[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

يمن هادئ

سيكون يوم 21 فبراير يوما تاريخيا لليمنيين ومفترق طرق، فهو يوم الانتقال من مرحلة الصراع إلى أخرى الوفاق، ففي هذا اليوم اثبت اليمنيون قولا وفعلا أن الحكمة اليمنية انتصرت، على المصالح الحزبية وقدم اليمنيون نموذجا عصريا لانتقال السلطة على عكس ما حصل في عدد من الدول التي شهدت ربيعا عربيا.

وما نتمناه لليمن الجديد، يمن ما بعد صالح، ويمن حقبة منصور هادي، أن يكون موحدا، يمنا بدون أزمات وبدون فتن ونزاعات، يمنا يقول لا للصراعات ونعم للمصالحة والوفاق والتوافق، ولا يسمح للتسلل من حدوده إلى دولة أخرى، يمنا يضرب بيد من حديد الإرهاب والقاعدة.

والمطلوب لليمن الجديد تهيئة الظروف لخلق صيغة جديدة للتفاعل السياسي بعيدا عن التقاتل والتحاور والتناحر، ووضع متطلبات الشعب اليمني لبناء يمن ديمقراطي ودولة مدنية حديثة تتوافق مع متطلبات العصر، وتوفر متطلبات الأمن والاستقرار والمضي قدما في تنفيذ آليات المبادرة الخليجية التي كانت بمثابة طوق النجاة لإخراج اليمن من دائرة الفوضى.

إن الانتقال السلمي للسلطة في اليمن بسلاسة، أعطى رسالة إيجابية للجميع أن اليمنيين الذين كانوا ولازلوا يرغبون في الحرية والديمقراطية، لايرغبون أن يتم ذلك على حساب زعزعة الأمن والاستقرار واضعين في الاعتبار تجربة ما حصل في تونس وليبيا ومصر وسورية.

وأعتقد أن التنافس الديمقراطي القادم بين القوى اليمنية سيخلق واقعا سياسيا جديدا عبر التركيز على البرامج السياسية وليس الأيدلوجية والشخصية. كما أن إعادة هيكلة الجيش يجعل من مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية تتولى حماية حدود اليمن ودستورها ونظامها السياسي.

ومن المؤكد أن الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، الهادئ قولا وفعلا وتسمية هو رجل التوافق فعليا لجميع اليمنيين, خاصة أنه حظي بثقة المعارضة والمؤتمر الشعبي.

لقد تمكن هادي من فرض نفسه لاعبا أساسيا عندما غاب الرئيس اليمني بعد إصابته في دار الرئاسة، والآن يعمل بهدوء لإدارة فترة السنتين الانتقالية لليمن الجديد، الذي يهمنا أن ينعم بالاستقرار والهدوء ويساهم في تعزيز العلاقات العربية، ويشارك بقوة في صناعة القرار لمصلحة تقوية الأمن الاستراتيجي للمنطقة العربية.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى