[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

في مفترق الطرق.. والخيارات الصعبة!!

فِيْ نِهَاْيَةِ ذَلِكَ الْمَطَاْفِ الْمُتْعِبِ وَ الْمُرْهِقِ ، وَ تَأْسِيْسَاً عَلَىْ إِتِسَاْعِ الْمَعَاْنِيْ يَظْهَرُ ذَلِكَ السُّوأَلُ الصَّفِيْقُ وَ الْوَقِحُ وَ الْكَاْثِفُ بِالْأَذَىْ الذَيْ يَطْرَحُ نَفْسَهُ كَالْجَرَبِ: وَهُوَ" هَلْ قَدْ عَجَزَ الْعَقْلُ الْيَمْنَيْ عِنْ تَفْجِيْرِ طَاْقَاْتِهِ الْمُسْتَقِيْمَةِ وَ الصِّحِيَّةِ وَ السَّوِيَّةِ؟!" "وَهَلْ إِذَاْ مَاسْتَطَاْعَ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَ لَاْ أَشُكُّ فِيْ ذَاْكَ أَلْبَتَةَ بَأَنْ يُفَجِّرَ تِلْكَ الطَّاْقَاْتِ بِالْخَيْرِ ، وَ أَنْ يِجْلِسَ الْمُتَخَاْصِمُوْنَ وَ الْخُصُوْمُ وَ الْمُخْتَلِفُوْنَ عَلَىْ طَاْوِلَةِ الْحَدِيْثِ لِلْحِسَاْبِ وَ الْعِتَاْبِ هَاْدِئِيْنَ مُتَّزِنِيْنَ وَ مُقِرِّيْنَ بَالْمَأْسَاْةِ الَّتِيْ انْتَهُوْاْ إِلَيْهَاْ، وَ أَنْ يُدِيْرُوِاْ وَ يُؤْثِرُوْاْ حِوَاْرَاْتِ الرُّؤُوْسِ بَدَلَاً عِنْ الضَّرْبِ بَالْفُؤُوْسِ."!؟؟

قَدْ يَقُوْلُ قَاْئِلٌ وَ هُوَ افْتِرَاْضٌ مَشْرُوْعٌ إِنَّ هَذَاْ الْعَقْلَ قَدِ اُسْتُهْلِكَ وَرَثَّ نَسْجُهُ وَ قَدْ وَصَلَ بِطَاْقَاْتِهِ إِلَىْ جِدَاْرٍ لَاْ مَنْفَذَ فِيْهِ ، أَوْ إِلَىْ زُقَاْقٍ مَسْدُوْدٍ ؟ فَكِيْفَ يَزْهُوْ وَ هَذَاْ الْحَاْلُ إِلَىْ غَدٍ مُشْرِقٍ، آمِلٍ لِلنَّاْسِ وَ الْحَيَاْةِ ؟ وَ كَيْفَ يَخْرُجُ عَقْلُنَاْ مِنْ رَحِمِ الْمَأْسَاْةِ مَوْلُوْدَاٍ جَدِيْدَاً كَفَلَقِ الصَّبَاْحِ ؟!

