[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

رأي الجزيرة السعودية: اليمن يبدأ خطوات التعافي

مع أن انتخابات الرئاسة اليمنية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي وفق آليات تنفيذ المبادرة الخليجية المدعومة دولياً، والتي اقتصرت على التصويت لمرشح واحد، هو السيد عبد ربه منصور هادي كمرشح وفاقي اتفقت عليه الأطراف السياسية في اليمن، إلا أن اليمنيين أقبلوا على الانتخابات بكثافة عالية يقدرها المتابع للشأن اليمني ما بين 60 إلى 80 بالمئة من الناخبين. ورغم محاولات الانفصاليين في الجنوب ومقاطعة الحوثيين في صعدة، إلا أن الإقبال فاق المتوقع، مما أدى إلى تمديد موعد الاقتراع في بعض المراكز إلى ساعتين.

تدفق اليمنيون على صناديق الانتخاب رغم أن التصويت لمرشح واحد، وأن الانتخابات تعد (رمزية) لإكساب المرشح التوافقي للرئاسة الشرعية المطلوبة، فإنَّ هذا الإقبال يعطي دعماً قوياً لمسيرة التغيير والإصلاح اللذين سيباشر الرئيس المنتخب تطبيقهما بعد تثبيته رئيساً لعموم اليمن.

قطعاً نتيجة الانتخابات، التي لن تعلن إلا بعد أيام لتباعد مناطق الاقتراع وكثرة المراكز، ستكون قطعاً مؤيدة وبنسبة كبيرة لاختيار عبد ربه هادي، الذي ليس لأنه مرشح توافقي إلا أنه يمتلك كل مواصفات الرئيس الذي تتطلبها المرحلة الراهنة التي يعيشها اليمن. فهذا الرجل المنحدر من جنوب اليمن من محافظة أبين، كان ولا يزال من أكثر اليمنيين تمكساً وعملاً وحفاظاً لوحدة اليمن، إضافة إلى أن الرجل ورغم كونه أميناً عاماً لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبقاؤه ثمانية عشر عاماً نائباً للرئيس وقبلها وزيراً للدفاع، إلا أنه مقبول من الجميع وليس له أعداء، وهو ما سيساعده كثيراً من إدارة مرحلة التغيير وإنجاز هيكلة العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة اليمنية وخصوصاً المؤسسة العسكرية والأمنية.

وبانتخاب عبد ربه منصور هادي يكون اليمنيون قد طووا صفحة علي عبد الله صالح وبدأون مرحلة جديدة يجمع المراقبون بأنها ليست سهلة ولن تكون مريحة تماماً للرئيس المنتخب رغم كل التأييد وشخصيته التوافقية والمريحة للمعارضة والموالين معاً. لأنَّ الصعاب والمشكلات تحاصر اليمن، وبالذات إعادة ترتيب البيت السياسي ومؤسسات الدولة، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية شبه المنهارة، والمشكلات الأمنية المتناثرة من الجنوب إلى الشمال، إضافة إلى الاختلافات السياسية حتى داخل الأحزاب والتكتلات السياسية التي توافقت على انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً. إلا أنه ومع هذا، فإن الرئيس الجديد يتكىء على ركائز قوية داعمة سواء داخل اليمن أو من القوى الإقليمية والدولية، والتي ستساعده وبقوة سياسياً واقتصادياً حتى يعبر باليمن إلى بر الأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى