[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ثورة عربية على الجامعة العربية

الجامعة العربية تقف مكتوفة الأيدي أمام سفك دماء الشعب اليمني والسوري و لم تستطع تحريك ساكن .

ماذا تنتظر هذه المؤسسة العربية ؟؟ لقرار أجنبي يصدر ؟ أم لضوء أخضر من نظام عربي مهيمن ؟ أم لثورة عربية عليها توقظها من سباتها العميق ؟
قد يقول قائل إن نبيل العربي – الأمين العام للجامعة العربية - يدين ويشجب و يستنكر ما يحصل في اليمن وسوريا ، ولكن نحن نقول أين الإدانة والشجب من حفظ دماء هذين الشعبين ، عندما نسمع بهذه التصريحات المثيرة للسخرية أو للشفقة ، في اليوم التالي نسمع بوقوع ضحايا أبرياء أكثر من ذي قبل وكأنها رد على هذه التصريحات المخجلة التي لا تستطيع إلا أن تبدي قلقها فقط إزاء ذلك ، وننصح هؤلاء بتناول أقراص مهدئة و مزيلة للقلق غير المفيد للشعوب البتة .
أتساءل هل أن الجامعة العربية امتلكت القرار بنفسها حيث طلبت من مجلس الأمن التدخل السريع في ثورة ليبيا التي أخذت منحى غير سلمي ؟ أم أن قوةً ما عربيةً أو أجنبيةً حركت قوة اتخاذ هذا القرار ؟ بمعنى آخر هل كان هناك مصلحة أجنبية داخل ليبيا أم حقداً و انتقاماً لنظام عربي ضد النظام الليبي هو الذي ضغط على الجامعة العربية لاتخاذ هذا القرار الذي عجل بحسم الثورة الليبية وحصول الشعب الليبي على حريته و استقلاله من النظام الدموي الذي كان يحكمه ؟ وهي ذاتها القوة التي جعلت القرار يتأخر أو بالأصح لن يصدر في حق الشعبين اليمني والسوري خوفا على مصالح بعض الدول الأجنبية و الأنظمة العربية لدول متاخمة ؟
كنا نعول كثير على هذه الجامعة التي لم ولن تصبح قبلة لمقاصد ومطالب الشعوب العربية العادلة وإنما أصبح مكتبا خاصا لاستصدار القرارات لبعض الدول المتنفذة في المنطقة ، وهذا المكتب ينشط متى شاءت هذه الأنظمة و يتعطل متى شاءت .
و أنا أتوقع أنه وبعد نجاح ثورات الشعوب العربية المطالبة بالحرية ، ستولد ثورة عربية شاملة على هذه الجامعة العربية التي لم تعد نافعةً بل صارت عبئاً على هذه الشعوب من حيث نفقتها وتكاليف إدارتها بل وأصبحت ربما عدواً يقف أمام حقوق و مطالب الشعوب العربية الحرة ، فيالها من ثورة عربية سيكتب التاريخ لها النجاح و أيما نجاح فهي ستمثل إرادة شعوب لا شعب واحد ، شعوب تتجاوز الحدود الجغرافية لتشمل العالم أجمع ، ستخرج لتطالب بمطلب واحد هو الحرية و الكرامة للإنسان العربي .

زر الذهاب إلى الأعلى