[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الانتخابات الرئاسية حصاد سلمية الثورة

يذهب بعض الإخوة المتحمسين في اليمن إلى القول بأن الانتخابات الرئاسية التوافقية القادمة من شأنها أن تعيق بل وتوقف زخم الثورة السلمية وأهدافها ، ويقول البعض إن الانتخابات لن تغير من الأمر شيء كون المرشح التوافقي والرئيس السابق وجهان لعملة واحدة.

إن الانتخابات الرئاسية التوافقية لم تأتي لتنقذ النظام ولا الرئيس السابق علي عبدا لله صالح ، كما يعتقد البعض ، بل حاول وتمنى معظم أركان النظام ( المستفيدين ) أن لا تنتهي الأمور بانتخابات رئاسية ، إنما جاءت تلك الانتخابات لكي تنقذ اليمن بعد أن حاول تجار الحروب جر البلاد إلى العنف و إلى حرب أهلية لم تكن لتخرج منها البلاد إلا بعد عشرات السنين .

إن الوصول إلى توقيع المبادرة الخليجية وبعد سنة كاملة من انطلاق الثورة الشعبية السلمية الشبابية ، وما تلاها من مراحل وتشكيل لجان عسكرية وغيرها ، وآلية نقل السلطة لم يكن كل ذلك ليتم لولا التضحيات الشبابية والشعبية الكبيرة ، رغم القتل في الميدان والمراوغة على كراسي السياسية ، كل ذلك تم بإرادة ثورية نجحت في محاصرة الرئيس المنتهية ولايته ، وحشد الدعم الدولي والإقليمي لعملية نقل السلطة والتحول الديمقراطي ، ومن هنا تأتي أهمية الانتخابات الرئاسية .

إن الانتخابات الرئاسية لن تكون انتخاب رئيساُ وحسب وإنما هي صناعة مستقبل جديد لليمن ، وتغيير لمنظومة الحكم فيه ، ومن يقول أن المبادرة الخليجية خيانة ، نقول إن الخيانة هي عدم الاستمرار في مرحلة إحداث التغيير وإسقاط رأس النظام من خلال سحب الشرعية منه والمتمثلة في الانتخابات الرئاسية .

إن الانتخابات التي يصفها البعض بالشكلية إنما هي من أهم واخطر الانتخابات الرئاسية التي عرفها وسيعرفها اليمنيين ويجب النظر إليها على أنها مستقبل اليمن والمخرج الآمن وبوابة التوافق وبالتالي بناء مؤسسات الدولة الحديثة ، ويكفينا فخراُ في هذه المرحلة أن جميع الأحزاب والمكونات الشبابية يجوبون المحافظات والساحات دعماً لمرشح الرئاسة التوافقي ، فهذا بحد ذاته يعتبر قمة الحكمة وقمة العقل ، ويجب على الجميع في هذه المرحلة الصعبة تقاسم أعباء البناء ، وحمل المشروع النهضوي يتطلب منا جميعاً القطيعة الشاملة لثقافة الاستبداد والتجهيل التي كان يتم استعمالها في السابق والتي تعتبر معيقة لأي بناء حضاري .

إذن الانتخابات الرئاسية ليست نهاية المطاف ولكنها مسار مهم من ضمن مسارات عدة نحدد من خلالها رؤية واضحة إلى أين تتجه اليمن ، والانتخابات الرئاسية ليست منتهى الثورة ولا سقف التغيير ، كذلك ليست معركة هامشية لا نأبه بها على اعتبار أن نتائجها محسومة أو أن الظروف فرضتها علينا فلا يتم التعامل معها ، بل نعتبرها ثمرة وحصاد الثورة الشبابية السلمية فهي معركة يجب أن تخاض بجانب معارك مدنية أخرى حتى يتم التكامل ويحدث تغيير جذري نبني به اليمن.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى