[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أبناء الرؤساء.. أشهر سفاحي الوطن العربي

أبناء الرؤساء.. كارثة ألمت بالعالم العربي.. شماله وجنوبه.. شرقه وغربه.. فكل بلد من هذه البلاد ابتلي ب«ابن الرئيس» وهم في الغالب امتداد طبيعي لآبائهم.. ويحملون في جيناتهم كل مظاهر التخلف والجهل والطمع والشبق للسلطة.. وإن كانوا يفوقونهم في القسوة والغلظة واستحلال دماء البشر!!

فها هو جمال مبارك ابن الرئيس السابق الذي أدار مصر سنوات وسنوات حتي أحال أباه في سنوات عمره الأخير إلي «خيال مآتة» لا يهش ولا ينش.. وتصرف في البلاد وكأنها عزبة أبائه وأجداده.. فجاء بكل لصوص مصر وقاطعي الطريق ليسيروا في ركابه وينفخون في شخصيته الجوفاء فصوروا له الدنيا ربيع والجو بديع.. فالشعب المصري يتلهف علي طلعته البهية.. ولا يتحرك إلا وفق توجيهاته وإلهامه حتي جاء الطوفان فتصور الابن الضال أنه قادر أن يتصدي لطوفان، فبحث عن رفاقه وحواريه فلم يجد منهم أحداً بجواره.. بحث عن أمه وأبيه فوجد حالهما أسوأ من حاله فأصدر الأوامر والتعليمات التي أدت لإزهاق أرواح المئات من أبناء مصر غير عاهات مستديمة للآلاف، كل ذلك تقرباً لكرسي العرش الذي تخيل من سذاجته أنه بات ملكاً له وحكراً عليه، فكان السقوط.. ووقف الابن الفاسد إلي جوار أبيه في قفص الاتهام ليمنع عنه عيون الكاميرات المتلصصة، رغم أنه السبب الأول في إهانة أبيه وضياع شرفه وكرامته إلي الأبد.

ثم نأتي إلي ابن الرئيس في ليبيا والمسمي سيف الإسلام.. وهو شخص ورث عن أبيه كل مظاهر وجينات الجنون حتي في نظراته ومشيته وحركاته.. قدم نفسه للوهلة الأولي علي أنه المصلح ونصير حقوق الإنسان بل وداعي الديمقراطية والإصلاح في بلاده حتي ضحك علي الغرب والذي كان يتخيل سيف الإسلام الوحيد القادر علي إصلاح أخطاء أبيه.. ولكن جاء الاختبار الحقيقي لتثبت لنا الأيام أن هذا الشبل من ذاك الأسد، فما كان يبديه «النجل» لم يكن إلا قناعاً زائفاً ظهرت حقيقته مع أول اختبار ليؤكد الولد أنه لا يفرق أبداً عن مثيله في مصر جمال مبارك فقاد «الولد» بلاده وجيشها إلي قتل كل أبناء بلده حتي تحولت ليبيا علي يديه إلي مقبرة كبيرة!! وها هو المثل الثالث علي أبناء الرؤساء بشار الأسد صاحب العيون الخضراء والقلب الأسود.. الذي قتل بدم بارد الآلاف من أبناء شعبه ليؤكد لنا أن السفاح لا يلد إلا سفاحاً.. والشيطان لا ينجب إلا شيطاناً.. فبعد أن كان الأسد الكبير يذيب معارضيه في أحواض المواد الكيميائية التي تصهر الإنسان ولا تترك له أثراً.. جاء الابن.. فأصبح عشقه الوحيد دم الأبرياء.. وأصبح الرجال كنار جهنم كلما دفعت إليه بالضحايا تقول هل من مزيد!!

وهكذا حلت علي العالم العربي كله وفي كل البلاد دون استثناء كارثة أبناء الرؤساء. بشر وما هم بشر.. قساة القلوب يسفكون الدم.. ويزهقون الروح بلا دين أو ضمير!!

زر الذهاب إلى الأعلى