أَوَّلَاً وَ بِدَاْيَةً ، فَإِنَّ مِنْ إسْتِحْسَاْنِ الْقَوْلِ وَ نَاْفِلَةِ الْحَدِيْثِ أَنْ يَتَمَهَّدَ الْجَوَاْبُ بَأَنَّ الْعَقْلَ الْإِنْسَاْنِيَّ مَخْزَنُ طَاْقَاْتٍ لَاْ تَنْتَهِيْ عَجَاْئِبُهُ ، وَ آفَاْقُهُ رَحْبَةٌ تَمْتَدُ مُلَاْمِسَةً سَرْمَدَاً لَاْ يَسْتَوْقِفُ الْعَقْلَ آمَاْدُهُ ، فَلَاْ يُشَاْرِفُ نِهَاْيَاْتٍ وَ لَاْ تَرْدَعُهُ حُدُوْدٌ . وَ لَقَدْ يُهَيئُ لَنَاْ غَاْلِبَاً لِعَدَمِ جَلَاْءِ التَّفْكِيْرِ ، أَنَّ الْوَقَاْئِعَ فِيْ وَاْقِعِنَاْ وَ عَلَىْ إِتِّسَاْعِ الْمَعْنَىْ هِيَ الَّتِيْ تَتَعَسَّفُ الْحُؤُوْلَ دُوْنَ إِنْطِلَاْقِ الْعَقْلِ بَطَاْقَاْتِهِ الْإِبْدَاْعِيَّةِ، وَ إِطْلَاْقِ قُدْرَاْتِ الذَّاْتِ الَّتِيْ لَوِ انْسَاْبَتْ لَاكْتَسَحَتْ الْوَغْدَ وَ الْفَسَلَ ، وَ لَتَشَكَّلتْ فِيْ وَاْقِعِنَاْ مَاْدَّةٌ جَاْدَّةٌ تَتَكَوَّنُ مِنْهَاْ إِرْهَاْصَاْتُ النَّصْرِ، وَ مَشَاْرِفُ نِهَاْيَةِ الْمَأْسَاْةِ وَ غَاْلِبَاً تَسْتَلْزِمُ إِيْثَاْرَاً وَ تَضْحِيَّةً وَ قُدْرَةً عَلَىْ تَحَمُّلِ الْأَحْزَاْنِ وَارْتِمَاءَاتِ الأَلَمِ لِأَنَّهُ بِتَحَقُقِ الانْتِصَاْرِ، وَ إِقْصَآءِ الازْمَةِ، وَ الْمُشَاْرَفَةِ عَلَىْ إِنْهَآءِ الْمَأْسَاْةِ ، تَتَرَاْكَمُ فَتَتَحَدَدُ هُنَاْكَ رُمُوْزٌ لِتُحِدَّ مِنْ إِرْتِمَآءِاْتِ الْمُوَاْجَهَةِ بَيْنَ طَاْقَاْتِ الْعَقْلِ وَ إِبْدَاْعَاْتِهِ، وَ بَيْنِ أَشْوَاْقِ الانْتِصَاْرِ،وَ إِقْصَآءِ الازْمَةِ وَ إِنْهَآءِ الْمَأْسَاْةِ مُسْتَلْزِمَةً صِدْقَ الاشْوَاْقِ، وَ إِقْصَآءَ الْخَصَاْصَةِ وَ النَّرْجَسِّيَةِ، وَ أَذَىْ النَّفْسِ بِانْتِقَاْصِهَاْ، وَقُدْرَةً عَلَىْ تَنَاْوُلِ الاحْزَاْنِ!

وَكُلُّ ذَلِكَ يَتَنَاْسَبُ وَ نَقَآء الْغَاْيَةِ الْجَمْعِيَّةِ وَ عَدَمِ إِغْرَاْقَهَاْ فِيْ (الانَاْ )، أَوْ إِتْرَاْفِهَاْ فِيْ التَّحْلِيْقِ بَعِيْدَاً عِنْ إِلْتِمَاْسِ الْحَيَاْةِ وَ تَلَمُّسِ حِسِّ النَّاْسِ وَ شَوْقِهمُ الْمُثِيرِ ... لْأَنَّ هَذَاْ الْكِنْزَ الْإِنْسَاْنِيَّ، الَّذِيْ لَاْ يَنْضَبُ مَعِيْنُهُ، يَظَلُ يَطْمَحُ مَمْدُوْدَاً بِلَاْ نِهَاْيَةٍ ، بَاْحِثَاْ عَنْ سُدُمٍ جَدِيْدَةٍ لَاْ تُسْتَكْفَفُ ..! فَلَاْبُدَّ أَنْ يَكُوْنَ ثَمَّةَ مَبَاْدَرَةٌ لِكَبْحِ ذَلِكَ الْفَرَسِ الْجَاْمِحِ تَتْرُكُهُ فِيْ وَسَطِيَّةٍ مُتَوَاْزِنَةٍ بَيْنَ وَاْقِعٍ جَاْرِحٍ وَ تَحْلِيْقٍ طَاْمِحٍ! لِيَصِلَ إِلَىْ فَجْرِ آفَاْقٍ رَحْبَةٍ، لَاْ فُجْرَ أَفَّاْقٍ خَرِبٍ !...

