[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

استقالات المجلس الوطني.. رب ضارة نافعة!!

حتى بعض قادة المشترك وكثير من شباب الساحات، قد يرون في جملة الاستقالات التي تمت من المجلس الوطني ارتكاسة، في هذا المنحنى الصعب، وقد يشعرون حيالها بالاحباط والأسف، وقد يتوارى بعضهم خشية الشماتة.. لكن العكس تماما هو الصحيح.

فلو أمعنّا النظر في هوية المنسحبين والمستغربين والمتبرئين من وجود اسمائهم في المجلس، لرأينا أن أغلبهم شريحة كان وجودها ضمن تشكيلة المجلس خطأ من الأساس، ومعظمهم أسماء يتحفظ عليها قطاعات واسعة من الشعب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. وكانت انتكاسة حقيقية لو أن كثيرا من أصحاب الأسماء النظيفة والمقبولة هم الذين انسحبوا.. رغم أن الإنسان الحصيف حتى إن لم يكن موافقا على ضمه في المجلس فإنه لن يسارع في ظرف كهذا، إلى وسائل الإعلام لإعلان تنصله!!

صحيح أن هناك أخطاء ارتكبت أثناء الإعداد والتحضير للمجلس ولكن ذلك لا يبرر لحلفاء النضال توفير مادة خصبة لوسائل الإعلام المضاد الذي كان أصابه العفن.

الذين خذلوا شباب الساحات في جمعة التأييد للمجلس الوطني أغلبهم أشخاص لهم أجندات لا تتفق مع مطامح الشباب وتطلعات الشعب.. إنهم بصريح العبارة جسم غريب حشر نفسه في جسد الثورة وصار عبئا عليها وعمل على تعويقها من الداخل وهذه ليست حالا طارئة إذ المثبطون كانوا أيضا بين ظهراني الأنبياء واغتر بهم النجباء والبسطاء وفرح بهم الدهماء، وفضحهم رب العرش من سابع سماء.

أن يتبرأ المتمردون الحوثيون والقادة التراثيون المقيمون في الخارج، فهذا شرف كبير للثورة وللمجلس الوطني والحمد لله أنها جاءت منهم وأنهم أخرجوا أنفسهم ولم يخرجهم أحد.. ذلك أنهم بخروجهم اختصروا على اليمن الكثير، ولو ظلوا ما زادوكم إلا خبالا.

من يوم أن انضم أصحاب الآثام الكبيرة إلى صفوف التغيير، والمسيرة تحصد بين الحين والآخر عوائق لا مبرر لها، ولغطاً لا طائل منه.. لقد دخل هؤلاء إلى صفوف الثورة بعقلية الباحث عن صابون يغسل به أدرانه ومجازره ودجله، ولقد فتحت لهم الثورة ذراعيها علّهم يبدأون برنامجا غير الذي سلف، لكنهم ازدادوا اتساخا، وأزكمت روائحهم الأنوف، وعرفهم على حقيقتهم كثير ممن كان يجهلهم.

لقد كان هؤلاء لغما مزروعا في جسد الثورة في اليمن، وها هو انفجر، لكنه لم يصب سوى أصحابه، وكفى الله المعتصمين شر الجدال. ووالله لو كان هؤلاء المنسحبون يريدون خيرا لنالوه، ولو كان لهم ملاحظة لاستدركوها، ولو كان فيهم خير لما ولوكم الأدبار. والصورة الآن بدونهم أجلى وأصفى.

إذا لم تدرك قوى الثورة في الساحات والمشترك أن انسحاب هؤلاء خير كثير للثورة، وأن الشعب يريد مجلسا خاليا من هؤلاء لكي يقف معه بكل ما يستطيع، وأن الفرج أقرب بدونهم وأبعد بمعيتهم.. إذا لم تدرك قوى الثورة ذلك، فيحق لنا أن نخاف، ويحق للنصر أن يتمنّع، ويحق للمعاناة أن تطول.

ينبغي لقوى التغيير أن تدرك أن الخير كل الخير فيمن ثبت.. فلا تذهب الأنفس حسرةً على خذلان من خذل، أو نكران من تنكر، أو نكوص من نكص.. واصلوا على بركة الله، فالشعب لن يعود إلى الوراء، وخواتم مباركة.

زر الذهاب إلى الأعلى