[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

لهذه الاسباب رحل صالح دون عودة

إنه اليوم التاريخي الذي كنا نحلم به منذ سنين وليس منذ سنة واحدة فقط، أن يخرج رأس الفساد في اليمن بلا رجعة ، هو فصل طويل من مسلسل امتد لسنة كاملة ، وانتهى بخروج غير مشرف لصالح ، بحيث وصل إلى عمان بدون استقبال رسمي ،،

وهو خروج نهائي في نظري ،، وقد يسأل البعض لماذا خروج بلا رجعة؟ مع أنه قال سيرجع لليمن لينصب عبد ربه رئيساً لليمن ، وأنه سيقود المؤتمر كمعارضة وسيعلّم المشترك كيف تكون المعارضة !! كلام متعارض من كل ناحية , فما هي سلطته حينها كي ينصب عبد ربه رئيساً؟ ومن الذي خوّله للقيام بهذا الدور؟ زد على ذلك أن المؤتمر شريك في الحكم وليس معارضة ، فكيف يقود المعارضة؟

رحل علي صالح من اليمن بلا رجعة للأسباب التالية:

1- حديث هيلاري كلينتون قبل أيام أن صالح لم يقم بتنفيذ ما اتفقوا عليه في موضوع الخروج من اليمن ، وأن بقاءه يعيق تقدم العملية السلمية في اليمن ، وهذا الكلام لم يصرح به الأمريكان أو السعوديون عند توقيع الاتفاقية .

2- علي صالح لا شيء بدون قصر الرئاسة ، ولن يكون في مأمن لو بقي في اليمن كمواطن عادي ، لقد قصف مسجده وهو رئيس ، فما باله لو كان مواطناً عادياً؟ وها هو يصل عمان بدون استقبال رسمي ، ومعنى ذلك أن مسمى رئيس الدولة قد نزع من جين خروجه من اليمن.

3- خروجه في هذا الوقت بالذات له دلالة كبيرة على أن الخروج نهائي وبلا رجعة ، فموعد الانتخابات الرئاسية بعد شهر من الآن والتي تم التوافق فيها على تسمية هادي مرشحاً للرئاسة من قبل المشترك والمؤتمر.

4- خروجه هو بطائرة سعودية ، ورحيل أفراد عائلته إلى أمريكا دليل على أن الخروج نهائي ، فلو كان الخروج مؤقتاً لما استدعى خروج عائلته ، وهذا يذكرنا بهروب بن علي.

5- إلقاؤه لخطاب الوداع للشعب اليمني ، وكأنه يقول هذا آخر خطاب سألقيه في مسماي الحالي رئيس الجمهورية ، وتوديعه لنائبه وأعوانه في قصر الرئاسة.

6- خروجه لعمان يذكرنا بخروج خصمه السابق علي سالم البيض من اليمن قبل 18 عاماً ، فما أشبه الليلة بالبارحة ، نفس المكان الذي نفى إليه خصمه ها هو ينفى إليه.

انتهى عهد علي صالح بمره ، ولن أقول بحلوه ومره ، فقد تجرع اليمنيون في عهده ذل التغرب والفقر والخوف ، وقد أذاقه الله بعضاً مما أذاق شعبه به ، ولعله يأتي اليوم الذي يكون فيه مصيره كمصير الشاه الذي لم يجد مكاناً يتداوى فيه أو يأوي إليه ، كما هو حال كثير من اليمنيين الذين لم يجدوا المأوى والمطعم والمستشفى الذين يتداوون فيه ، وهي نهاية حلم كثير من البسطاء الذين تعلقوا بهذا الشخص وجعلوه وطناً لهم دون وطنهم.

ها هو علي صالح يرحل ويبقى اليمن ، ويبقى الشعب اليمني الصامد في ثورة سلمية ستتعلم منها الأجيال دروس الصبر والإرادة الصادقة لتحقيق المطالب والغايات ،، يستحق الشعب اليمني العظيم أكثر من علي صالح وأكثر من مجرد رئيس متجرد من هموم شعبه ، يعيش على رغباته ونزواته ، يستحق اليمنيون رجلاً عظيماً كعظمتهم ، وإن لم يكن فرجالاً يعملون ليل نهار لرفعة هذا الوطن الغالي على قلوبنا.

دمتم على وطن.

زر الذهاب إلى الأعلى