وَ الْقَوْلُ الْمُفْتَرَضُ الْمَشْرُوْعُ الَّذِيْ اسْتَهْلَلْنَاْ بِهِ حَدِيْثَنَاْ عِنْ الْجِدَاْرِ الَّذِيْ لَاْ مَنْفَذَ فِيْهِ وَ الزُّقَاْقِ الْمَسْدُوْدِ .. هُوَ قَوْلٌ مُمْكِنٌ وَ يَسْتَوْقِفُنَاْ كَثِيْرَاً ، وَ لَكِنَّهُ سِلْبِيٌ ، وَ أَزْعُمُ أَنَّ صَاْحِبَهُ قَدْ أَعْجَزَ عَقْلَهُ بِأَنْ كَاْنَ ذُوْ رُؤْيَّةٍ وَاْحِدِيَّةٍ لِلْأَزْمَةِ وِ الْمَأْسَاْةِ ، وَ بِغِيْرِ شُمُوْلِيَّةٍ أَوْ عُمْقٍ تُحِيْطَ الأَزْمَةَ وَ الْمَأْسَاْةَ ، لِيَرَاْهَاْ مِنْ خَاْرِجَهِاْ حَتَّىْ تَتَكَوَّنَ لَدِيْهِ رُؤْيَةٌ وَ تَصَوُّرٌ لِكُلِ دَاْئِرَةِ الازْمَةِ بِحِسَبْ آيْنِشْتَاْيْن! وَ هُوَ حِيْنَ لَمْ يَقُمْ بِذَلْكَ كَاْنَ قَدْ حَصَرَ نَفْسَهُ بِآلِيَّةِ تَفْكِيْرٍ بَإِتِّجَاْهٍ وَاْحِدِيٍّ فِيْ حَرَكَتِهِ وَ وُجْهَةٍ قَاْصِرِةٍ عِنْ رَحَاْبَةِ الْبَصَرْ وَ الْبَصِيْرَةِ ، فَوَرَثَ إِيْهَاْمَ الْحَاْلِ أَنَّ هُنَاْكَ إِمْكَاْنَاً لِلتَّطَاْبُقِ بَيْنَ الإِثْنَيْنِ ؛ الْبَصَرِ وَ الْبَصِيْرَةِ ؛ التَّفْكِيْرِ وَ الْوَاْقِعِ ؛ الازْمَةِ وَ الْحَلِ ؛ الْمَأْسَاْةِ وَ الْبَسْمَاْتِ ! وَ تَرَاْءَىْ لَهُ أَيْضَاً إِمْكَاْنِيَةِ التَّطْبِيْقِ وَ الْمُمَاْرَسَةِ وَ التَّفْعِيْلِ ... إِلَّاْ أَنَّ ذَلْكَ لَاْ يَنُمُّ عَنْ عَقْلٍ خَلَّاْقٍ مَبْدِعٍ ، بَلْ يُوْمِيْ بِجَلَاْءٍ غِيْرِ مُمَوَّهٍ عَنْ تَفْكِيْرٍ عَاْدِيٍّ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَقَلَّ مِنْ عَاْدِيٍّ وَ سَطْحِيٍّ جِدَّاً !...

إِنَّ التَّفْكِيْرَ عَمَلٌ إِنْسَاْنِيٌّ عَظِيْمٌ ، نَاْهِيْكَ عَنْ أَنَّهُ عُمْدَةُ أَسْبَاْبِ تَفْضِيْلِ الْإِنْسَاْنِ عِنْدَ خَاْلِقِهِ ، وَ هُوَ أُسُّ وَظِيْفَتِهِ فِيْ الْحَيَاْةِ ، بَلْ أَنَّ وَجُوْدَ الْإِنْسَاْنِ يَدُوْرُ كُلُّهُ حَوْلَ تِلْكَ الْفَلْسَفَةِ الْمِحْوَرِيَّةِ . وَ أَنَّيْ إِذْ أَزْعُمَ هَذَاْ ، لَاْ أَقْصُدُ التَّفْكِيْرَ الْعَاْدِيَّ!...إِنَّ مَاْ أَعْنِيْهِ هُوَ بُلُوْغُ الْعَقْلِ الأَجْتِهَاْدَ وَ الْإِسْتِقْصَآءَ لِلْخُرُوْجِ بِالتَّفْكِيْرِ مِنْ دَاْئِرَةِ التَّفْكِيْرِ الْعَاْدِيِّ وَ التَّجَاْوُزِ إِلَىْ آفَاْقِ الأَبْدَاْعِ وَ الْإِبْتِكَاْرِ .

هَلْ يَكْفِيْ أَنْ يَكُوْنَ لِكُلِّ فَكْرَةٍ فِعْلٌ عَلَىْ الْوَاْقِعِ؟
هَلْ يَكْفِيْ أَنْ يَكوْنَ لِهَذَاْ الْفِعْلِ هَدَفَاً فَقَط!؟
أَوْ مَاْ هِيَ مَعَاْيِيْرُ الْعَبْقَرِيَّةِ؟
أَوْ كًيْفَ نَتَعَرَّفُ عَلِىْ الْعَمَلِ الْعَبْقَري؟
أَوْ مَاْ هُوَ تَعْرِيْفُ الْعَبْقَرِيَّة؟
أَوْ كَيْفَ تَكُوْنُ الْعَبْقَرِيَّةُ عَمْلَاً ؟ أوِ الْعَمَلُ عَبْقَرِيَّاً ؟

بِدْءَاً مِنْ مُحَاْوَلَتِنَاْ هَذِهِ فَإنَّنِي أَرَىْ إِجَاْبِةَ ذَلِكَ بَأنَّ الْعَمَلَ لَاْ يَكُوْنُ عَبْقَرِيَّاً إلَّاْ مَتَىْ تَنَاْفَرَتْ عَلَيْهِ ثَلَاْثَةُ عَنَاْصِرَ تَهَبُهُ الْمُكَوَّنَ الأخِيْرَ لَتُتَوِّجَ مَعَاْيِيْرَ الْعَمَلِ الْعَبْقَرِي أَوْ تُعَرِّفَ الْعَمَلَ الْعَبْقَرِيَّ، أَوْ أنْ يَتَّسِمَ الإِنْجاْزُ بَالْعَبْقَرِيِّ! وَ هَذَه الْعَنَاْصِرُ الثَّلَاْثَةُ تَتَوَاْلَفُ فِيْ...
1 عَظَمَةِ الْهَدَفِ الْمُتَوَخَىْ الْوُصُوْلَ إلَيْهِ وَ الْمَرْجُو تَحْقِيْقهِ !
2 بَسَاْطَةِ، أوْ نُدْرَةِ،الْوَسَاْئِلِ وَ الْوَسَاْئِطِ وَ الأَدَوَاْتِ الْمُتَاْحَةِ أَوْ عِزَّةِ الْمَطَاْيَا الَّتِيْ يُؤَمَّلُ بَهَا الْإِنْجَاْزُ إِذْ أنَّ مِنْ عِزَّةِ الْمَطَاْيَاْ تَتَأتَّىْ عِزَّةُ الْوُصُوْلِ !
3 فَوَاْئِدِ النَّتَاْئِجِ الَّتِيْ تُحُصِّلَتْ ، وَ تُوُصِّلَ إلَيْهَاْ عِنْدَ تَمَاْمِ الْإِنْجَاْزِ آنَ عَظَمَةِ الْهَدَفِ ، وَ عِزَّةِ الْمَطَاْيَاْ.

إِعْتِقَاْدِيْ أَنَّ أَيَّ فِعْلٍ إِذَاْ لَمْ يَتَجَاْوَزْ الْهَدَفَ الْمُحَدَّدَ لَهُ ، إِلَىْ الزِّيَاْدَةِ ؛ أَيْ إِلَىْ الْإَبْدَاْعِ وَ الْإِبْتِكَاْرِ لِيَنُمَّ عِنْ عَقْلٍ عَبْقَرِيٍّ خَلَّاْقٍ فَإِنَّهُ يَظَلُّ فِعْلَاً عَاْدِيَّاً ، وَ أَنَّهُ قَدْ يُخْفِقُ فِيْ تَحْقِيْقِ الْهَدَفِ الْمَرْسُوْمِ لَهُ ؛ لَأَنَّهُ قَدِ افْتَقَدَ إِرْهَاْصَاْت ِالتَّحَدِّي الإِنْسَاْنِي!

إِذَنْ ..
فَلَاْ بُدَّ أَنْ يَكُوْنَ لِكُلِّ فِعْلٍ إِنْسَاْنِيٍّ وَ هُوَ تَكْرِيْسٌ عَمَلِيٌّ لِفِكْرَةٍ مِنْ عَقْلٍ خَلَّاْقٍ هَدَفٌ وَ زِيَاْدَةٌ .!
وَ هَذِهِ الزِّيَاْدَةُ كَمَاْ أَزْعُمُ هِيَ الإِبْدَاْعُ وَ الإِبْتِكَاْرُ ...!
وَ مِنَ الْبَدْهِيِّ أَنْ تَكُوْنَ النَّتَاْئِجُ عَقِيْمَةً مَاْ دَاْمَتِ الْمُقَدِمَاْتُ عَقِيْمَةً ، بَلْ خَاْطِئَةً مَهْمَاْ تَرَآءَتْ لَنَاْ بَرَّاْقَةً وَ أَخَّاْذَةً ! فَعِنْدَ الْغُرُوْبِ يَذُوْبُ قُرْصُ الشَّمْسِ عَسْجَدَاً وَ دَمَاً عَلَىْ شَوَآطِئٍ بِهَاْ الْمُحِبُوْنَ تَتَمَاْهَىْ أَحْدَاْقُهُمْ عِشْقَاً وَ شَوْقَاً لَلْإِلْتِحَاْمِ !... وَ لَكِنَّ الْغُرُوْبَ إِشْرَاْفٌ سَاْهِمٌ عَنْ نِهَاْيَةِ يَوْمٍ مِنْ أَعْمَاْرِنَاْ !
وَ الْحَرِيْرُ مَدَاْمِيْكُ بَيْتِ الْعَنْكَبُوْتِ ! ..

التَّفْكَيْرُ الَّذِيْ يَتَلَمَّسُ النَّاْسَ وَ الْحَيَاْةَ وَ يَنْهَجُ نَمَاْءَهُمَاْ وَ أَشْوَاْقَهُمَاْ لِلْبَقَاْءِ الْأَخْضَرِوَ الْوَرِيْفِ، وَ يَمْنَحُ زَغَاْرِيْدَ أَنَاْشِيْدِ الدَّيْمُوْمَةِ يَرِثُهَاْ إِبْنٌ بِرٌ مِنْ أَبٍ مُحْسِنٍ ذَلِكَ هُوَ التَّفْكِيْرُ الَّذِيْ تَتَأَلْمَسُ خِلَاْلَهُ الْحَيَاْةُ ، وَ يَتَهَنْدَسُ النَّاْسُ مِنْهُ نَفُوْسَاً مُسْتَقِيْمَةً لَاْ اعْوِجَاْجَ فِيْهَاْ وَ لَاْ إِلْتِوَآءَ . وَ حَرِيٌّ بِالْإِنْسَاْنِ أَنْ يُؤَدِبَ إِنْسَاْنَهُ بِذَلِكَ التَّفْكِيْرِ لِيَجِدَ إِنْسَاْنَهُ فِيْهِ !..
وَ لَكِنْ يَبْدُوْ أَنَّ مَاْ قُلْتُهُ قَدْ يَكُوْنَ زَلِقَاًاً ! ..
بَلْ وَ يَحْتَاْجُ مَزِيْدَاً مِنْ التَّوْضِيْحِ ، وَتَفْسِيْرَاً أَكْثَرُ وُضُوْحَاً وَ انْفِرَاْجَاً .

