[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الرد السديد على التجني على وزير الإعلام الجديد

بعض الأسئلة والتوضيحات نوجهها للحاج حسين حازب في إطار رسالته الموجهة إلى وزير الإعلام الجديد السيد علي العمراني.

يا سيد حازب لماذا كل هذا التجني؟ أين كانت الوطنية والشهامة والقبلية وهذا الدفاع المستميت عن الردمي وسارة وروى، والعابد، و الجندي وغيرهم الذي ظهر جلياً في رسالتك الموجهة إلى السيد وزير الإعلام الجديد عندما فُصل وطُرد وشُرد الكثير من العاملين في القطاع الإعلامي والمؤسسات الحكومية لأخرى وقُطعت رواتبهم وعاشوا أسوأ فترات حياتهم هم وأفراد أسرهم؟ لم يرتكب هؤلاء أي جرم في حق أي إنسان وإنما رفضوا أن يستمروا في عملية التضليل وقلب الحقائق والكذب والدجل الذي قَبلت أنت وأمثالك أن يُمارس على هذا الشعب الطيب والمتسامح إلى حد السذاجة في وسائل الإعلام التي يفترض أنها ملك للوطن والشعب وليست ملك للحزب الحاكم.

هل كان ضميرك في حالة سبات تام في ذلك الوقت ولم يصحو إلا الآن وفي هذا التوقيت بالذات؟ هل الأمر اختلف الآن نتيجة لأن هؤلاء الأبواق كانوا يدافعوا عن مؤتمرك الفاسد والمشلول الإرادة وعن ولي نعمتك الغارق في الفساد من رأسه حتى أخمص قدميه؟ لماذا هذا التغاضي و الازدواجية في المعايير والكيل بمكايل عديدة؟

أتعجب كثيراً من منطقك ووطنيتك التي لم تظهر إلا الآن! كان حرياً بك أن تكتب رسالة مشابهة إلى اللوزي، الوزير السابق، أو إلى ولي نعمتك الذي تتغنى بتسامحه المصطنع أمام الكاميرات وشاشات التلفزيون وتدافع عمن أُوذوا في أرزاقهم وقوت أولادهم لمجرد أنهم ساندوا أو تعاطفوا مجرد التعاطف مع الثورة الشعبية العارمة التي خرجت ضد الظلم الممارس على كافة أبناء الشعب. لماذا لم نسمع لك صوتاً حينها؟ هل كنت فاقد للوعي والبصر والبصيرة؟ عجباً من أيقض ضميرك في هذا الوقت وفَعَّل حواسك الخمس وجعلك تستشعر الظلم في غير محله وتكيل التهم جزافاً لشخصية تَدعي زوراً وبهتاناً أنك تحترمها وتجلها.

على حد علمي أن الوزير الجديد لم يتجنى على هؤلاء الأبواق الذين تدافع عنهم وتتغنى بهم وبمناقبهم وبدفاعهم المستميت عن شرعية الغاب التي رسخها رأس النظام فيك وفيهم، ولم يطردهم من أعمالهم وإنما طالبهم أن يهدءوا من روعهم ربما رأفة بهم وإشفاقاً عليهم من غضب الشعب جراء المهازل والفضائح الإعلامية التي مارسوها مراراً وتكراراً مع سبق الإصرار والترصد وكانوا يصرون على الاستمرار في ممارستها حتى في ظل مرحلة الوفاق دون خجلٍ أو جلٍ أو ذرة حياء. أنت، للأسف، تصنف تصرفات هؤلاء الأبواق ضمن الأعمال الوطنية والبطولات الخارقة للعادة وهناك من يصنفها ضمن الجرائم الجسيمة التي تستحق أقسى العقوبات الرادعة ولا داعي للتفصيل هنا فيما فعله كل من هؤلاء لأن كل اليمنيين على دراية كاملة بها وهي موثقة بالصوت والصورة ولا تحتاج على الحلفان والأيمان المغلظة.

الوزير الجديد، يا فندم حازب، لم يقطع أرزاق أي من هؤلاء النفر أو يمنع الردمي، وسارة، وروى، والعابد، والجندي، الخ من الذهاب إلى مقار أعمالهم والحصول على كافة حقوقهم وإنما طالبهم في استشعار متطلبات المرحلة والعمل على التهدئة وخلق جو من المصالحة الوطنية وهو أمر متوقع وطبيعي وإلا سيثور الشعب عليهم وعليه كما بدأ يحدث في بعض القطاعات الحكومية الأخرى هذه الأيام. كما قام برفع الظلم والجور الذي وقع على بعض العاملين في الإعلام وذلك بإعادة الحقوق لمن فُصلوا من أعمالهم وقُطعت رواتبهم لأنهم رفضوا أن يشاركوا في الدفاع عن ولي نعمتك، رأس النظام، وحزبه الذي ارتكب من خلاله ومن خلالكم مهازل وجرائم وفظائع في حق هذا الشعب المسالم والصابر على أفعالكم المشينة.

على الرغم مما قام به الوزير الجديد، السيد علي العمراني، من أعمال تنم عن حس وطني وتأني وحنكة وبصيرة في الأسابيع القليلة الماضية، إلا إنه من المبكر جداً الحكم على أداءه وعلينا أن نتركه يعمل دون هذا التسرع في توجيه اللوم والانتقادات اللاذعة ومطالبته بالمستحيل في ظل ظروف صعبة ومعقدة مثل ممارسة صلاحياته على قنوات خاصة مثل سهيل والجزيرة. يعرف الجميع أن سهيل قناة فضائية خاصة تبث برامجها من خارج اليمن والجزيرة قناة إعلامية حرة مكتبها مغلق في اليمن وتمتلكها دولة أخرى غير اليمن لا يستطيع الوزير الجديد أن يفرض عليها أن تساند الأعمال الخارجة عن القانون للنظام وأعوانه في اليمن وتكمم أفواه الناس لتنال رضاكم واستحسانكم وتحيد عن رسالتها وسياستها الإعلامية.

باختصار، ينبغي عليك وعلى أمثالك، يا حاج حازب، أن تتوقفوا عن الاصطياد في الماء العكر وكيل التهم والدعاية المغرضة واتركوا الرجل يعمل بصمت بدلاً من أن تشتتوا ذهنه و تحكموا عليه وعلى أداءه بعد يومين من توليه لمنصبه كما قلت في "معلقتك" إليه، وبعد فترة كافية من الزمن من حقنا أن نحكم على أداءه ونقيم إيجابياته وسلبياته. والسلام عليك يا من ذكرتنا بالمناطقية البغيضة وشيم القبيلة التي كنت أتمنى أن تفقه منها الشيء اليسير من خلال الأفعال في الاتجاه الصحيح وليس الأقوال!

زر الذهاب إلى الأعلى