[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مسيرة الحياة.. ودم عثمان!

مسيرة الحياة التي خرجت لإحياء النفس الثوري، والزخم الجماهيري الهادر والمتطلع لغد أفضل في اليمن ينبغي قراءتها من زوايا متعددة، والتعامل مع هذا النوع من المسيرات مستقبلا بإيجابية..

هذه المسيرة كانت ضرورية لإشعال جذوة الثورة المشتعلة، والتي أصابها رماد الركود تزامنا مع تفعيل المبادرة الخليجية، والتي تقضي بإشراك الحكومة السابقة، ومنح حصانة للقتلة!
فنشأ رأيان وتياران ثوريان:
الأول: يرى المضي في تنفيذ المبادرة الخليجية حرفيا-رغم مرارتها وقسوتها- إلا أن عاقبتها ستكون بزوال مؤسسات الفساد، والتي بدأت بوادرها فعليا على الأرض على شكل احتجاجات على رموز الفساد في النظام السابق.
والثاني: يرى ضرورة البت في الأمور ومحاكمة القتلة والمفسدين، وإن أدى ذلك إلى حدوث مواجهات مع النظام السابق.
ولو استدعينا الذاكرة التاريخية للصحابة الكرام، لوجدنا أن هذا الوضع يشبه إلى حد كبير ما وقع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، مع الثوار الذين خرجوا للمطالبة بدم عثمان رضي الله عنه، وهم محقون في ذلك، فهؤلاء القتلة الذين سفكوا دم خليفة راشد وأحد العشرة المبشرين لا بد أن ينالوا جزاءهم الرادع.
غير أن علي بن أبي طالب لما تسلم الخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، وجد الأمور بحاجة إلى إعادة ترتيب، ووجد كذلك أهل الفتنة –عبدالله بن سبأ ومن معه- مختلطين بالناس ويمكن أن يثيروا فتنا جديدة إذا ما قرر التخلص منهم بصورة مباشرة، فكان رأيه أن يبدأ بترتيب أوضاع الدولة أولا، وبناء جيش قوي يستطيع به مواجهة هؤلاء القتلة والمجرمين..
إلا أن الثوار –أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير- رضي الله عنهم أجمعين- ومن معهم لم يرتضوا بهذا الرأي
وقرروا المسير بأنفسهم لملاقاة القتلة والمجرمين..إلى أن استطاع أهل الفتنة أن يختلقوا فتنة بين جيش علي وعائشة وكانت موقعة الجمل الشهيرة بسبب فتنة أحدثها أتباع ابن سبأ..
وهكذا ينبغي على شباب الثورة اليوم أن يكونوا أذكى وأعقل من كل المؤامرات، والرايات التي ترفع في الساحات، واستغلال أطراف معينة لهم كالحوثيين وغيرهم.
وينبغي أن نعلم أننا كثوار في نهاية المطاف..ليس هدفنا أن نشرب من دماء المفسدين والقتلة..
وإنما هدفنا هو إزاحة الفساد وبناء الدولة، فمتى تحقق هذا المطلب وبأي وسيلة نظيفة فثم سبيلنا وطريقنا..

زر الذهاب إلى الأعلى