كَيْفَ نَتَعَرَفُ عَلَىْ الْفِكْرِ الْخَلَّاْقِ ؟
قُلْتُ سَاْبِقَاً أَنَّ التَّفْكِيْرَ الْخَلَّاقَ عَمَلٌ إِنْسَاْنِيٌّ ، وَ أَسَاْسِيٌّ لِوُجُوْدِهِ ، وَ تَبْرِيْرَيْاً مَنْطِقِيَّاً لِاسْتِمْرَاْرِهِ فِيْ حَيَاْتِهِ . وَ نَحْنُ كَلَّمَاْ نُؤَدِيْ شَيْئَاً ، أَوْ عَمَلَاً لِغَرَضٍ مُعَيَّنٍ ، فَإِنَّنَاْ فِيْ الْحَقِيْقَةِ قَدْ فَكَّرْنَاْ فِيْهِ ، وَ نُفَكِرُ فِيْهِ، وَ بِهِ ،عِنْدَ الْقِيَاْمِ بِتَحْقِيْقِهِ ، وَ مِنْ ثَمَّةَ تَرْحِيْلِهِ مِنْ مُجَرَّدِ فِكْرَةٍ مَا ، إِلَىْ عَمَلٍ . وَ هَذَاْ يَعْنِيْ أَنَّ جُلَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ كُلَّ مَاْ نَقُوْمُ بِهِ مِنْ أَعْمَاْلٍ كَاْنَتْ فِيْ الْبِدْءِ نَوْعَاً مِنَ التَّفْكِيْرِ ؛ مِثْلُ تَنْسِيْقِ الْحَدِيْقَةِ أَوْ تِرْتِيْبِ الزُّهُوْرِ ؛ أَوْ حِفْظِ الْكُتُبِ وَ تَوْزِيْعِهَاْ فِيْ رُفُوْفِ مَكْتَبَةِ الْمَنْزِلِ ؛ أَوْ الْقِيَاْمِ بِالْتِقَاْطِ صُوَّرٍ لِأَطْفَاْلِنَاْ يَوْمَ عِيْدٍ، أَوْ مُنَاْسَبَةٍ عَزِيْزَةٍ وَ غَاْلِيَةٍ !

إِنَّ الْفَاْرِقَ هَوَ مَاْ يُسَاْوِي الْفَرْقَ بِيْنَ مِنْ يَلْعَبُ الشَّطَرَنْجَ وَ مَنْ يَلْعَبُ بِأَحْجَاْرِ الدُّمِنُوْ!
وَ تَأْسِيْسَاً عَلَىْ هَذَاْ ، يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ الْفَوَاْرِقَ حَتَّىْ نِتَبَيَّنَ الْحَقِيْقَةَ وَاْضِحَةً جَلِيَّةً ، وَ إِلَّاْ نَكُوْنُ نَرْمِيْ الْحَقَاْئِقَ بِجَهْلِنَاْ وَ غَبَاْءِنَاْ ، وَ نَقُوْلُ كَلَاْمَاً جُزَاْفَاً بَعِيْدَاً عِنِ الْحَقِّ ، وَ نَكُوْنُ كَمَنْ يُقَيِّمُ الْأَشْيَآءَ بِبَدَاْهَةٍ بِدَاْئِيَّةٍ صِرْفَةٍ لَاْ مَعْنَىْ لَهَاْ أَلْبَتَةَ ، وَ لَاْ مُبَرِّرَ حَتَّىْ لِلْإِسْتِمَاْعِ أَوِ الْإِصْغَآءِ إِلَيْهَاْ !
وَ لَقَدْ زَعَمْتُ أَنَّ التَّفْكِيْرَ الْخَلَّاْقَ ،أَوِ الْعَمَلَ الْمُبْتَكَرَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَوِيَ لَيْسَ فَقَطْ عَلَىْ هَدَفِهِ الْمُتَوَخَّىْ وَ الْمَرْجُوْ مِنْ تَحْقِيْقِهِ عِنْدَ مُمَاْرَسَتِهِ ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُضِيْفَ زِيَاْدَةً ، وَ هَذِهِ الزِّيَاْدَةُ لَاْبُدَّ وَ أَنْ تَكُوْنَ شَيْئَاً جَدِيْدَاً ،أَوْ مُبْتَكَرَاً ،أَوْ عِبْقَرِيَّاً .

