[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

مساعدة اليمن

تقع على عاتق الدولة العربية مهمة إنسانية نبيلة تتمثل في مواصلة دعمها لليمن، الذي لا يزال يرزح تحت أزمات مستفحلة عدة، لعل أبرزها الفقر وانتشار البطالة ووضع اقتصادي منهك، ناهيك عن خلافات سياسية تعيق قطع الشوط الأخير من حكم الرئيس علي عبدالله صالح،

الذي لا يزال يعتقد أن بيده مفاتيح حل الأزمة القائمة في البلاد، مع أنه كان ولا يزال أحد صنّاعها، من خلال إمساكه بحلقات النظام السياسية والاقتصادية بإحكام طوال أكثر من ثلاثة عقود، حيث ارتكبت الكثير من الأخطاء التي تفرض عليه اليوم، بعد الكارثة، أن يعمل على السماح للآخرين بإعادة الإصلاح الذي يخشى أن يؤدي إلى تدمير ما تبقى .

في الصورة العامة يبدو اليمن كذلك الذي يُقاد نحو هاوية سحيقة، طالما هناك من لا يزال يصنع الأزمات ويختلقها اختلاقاً وبمختلف الطرق والمبررات، وفي التفاصيل فإن صالح لا يزال يعتقد أن بيده كل مفاتيح الحلول للأزمات، حيث لايزال عند اعتقاده أن البلد لن يستقر من دونه ومن دون منظومته الأمنية والعسكرية والحزبية، كما أنه يعتقد أنه الرقم الصعب في المعادلة اليمنية، وأن من يحاول الاقتراب من معالجة الوضع القائم في البلد كمن يقبض على جمر .

من هنا، يحتاج اليمن من أشقائه، ولا سيما مجلس التعاون، إلى التفاتة إنسانية أكبر، وتشكيل منظومة رقابية لتنفيذ المشاريع التي تستهدفها المساعدات حتى تكون النتائج إيجابية ومجدية، وتكون دول الخليج، كما العادة، قد أوفت بمواقفها الإنسانية التي لا يشك أحد في أنها توقفت يوماً .

وهذه فرصة لوضع الحقائق أمام الوفد الرسمي اليمني برئاسة رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة، الذي يقوم بجولة خليجية بدءاً من اليوم، في مهمة لتوفير المساعدات لإنقاذ اقتصاد البلد المنهار، فمساعدة اليمن مقدمة على مصالح الأشخاص مهما كانوا والأنظمة مهما تنوعت، وحماية اليمن حماية للمنطقة وتسييجها من مخاطر في حال تركه فريسة للأطماع الخارجية المتربصة بالأمة العربية من المحيط إلى الخليج، والحليم تكفيه الإشارة .

زر الذهاب إلى الأعلى