[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حزب إيران في اليمن

من الواضح والملموس أن حزب إيران في اليمن بدأ بالتشكيل وأن هناك تحركات حثيثة وخطوات كبيرة ومظاهر عديدة تؤكد على أن طهران استطاعت خلال الفترة الماضية استقطاب عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية من غير الحوثيين – وكلاء طهران- الأساسيين والرسميين من أصحاب العمائم السوداء والبيضاء على حدٍ سواء.

وقد شرع بعض وكلاء إيران بتقديم أنفسهم ومباشرة مهامهم عبر التصريحات الصحفية والمقابلات الإعلامية والتي قام بها بعضهم، أو عن طريق كتابة المقالات والتقارير ونشر التحليلات والتسريبات، كما يفعل البعض الآخر، ومن ذلك ما قام به عبدالباسط الحبيشي عبر مقالاته المنشورة في صحيفة "اليقين" خلال الأسابيع الماضية والتي أعلن فيها بصورة واضحة وفاضحة أنه أصبح عضواً في حزب ولاية الفقيه وأحد قادة حزب إيران الجديد في اليمن السعيد، وقد عمد انتمائه وأكد على الولاء من خلال تبني الموقف الإيراني من الأحداث والمستجدات التي تجري في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالثورات العربية، حيث ذهب عبدالباسط الحبيشي إلى أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة شعبية وانتفاضة جماهيرية وإنما هي مؤامرة خارجية وتستهدف نظام "المقاومة" وأسد "الممانعة".

وتناول هذه القضية بنفس الخطاب والسياق والتوجه الإيراني، ولكنه حاول الإشارة إلى أن هذا الموقف ليس تقليداً ولا تبعية وإنما هو اكتشاف علمي كبير واستنتاج بحثي عميق توصل إليه الكاتب العريق والمتابع الدقيق.
أما النموذج الثاني والعضو الجديد في حزب إيران الفريد، فهو الكاتبة والإعلامية منى صفوان، التي أصبحت سفيراً متجولاً ومبشراً بالمشروع الإيراني والتزمت في الآونة الأخيرة بالتوجه الفارسي والخطاب الشيعي المناهض والمعادي لدول الخليج العربي.. وقد كتبت مقالاً في صحيفة "الأخبار" اللبنانية بالتزامن مع صحيفة الأولى اليمنية ومن هذا المقال الذي يحمل عنوان "الهروب من هرمز إلى اليمن" بشرت منى صفوان بالتقارب الإيراني اليمني وأن هذا التقارب الوشيك والتحالف الحميم يأتي للتعاطف والتعاطي الإيجابي الإيراني تجاه الثورة اليمنية وتحدثت بلسان حال الجماعات الثورية اليمنية والتي تبحث عن حلفاء جدد – حسب زعم صفوان- التي قالت إن دول الخليج تمارس تضييقاً على الثورة اليمنية وكذلك الولايات المتحدة الأميركية ولم يعد أمام الثوار اليمنيين سوى اللحاق بركب إيران باعتبارها المنقذ لنا والمشفق علينا والحريص على أمننا واستقرارنا.

وقد تعمدت الكاتبة تكرار عبارة "التقارب الإيراني اليمني" بصورة استعراضية وطريقة استهلاكية تثير الشفقة، وخاصة أنها لم تنس التركيز على تعز وأنها – حسب مزاعم وخيالات منى صفوان- المدينة والمحافظة التي تفتح ذراعيها وأبوابها وحدودها البرية والبحرية للجمهورية الإيرانية والحوزات الشيعية.

والمثير أن ألأخ/ منير الماوري كان قد حذر من الغزو الشيعي والزحف الحوثي نحو تعز، وأكد في مقال سابق في صحيفة الجمهورية أن الإيرانيين وعبر عملائهم ووكلائهم في اليمن يسعون إلى تأسيس وجود لهم وحضور في تعز، ولكن هيهات لهم ذلك، فإن تعز عاصمة الدولة الرسولية وعاصمة اليمن الثقافية والأكثر في الكثافة السكانية عصية على الطابور الخامس والتيار البائس.

زر الذهاب إلى الأعلى