وَ لَكِنْ هَذَاْ هُوَ الْجُزْءُ السَّطْحِيُّ مِنَ الْإِجَاْبَةِ !
إِنَّ عَمَلِيَّةَ الْإِبْدَاْعِ عِنْدَ تَحْقِيْقِ الْمُمَاْرَسَةِ لِلْفِكْرَةِ أَوْ لِلتَّفْكَيْرِ كَعَمَلٍ فَإِنَّهُ يَتَوَخَّىْ فَوْقَ هَدَفِهِ الْأَسَاْسِيِّ عِمِلَاً إِبْدَاْعِيَّاً وَ ابْتِكَاْرَاً . وَ هَذَاْ فِيْ الْحَقِيْقَةِ لَاْ يَتَأَتَّىْ وِ لَاْ يَتَوَلَّدُ مِنْ فَرَاْغٍ أَوْ يُوْجَدُ طَفْرَةً ، أَوْ مُصَاْدَفَةٍ ... بِقَدْرِ مَاْ هُوَ إِلَّاْ جُزْءٌ مِنَ السُّلُوْكِ الْإِنْسَاْنِيِّ الْمُتَوَاْصِلِ مَعَ عُمْقِ الْحَقِيْقِيِّ فِيْ وُجْدَاْنِهِ وَ تَاْرِيْخِهِ ؛ فَرْدَاً أَوْ جَمَاْعَةً أَوْ شُعُوْبَاً أَوْ أُمَمَاً أَوْ دُوَّلَاً أَوْ حُكُوْمَاْتٍ .

التَّفْسِيْرَاْتُ وَ الْإِجَاْبَاْتُ كَثِيْرَةٌ !..
وَ الْحَقِيْقَةُ الْبَسِيْطَةُ الَّتِيْ تَغِيْبُ عَنَّاْ وَ لَاْ نَرَاْهَاْ لِقُرْبِهَاْ مِنْ أَعْيُنِنَاْ ، هِيَ أَنَّهُ بِقَدْرِ حَاْجَتِنَاْ لِشَئٍ نَصْنَعُهُ ، أَوْ نَقُوْمُ بِهِ ، أَوْ نُمَاْرِسُهُ كَفِعْلٍ ، تَوَلَّدَ عِنْ تَفْكِيْرٍ ، فَإِنَّنَاْ لَاْ نَقُوْمُ بِهِ عَلَىْ الْأَقَلِّ إِلَّاْ إِذَا كُنَّاْ مُبْدِعِيْنَ وَ مُبْتَكِرِيْنَ . وَ ذَاْكَ هُوَ الْإِنْتِقَآءُ الْعَاْقِلُ وَ خَيَاْرَنَاْ الْمُتَاْحُ أَمَاْمَنَاْ فِيْ الْبَقَآءِ ، وَهُوَ عَلَىْ أَشَدِّإِعْتِقَاْدِيْ الْإِخْتِيَاْرُ الْوَحِيْدُ لَنَاْ فِيْ الْحَيَاْةِ .

