[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المرأة اليمنية.. والصورة!

في ظل تعاظم أهمية وانتشار وسهولة مشاهدة مكوّنات أو عناصر الإعلامي الإلكتروني المرئي، لم تعُد الصورة الصحفية المهنية تعادل ألف كلمة بل عشرات آلاف من الكلمات والمعاني بحيث غدت بعض الصور وحدها تحكي قصة صحفية أو مأساة انسانية حتى من دون تحرير خبر أو مقال يرافقها.

تأكدت مرارًا من تلك الحقيقة وأنا أستعرض الصور الفائزة على «الجائزة العالمية للتصوير الصحافي» والتي يمكن مشاهدتها من خلال الرابط التالي:2011».http://news.nationalpost.com/2012/02/10/see-the-winning-photographs-from-the-2012-world-press-photo-of-the-year-awards/

فصورة المصوّر الأسباني سامويل أراندا الذي يعمل لجريدة النيويورك تايمز الأمريكية، والتي تظهر امرأة يمنية منقبة وهي تحتضن أحد أفراد عائلتها وهو مصاب في أحد المساجد لتقوم بعلاجه وهي مرتدية قفازات مطاطية بيضاء وشنطة يد نسائية سوداء تتدلى من يدها فازت بجائزة المسابقة الأولى للتصوير الصحفي لعام 2011.

تقول لجنة التحكيم إن من مبررات فوز هذه الصورة أنها تبرز لحظة مثيرة للمشاعر ومشحونة بالانفعالات.. والعواقب الانسانية لحدث جلل.. بالنسبة لي الصورة حملت معاني وتفسيرات أبعد من ذلك عندما يتم اسقاط تفاصيلها على قضيتين اساسيتين هما الثورات العربية ونتائجها والمرأة والشباب العربي ودورهما في تلك الاحداث. الصورة تظهر الشاب اليمني عاري الصدر يئن من شدة الألم بعد إصابته في المظاهرات المطالبة برحيل علي صالح، غارسًا جزءًا من رأسه في حضن قريبته التي لا يظهر من وجهها إلا شق صغير جدًا من النقاب للنظر وكأنها تختصر المأساة اليمنية ومستقبل هذا البلد الذي يعاني من ويلات الفقر وشحّ المصادر والنزاعات القبلية، اضافة إلى سوء إدارة البلاد من قبل حكومة علي صالح.

اليمن كانت حاضرة مرة ثانية في هذه المسابقة الدولية العالمية، فقد فازت صورة للمصوّر الأمريكي ستيفاني سنكلير، قدّمها لمجلة ناشينول جيوجرافيك، تظهر جانبًا من انتشار ظاهرة «زواج القاصرات» في اليمن، ففي الصورة تقف الزوجة «تهاني» التي تبلغ من العمر ست سنوات بجانب ماجد الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، فيما تقف رفيقتها في المدرسة «غادة» بجانب زوجها على سفوح جبال حجة حجة ذات الطبيعة الخلابة! كم هو مؤلم افتراس الطفولة من خلال استرخاص جسد الطفولة لإشباع غرائز بهيمية جنسية يمكن الحصول عليها خارج نطاق دائرة براءة الطفولة. نحن بقدر ما كنا في الوطن العربي بحاجة ماسة لثورات عربية سياسية تعيد للعربي كرامته واحترامه، بحاجة ايضًا إلى ثورات حقوقية من الجذور تحترم حق الطفل والمرأة والفرد الإنسان عمومًا وتخلّصه من الممارسات والعادات الاجتماعية الخاطئة والتفسيرات الدينية القاصرة. في النهاية، مهرجان الجنادرية تقام فعالياته في هذه الأيام، فهل يا ترى سنرى صورًا إبداعية تعكس الحدث وتفاصيله الانسانية الصغيرة، أم كالعادة صور طين وجموع خالية من التفاصيل الممتعة! العتب هنا يقع على «واس» أم على مصوّري صحفنا المحلية! لنترك الإجابة مفتوحة كالاراضي الشاسعة! ريثما نعي ونقدّر معنى «الصورة المهنية» وما تتطلبه من جهد وتمرين وثقافة وبذل وفوق ذلك عين إبداعية!

زر الذهاب إلى الأعلى