[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

القضية الجنوبية والمجلس الوطني

يجب ان نعترف بأنه مع قيام الثورة الشبابية كان الثوار أمام حقيقة على الأرض اسمها "القضية الجنوبية".. فكان الاعتراف بها كحق مشروع لمن سلب منهم اتفاقهم بعد حرب 94..

ولم يكن الاعتراف نتيجة مساومة لكسب مكون يمني شاركنا ويلات السلطة المطلقة طيلة ثلاث عقود لابتزاز النظام على أسوأ الاحتمالات.. ومن الخطأ أن نعترف اليوم بان أوضاع بداية الثورة في اليمن هي نفسها حالة اليوم بعد أن تبلورت القضايا في حقيقة القوى المؤثرة اليوم..

وهاهو اللغط الناتج عن تشكيلة المجلس الوطني يبرهن أن تأجيل التفاهم في قضايا مصيرية كان يجب أن يكون مع فترات ركود العمل الثوري.. كان أكثر جدوى من قضية هل سيعود صالح أو لا.. ومن قضية هل سيوقع على المبادرة أو لا..

لقد راهن صالح على الوقت كي تظهر التباينات في أهداف الثوار.. بحس دكتاتوري لا يهتم إلا بالحفاظ على الكرسي حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى تفتت وطن بعد أن وصل إلى نتيجة ترى أن التفتت هو الوضع الأنسب لإيجاد بقعة صغيرة تعيده لشخص محاور أو تضمن وهمه بتخليد التاريخ كموحد... بعد أن اتحد الجميع على رحيله.. وأصبح هو ومن معه من متمصلحين محشورين في الزاوية الأضيق..

هاهم اليوم بعض أخوتنا في الحراك يعلنون موقفا موحدا ولكنه سلبي.. ويعلنون شرطهم بعدم قبول الانضمام إلى المجلس الوطني إلا بعد القبول بالقضية الجنوبية جزءا ثانيا يمثل الوطن.. وان لم تظهر قوة مؤثره جنوبية ثانية تعارض هذا الرأي فما على الثوار إلا القبول.. وإذا تأخرت الثورة أكثر في مسالة الحسم بإشغار منصب الرئيس.. ربما يفرض الواقع ما يمكن أن يكون الوضع أكثر سوءا من ذلك..

بالتاكيد أن الخطأ لم يكن في اعتراف الثوار بالقضية الجنوبية.. وان كان في التقليل من أهمية الشروط التي لمحت اليها بعض القيادات الجنوبية في الخارج وهم يطرحون فكرة الفيدرالية على إقليمين... واعتبار إن الاعتراف كافيا لتأجيل مسالة المضمون إلى وقت أخر.. باعتبار أن الفيدرالية في عدة أقاليم هو مطلب كثير من اليمنيين... لكن مجلس الثورة اليوم لن يلتئم بحضورهم الا بهذا الشرط.. لا أريد أن أقول بان هناك خبثا سياسيا.. ولكن هناك ظروف مستجدة تعطي لهذه الفكرة قوتها عند أصحابها.. التي توحدوا عليها.. بل وتقرب فكرة المستفيدين منها إليهم.

لا يجب أن نراهن على ظهور مفاجأة وطنية تجعل هؤلاء المنسحبين يدركون وطنيتهم ليمن هم جزء في إطار محدد اتفقوا عليه وبنوا عليه عزمهم وانتماءهم منذ قيام الحراك.. وإنما يجب أن نسأل أنفسنا كيمنيين لماذا نغضب من هذا الوضع..

ونحن نعترف بان منا من سرق الوحدة ليس منهم فقط.. وإنما من كل اليمنيين.. لكن إذا كانوا هم قد رأوا مصلحتهم في ذلك بشكل منفصل.. فما هي مصلحتنا الآن طالما أننا لا نملك من الحجة ما يقنعهم... أليس من حقنا أيضا أن نتفق على ما يجعلنا متكافئين معهم لنضمن وحدة لا تجمع بن ضعيف وقوي.. أم نتيح المجال لطابور خامس ممن انتهوا أصلا أن ينفثوا سموم الإحباط بقولهم هذا ما جنته ثورتكم.. لانهم لن يشعروا بما صنعه هذا النظام في عموم هذا الشعب شماله وجنوبه... ولن يعرفوا معنى الوطن العادل ماداموا بعقول لا تعي إلا تقديس الزعيم..

زر الذهاب إلى الأعلى