وَ عِنْدَ تَأصِيْلِنَاْ لِلْأَشْيَآءِ وَ تَأْسِيْسِ الْأُمُوْرِ ، بَحْثَاً عِنْ خَيَاْرَتِنَاْ الْمُتَاْحَةِ لَنَاْ فِيْ الْحَيَاْةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ إِحْسَاْنِ الْقَوْلِ وَ حُسْنِ التَّذْكِرَةِ ، أَنْ نَحْتَاْجَ إِلَىْ أُسُسٍ مِنَ الْحَقِّ تَتَوَاْفَقُ وَ تَتَسَاْوَقُ مَعَ حَقِيْقَةِ إِخْتِيَاْرَاْتِنَاْ لِأَحْكَاْمٍ مَعْقُوْلَةٍ ، بَلْ وَ مَنْطِقِيَّةٍ ، حَتَّىْ نُبَرِّرَ بِهَاْ أَعْمَاْلَنَاْ فِيْ وَقْتِ الضَّرُوْرَةِ ، نَاْهِيْكَ فِيْ أَوْقَاْتٍ مُعْتَاْدَةٍ ! .. وَ إِنَّنَاْ نَحْتَاْجُ أَيْضَاً إِلَىْ الْقُدْرَةِ وَ الْإِسْتِطَاْعَةِ كَيْ نَتَحَصَّلَ عَلَىْ تِلْكَ الْأُسُسِ بِطَرِيْقَةِ تَكُوْنُ صَاْدِقَةً نَقِيَّةً ، حَتَّىْ يَظْهَرَ عَمَلُنَاْ حَقِيْقَةً عَمَلَاً مُبْتَكَرَاً وَ خَلَّاْقَاً ، وَ مُبْدِعَاً وَعَبْقَرِيَّاً حَقَّاً لَاْ غُبَاْرَ عَلَيْهِ وَ لَاْ طَحِيْنَ.

إِنَّنَاْ نَصِلُ الْآنَ إِلَىْ مُفْتَرَقٍ كَبِيْرٍ وَ خَطِيْرٍ.. وَ مَصِيْرِيٍّ ضَخْمٍ مُقَاْمِرٍ وَ مُغَاْمِرٍ جِلْفٍ وَ جَاْهِلٍ أَعْمَىْ!
وَ عِنْدَ هَذَاْ الْمُفْتَرَقِ تَتَشَكَّلُ نِهَاْيَةٌ لْأَزْمَةٍ ، وَ عِنْدَهُ أَيْضَاً تَتَجَمَّعُ مَلَاْمِحُ أَزْمَةِ النِّهَاْيَةِ !...
فَإِمَّاْ أَنْ نَضْغَطَ إِحْتِيَاْجَاْتِنَاْ ، وَ رَغَبَاْتِنَاْ ، وَ مُرَاْدَاْتِنَاْ ، ضَغْطَاً قَوِيَّاً قَاْسِيَاً حَتَّىْ تَتَنَاْسَبَ وَ مُقْتَضَيَاْتِ الضَّرُوْرَةِ ، وَ مَاْ تُقَدِّمُهُ لَنْاْ الظُّرُوْفُ ! وَ إِمَّاَ أَنْ نَضْغَطَ ضَغْطَاً قَوِيَّاً لِاسْتِخْدَاْمِ عُقُوْلِنَاْ ، وَ مَاْ تَمْتَلِكُهُ مِنْ إِبْدَاْعَاْتٍ، وَ طَاْقَاْتٍ، وَ مَاْ تَخْتَزِنُهُ مِنْ خِبْرَةٍ وَ مَعْرِفَةٍ وَ مَهَاْرَةٍ وَ دَهَآءٍ لِاسْتِظْهَاْرِ مَاْ يُحَقِقُ لَنَاْ سَدَّ هَذِهِ الْإِحْتِيَاْجَاْتِ ...!!

وَ فِيْ أَيٍّ مِنْ الْخَيَاْرَيْنِ ..
يَأْتِيْ السُّؤَآلُ لِإِجَاْبَةٍ طَاْمِحَةٍ أَوْ جَاْرِحَةٍ ...
هَلْ أَدْرَكْنَاْ الْوَقْتَ !
أَمْ أَدْرَكَنَاْ الْوَقْتُ !؟
وَ سَاْمِحُوْنَاْ!

مِنْ سجلَّاْت مُهَنْدِس مَعْمَاْرِي
كَرِيْم عَبْدالله عَبْدالوُهَّاْب نُعْمَاْن

زر الذهاب إلى الأعلى