[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الديمقراطيون وصانعة الثورات وبلاد القات

واخيرا، لملم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعضه و غادر البلاد وسط تکهنات بأنها نهاية حکمه"المديد"و"غير السعيد"، وهو أمر إستقبلته مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية في المنطقة و العالم بترحاب وهي تتأمل أن تشکل هذه النهاية بداية أفضل للشعب اليمني و منعطفا حقيقيا بإتجاه تحقيق طموحاته و أمانيه.

علي عبدالله صالح، ذلك الرئيس الذي حاول المستحيل ليبقى على رأس بلاده و سبح و أنصاره بعنف و قسوة بالغة ضد التيار، لم يجد حتى أقرب مقربيه بدا من إسداء نصح"الحق و الواقع"إليه و الخروج من الدوامة اليمنية بکرامته بسلام قبل أن تفلت الامور من بين يديه و لات حين مناص!

مشکلة الشعب اليمني المنتفض بوجه دکتاتوره"العنيد"، أن اليمن بلد فقير و ليست کالعراق أو ليبيا حتى تتهافت عليها الدول"الداعمة للديمقراطية و السلام و الامن و الاستقرار في العالم، مثلما ان أزماتها الستعصية لم تجذب إنتباه"صانعة الثورات"في المنطقة، لکي تقوم بنثر مطر الامکانيات هناك و تحشد جيوشها"الاعلامية"و"البنکنوتية" من أجل دعمها و إسنادها وانما و عوضا عن ذلك کلا الطرفين طرحا و يطرحان المقترحات و"النصائح"للدکتاتور و للشعب الثائر کي يجدوا مخرجا للأزمة و يتفقان!

سبحان الله و بعد أن تعودنا على اللعب و العبث بالالفاظ و المصطلحات من جانب النظم القائمة في بلداننا، فإن دول"الحل الديمقراطي"و"صانعة الثورات"، قد طفقا يلعبان و يعبثان بالثورات و يقومون بتضخيم و تهويل واحدة لکي يتدخلوا فيها وفق ماتشتهي أهوائهم و مصالحهم، في حين يقومون أيضا بالتصغير من شأن ثورات أخرى و يهونوا من أمرها کي يبرروا النأي بجانبهم عنها، وهم وبعد أن طفح الکيل بالعالم کله من جراء ذلك الذي يجري في بلاد کانت تسمى حينا باليمن السعيد، لم يجدوا بدا من إجراء عملية تجميل سريعة للتجاعيد التي بدأت تظهر في وجهي الطرفين، ولم يکن ذلك ممکنا إلا بأن يوعزوا لصالح بأن يحمل جعبته و يمضي لما أسموه علاجا له لکنه في الواقع علاج لموقفهم غير الاخلاقي بخصوص التبعيض في معاملة الثورات و إسنادها!

في المجالس الخاصة لبلدان أنعم الله عليها بالکثير من الخيرات، يتندرون على الشعب اليمني و يقولون (لماذا لايثورون على القات عوضا عن الثورة على الرئيس صالح!!)، وکأنهم يريدون الظهور بمظهر الحکماء أمام هذا الشعب المسکين، والاجدر بهم أن يوفروا نصائحهم"غير الرشيدة"هذه و يکونوا منصفين و أصحاب ضمائر في مواقفهم و إلتزاماتهم تجاه ثورات شعوب المنطقة و إلا فليخدموا المنطقة کلها بصمتهم!

زر الذهاب إلى الأعلى