[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

محنة اليمن

بوتيرة عالية ومخيفة تتصاعد حدّة المشهد السياسي في اليمن، وتتفاعل ملامح الأزمة بشكل بات ينذر بانقسام سياسي واجتماعي قد ينتهي بحرب أهلية تنهار على إثرها الدولة. فمن الواضح أن اليمن يعيش في محنة وأزمة طاحنة بسبب ممارسات النظام وتلكؤه في قبول المبادرة الخليجية الكفيلة بحقن دماء اليمنيين.

إن الأوضاع باليمن مرشحة للتصعيد أكثر لأن الرئيس صالح لا يزال يرفض المبادرة الخليجية ولم يقدم أي تنازل لحل الأزمة بل أمر قواته بتكثيف عمليات القصف ضد المعارضين في كل المواقع خاصة في صنعاء الأمر الذي ربما يقود إلى حرب أهلية تحدث عنها الرئيس عبد الله صالح بنبرة تهديدية ضد الثورة.

توشك الحكومة اليمنية أن تفشل في الحفاظ على مصداقيتها، كما ان التصعيد الخطر الذي شهدته الأزمة السياسية اليمنية مؤخرا يعطي مؤشرا على نفاد مخزون ضبط النفس فالأزمة السياسية اليمنية المحتدمة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وصلت إلى مرحلة من الاحتقان الذي تسببت به تناقضات أطرافها وتوجهاتهم تجاه الوصول إلى حل، وتجاه التعاطي مع ما يمنع إشعال فتيل تفجيرها لتتحول إلى حرب أهلية، على الرغم من الجهود والمساعي التي بذلتها الأطراف الإقليمية والدولية لمنع انزلاق اليمن إلى محرقة الحرب والدماء.

مجريات الأحداث اليومية تنبئ بأن اليمن ينزلق بسرعة مخيفة إلى الحرب الأهلية، وهذا من شأنه وضع أمن البلاد والمنطقة والعالم أمام المحك، نظرا للمخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن إبقاء الوضع الراهن في خانة المراوحة من دون الضغط على أطراف هذه الأزمة لإبقاء الصراع في الإطار السياسي والتحذير من الانجرار نحو محاولة تفجيرها إلى مواجهات مسلحة.

فالقتال مهما كانت مسمياته هو عنف غير مبرر ولا يقابله إلا العنف. والقوة لن تلجم أحدا عن قناعته بل هي كالنار لا تلبث وبصورة حتمية أن تزيد من إضرام الحرب وتوسيع دائرتها والزج بأطراف أخرى إلى أتونها كل بأسبابه. ولذا فلا منجاة إلا بالتزام الحوار في اليمن ومهما طال الأمر. نأمل ان تستغل فترة الهدنة في توقيف أعمال العنف وفتح الباب أمام حوار حقيقي، ففي اليمن رجال لديهم من الحكمة ورجاحة العقل ونفاذ البصيرة ما يمكنهم من إدارة حوار جاد وصريح يضع جميع قضايا اليمن على بساط البحث في سبيل صياغة مخرج حكيم يقي اليمن ويلات الحرب والاقتتال ويصوغ برنامج يجد الجميع نفسه فيه أملا في مصالحة شاملة وطي صفحة العنف.

زر الذهاب إلى الأعلى