[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الوطن العمانية: اليمن وطي صفحة صالح!

يتوجه اليوم الناخبون اليمنيون إلى صناديق الاقتراع، حيث وجهت الدعوة لأكثر من 12 مليون يمني للتصويت لانتخاب المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس علي عبدالله صالح الذي سيطوي الشعب اليمني اليوم صفحة رئاسته التي امتدت لثلاث وثلاثين سنة.

إن هذه الانتخابات ينظر إليها على أنها تمثل خروجًا آمنًا لليمن من دوامة العنف، وضمانة لاستقراره، وثمرة لثورة الشعب اليمني الذي خرج مطالبًا بالتغيير والإصلاح، وأنها خير وسيلة لرأب الصدع وعودة الوئام واللحمة الوطنية، فهي تشكل ضمانة بأن تلك الدماء التي سُكبت ولأولئك الضحايا الذين سقطوا في ميادين ثورتهم لن تذهب هدرًا، بل يجب أن تكون دافعًا لكافة الشعب اليمني بمختلف أحزابه ومكوناته وطوائفه لاغتنام هذه اللحظة التاريخية وتسجيل ثاني خروج عربي من الأزمة بعد تونس بانتخاب رئيس يجب أن يلتف حوله الجميع، ويضعوا أيديهم بيده نحو بناء اليمن وإعادته يمنًا سعيدًا، والتأكيد على القول المشهور "الحكمة يمانية".

وذلك بفتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي بكل آلامها ولواعجها وهمومها، فالخير مكتوب فيما بقي وما هو آتٍ إذا ما صدقت النيات وصلحت الأعمال وخلصت، وتصافت القلوب والتفَّت حول قلب رجل واحد، يدرك جسامة المهمة وعظمة اللحظة التي تتطلب عونًا كبيرًا من جميع أطياف الشعب اليمني.

وفي تقديرنا ليس هناك قلب رجل واحد ممكن أن يلتف حوله أبناء اليمن وشبابه من عبد ربه منصور هادي وذلك لصعوبة المرحلة ودقتها التي يجب أن تتوطد فيها الأمور وتتمأسس، وتتوحد الصفوف وتتراص، لتأمين انتقال سلمي وآمن للسلطة، خاصة وأن عبد ربه هادي سيكون في فترة انتقالية عمرها سنتان، وبالتالي فهو بحاجة إلى دعم الشعب اليمني وثقته الكاملة فيه ليتمكن من تسيير دفة السفينة والوصول بها إلى بر الأمان، لتفتح فيما بعد آفاقًا رحبة وأوضاعًا سهلة يسيرة تساعد على إجراء انتخابات رئاسية عامة تفتح المجالات للمتنافسين على كرسي الرئاسة.

لقد طرح المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي جدول أعماله أو ما يتعارف عليه برنامجه السياسي خلال هذه الفترة الانتقالية، في خطابه إلى الشعب اليمني مساء أمس الأول، يتضمن العمل على إصلاح النظام السياسي وإعادة إحياء الاقتصاد، والمضي قدمًا في الحوار لحل قضيتي الجنوب والوضع الحوثي في الشمال، فضلًا عن إعادة اللحمة للقوات العسكرية والأمنية المنقسمة والقضاء على تنظيم القاعدة.

وعلى الصعيد السياسي، استعادة الدولة التي تم إنهاكها لتعاود القيام بدورها الأساس، واعتبرها من أوجب الواجبات وأولوية ستنعكس إن تحققت ولو بحدها الأدنى على مختلف نواحي الحياة في اليمن. وعلى الرغم من ذلك لم يخفِ الرجل مخاوفه مما يمر به اليمن من وضع اقتصادي صعب والذي أنهكته الأزمة الأخيرة، دافعة بمزيد من الشرائح الاجتماعية لما دون خط الفقر.

وفي تصورنا أن هذه الاهتمامات والأولويات التي ساقها هادي في برنامجه تمثل جسر عبور إلى حياة آمنة ومستقرة تدفع على العمل والبناء واستعادة الثقة بالنفس وبالسلطة، تتيح فرصًا للشباب اليمني أن يتنفس هواء الحرية والأمن والمساواة والعدالة، وهذه الحياة لا يمكن أن تتحقق في ظل وضع غير مستقر وأجواء ملبدة بالاضطرابات والمماحكات، ولذلك فإن المطلوب من اليمنيين وخاصة أولئك الذين يهددون بمنع المقترعين بالقوة، أن ينظروا إلى هذه الانتخابات على أنها الضامن لوحدة يمنهم، والمخرج الأوحد لحقن دمائهم ومنع مظاهر العنف وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهذا غاية ما نتمناه، لا سيما وأن هذه الفترة هي فترة انتقالية مدتها سنتان.

زر الذهاب إلى الأعلى