[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

لا للعقاب الجماعي للشعب

هلّ علينا شهر رمضان الكريم وله هذا العام في اليمن وبعض الدول العربية نكهة خاصة امتزجت معها مشاعر الفرح بالألم ، مشاعر الفرح للانتصارات التي حققها الشعب بخروجه عن صمته الطويل وسباته العميق للتحرر من عصابة النظام العائلي الفاسد الذي عبث بمقدرات الوطن وخيراته وانتهك سيادته ، واغتال أحلامه وطموحاته.

حلّ علينا رمضان وشعبنا يعاني من أوجاع كثيرة يأتي في مقدمتها عقاب بقايا النظام له في أبسط حقوقه المعيشية كحصوله على الكهرباء، والمشتقات النفطية، وعسكرة أغلب المدن ، وضرب بعضها ، كما في حربه الشعواء على أبناء الوطن في تعز الأبية وفي أرحب الصامدة وفي أبين وغيرها من المناطق.

كل هذا العقاب الذي يمارس عليه إنما هو بسبب انتفاضته وخروجه عن دائرة الصمت التي عاشها طويلاً لذا لجأ بقية أفراد النظام العائلي إلى ممارسة شتى أنواع العقاب الجماعي من قطع الكهرباء معظم الوقت ، وإخفاء المشتقات النفطية في محاولة بائسة لإثنائه والضغط عليه من أجل التراجع عن الثورة.

اعتاد الإنسان اليمني أن يكون شهر رمضان له طابعه الخاص وطقوسه الخاصة فهو شهر يخلد غالب الناس فيه إلى الراحة وينقطعون إلى العبادة رغم شدة البؤس والحرمان التي يلاقونها والعوز والحاجة التي يجدونها ، لكن يحاول الإنسان اليمني أن يجعل من رمضان موسماً للعبادة والطاعة والراحة ، والتغلب على كل هذه العقبات والمنغصات، لكن لم يرق لبقايا النظام أن يتحقق له ذلك ،لذا عمد إلى افتعال الأزمات كانقطاع الكهرباء والماء ، وإخفاء المشتقات النفطية ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ، و ممارسة سياسة العقاب الجماعي التي لا تراعي الجوانب الإنسانية ولا الدينية للشعب ولا للشهر الفضيل، فها هي بقايا النظام تمارس على الشعب اليمني جميع أشكال العقاب الجماعي .

فلم يقف العقاب الجماعي عند حدود معينة بل شمل كل المحافظات وبالأخص تعز وأبين وصنعاء وأرحب ، حرباً وقتلاً وتدميراً للممتلكات والمزارع والمنشئات والبيوت ، وإخافة الناس في بيوتهم وفي أقواتهم وأرزاقهم ، وامتد أثره إلى كل بيت كاستقطاعات المرتبات والخصميات لموظفي الدولة والعسكريين المنضمين للثورة مما أثر على أسرهم وعائلاتهم وأقاربهم .

ولقد أدرك الشعب اليوم أكثر من أي وقت مضي من يقف وراء هذه الأزمات وهذا العقاب الجماعي ، ولن تنطلي على أحد من الناس بعد أن صارت مكشوفة ومعلومة للجميع ، و أظهر قوة صمود تضاف إلى رصيده من المفاخر التي تحلى بها منذ بداية الثورة و حتي الآن لأنه يدرك أن الحقوق تنتزع ولا توهب ، فهو مستعد للتضحية وتحمل كل صنوف العقاب الجماعي حتى تنتصر إرادة الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى