ استفزازيا ً من الطرفين، ختم كلامه بأن جعلني في خانة السفهاء. فأجبته: الشهادة لا تصنع رجلا ً محترما ً.

في الحالتين: لم أغضب ، بل حزنت!

أيضاً هو مسكون بفكرة المرأة الناعمة الناعسة التي لا تفكر، إني أشعر بانزعاجهم وهم يتحدثون اليّ.

والشات اليمني الوحيد الذي تقلّ فيه نسبة النواعم بسبب تطاول "المشنِّبين"، يصرخون: احنا قبايل، نرفض وجود حرمه بيننا.

هذه الثورة أكدت لي شيئا ً.. فحين أوشكت على الاطاحة بالرئيس، استخدمت السلطة ورقة القوارير.

الرئيس يعاير الاصلاح _ الاخوان المسلمين في اليمن _ بالمعتصمات المحطمات قاعدة القرار في البيت وانتشارهن في ساحات التغيير ، ولتنهال تهم السلطة _في المواقع الاخبارية _ للنساء بالمبيت في الساحات.

هزليا ً: المعارضة تنهش عرض الرئيس، والسلطة تنهش عرض عيال الأحمر والمعتصمات..؛ بنت الرئيس فعلت، وأخت الأحمر فعلت، توكل كرمان ذهبت.. وهكذا.

انحطت السلطة والمعارضة، فتقاذفوا التهم بالقوارير _ النساء_ لينكسر شيء فينا.

وفي جديّة هذه الثورة التي تقصينا ونحن الأغلبية الصامتة. لتموت فينا انسانية ما، نخوة عربية ما ، أحقا نحن أمّة الإيمان والحكمة أم إننا أحفاد أبرهة وأبناء باذان المرتدين ؟

لستُ محبطة ، بل غارقة في كومة قطنية من الاحباط.

"ندى لا تتزوجي يمنيا." جادةً .. قلتها لأختي المتفتحة في عامها العشرين.

- كاتبة يمنية مقيمة في السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى