[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

من عجائب الانتخابات الرئاسية اليمنية!

تمثل الإنتخابات أسلوباً عصرياً لتغيير الأنظمة السياسية أو حتى القيادات الإدارية والحزبية والاجتماعية والنقابية...الخ ، ولتلك العملية قوانينها التي تقوم على مبدأ البرامج والمنافسة بين عدد من المرشحين ، ومن ثم سيكون لمجموع الناخبين توجهات مختلفة تصب في صالح هذا المرشح أو ذاك.

أما في الحالة اليمنية الراهنة فقد نتج عن إحتدام المواجهات بين قوى الثورة والسلطة ، وبعد مخاض ثوري لمدة عام وعجز السلطة بأدواتها العسكرية والأمنية والمالية عن كبح المد الثوري ، إضافة إلى المواقف الدولية التي ترى في تردي الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن تهديداً مباشراً لأمنها القومي وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي أو الدول الكبرى التي تمربعض تبادلاتها التجارية عبر مضيق باب المندب ، بعد كل ذلك وجد غالبية اليمنيين بمختلف تواجهاتهم السياسية والفكرية بأن المخرج المتاح لخروج اليمن من مأزقه السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهن لن يكون إلاَّ بمخرج سياسي يراعي الحد الأدنى من مطالب جميع الأطراف الوطنية الفاعلة بما في ذلك شباب الثورة ، ومن ثم مثل نقل السلطة من الرئيس إلى نائبه أفضل الحلول التي توافقت عليها غالبية النخب السياسية بإستثناء بعض التيارات مثل الحوثيين وبعض قوى ما بات يعرف بالحراك الجنوبي ومكونات أخرى فكرية وسياسية.

وبعد أن توافق السياسيون على مرشح واحد للإنتخابات الرئاسية هو عبد ربه منصور هادي فإن عجائب هذه الإنتخابات تتمثل فيما يلي :

1- أن تتولى السلطة والمعارضة الحملات الإنتخابية لمرشح الرئاسة ، وتم هذا عبراللجان المشتركة المشكلة في المحافظات من قيادات المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه واللقاء المشترك وحلفاؤه ، بعد عام من الصراع المريروالتخوين والمواجهات بين الطرفين!!!

2- أن يذهب الناخبين إلى اللجان الإنتخابية لترشيح عبد ربه منصورهادي رئيساً للجمهورية لمدة عامين ، والعجيب هنا أن كل ناخب يحمل نية تخالف نية من قبله أو بعده ، فقد يضع كلاً منهم في بطاقة الترشيح نعم ، ولكن لوتوجهت بالسؤال لواحد منهم لقال (أنا قلت نعم كون هذه الخطوة تمثل تنفيذ لمطلب الرئيس علي عبد الله صالح بتسليم السلطة عبر صناديق الإنتخابات ، ومن ثم تصويتي هو تأكيد لذلك المطلب) ولو سئلت آخر لقال( أنا قلت نعم لأننا بهذا نحقق أول أهداف الثورة الشبابية بأسقاط النظام وفي المقدمة رأس السلطة) أما إذا سئلت ثالث لقال لك( قلت نعم لعبد ربه لأن ذلك يعطي الفرصة لمشاركة أوسع لأبنا المحافظات الجنوبية في الحكم ومن ثم فذلك صيانة للوحدة اليمنية) وإذا سئلت رابع لقال لك (قلت نعم حتى نخرج من المأزق الراهن ونلملم جراح الفترة الماضية) وهكذا تجد مئات النوايا للناخبين اليمنيين ولكنهم جميعاً يقولون نعم.

3- قد تستغرب عندما تقابل أحد المقاطعين للإنتخابات فتقول له لماذا المقاطعة فيسرد لك عدد من الملاحظات الشخصية للمرشح التوافقي حتى يصل إلى(الشنب) وكأن الشنب أساس الحكم...عجباً!!!ومن المؤسف عندما تناقش بعض هؤلاء وتقول له بلدنا حالياً بين أمرين أما الحرب إو التوافق ، فهل لديك حل مقبول وممكن التنفيذ سلمياً خارج إطارحل التوافق المتاح حالياً لن يجيبك طبعاً ، وسيبدأ يحكي لك مآسي شهداء الثورة مع أنه لم يضحي ولاب (1%)، ومع كل ذلك فالمعارضة والمقاطعة للإنتخابات الرئاسية مكفولة قانوناً ، ولكن دون إستخدام الأساليب العنيفة التي تمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بحرية.

أخيراً على الرغم من رفض غالبية قوى الثورة للمبادرة الخليجية وماترتب عنها ، إلاَّ أن إنتقال السلطة الرئاسية إلى عبد ربه منصور هادي يمثل تحقيقاً لهدف من أهداف ثورة التغيير اليمنية ، وأن الثورة الشبابية راسخة ومستمرة في الساحات حتى تتحقق بقية أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي سقط من أجلها مئات الشهداء والآف الجرحى ، نتمنى لوطننا الحبيب الجمهورية اليمنية أن يسجل يوم21/2/2012م نقطة تحول هامة في تأريخه السياسي ، وأن يكون يوم 22/2/2012م بداية مرحلة جديدة من مراحل البناء الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى