[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ليسوا بلاطجة!

من مشاهد عام 2011 دخول مصطلح بلاطجة إلى قاموس الخلاف السياسي في اليمن، كانت الكلمة أكثر استخداماً للمناصرين للسلطة الحاكمة، وإذا فتح نقاش حول طبيعة أعمال بعض هؤلاء العنيفة تجد الكثير من الأوصاف التي يستغرب البعض وجودها لدى يمنيين، ولكن الإقتراب أكثر من الغالبية من هؤلاء يجد فيهم نسبة كبيرة من البسطاء، وقد أتاح نقل بعضهم من ميدان التحرير وملعب مدينة الثورة إلى جوار مؤسسة الثورة للصحافة معرفة أكبر بهم كون خيام مؤسسة الثورة للصحافة في شوارع مفتوحة تتيح للمتابع القرب بشكل أكبر من هذه المجاميع.

على كل حال يجد المتابع للنشاط اليومي لهؤلاء أنهم ينتمون إلى عدد من محافظات الجمهورية، ففيهم من المحافظات الشمالية وفيهم من المحافظات الوسطى وفيهم من المحافظات الجنوبية والغربية والشرقية، هؤلاء بسطاء تجمعهم حالة الفقر والحصول على وجبة يومية ومصروف جيب، من هؤلاء من تجده عامل بالأجر اليومي أو سائق وسيلة نقل أو ريفي استقدم إلى صنعاء لمهمة ربما لايعرف عنها شئ...الخ ، هؤلاء يجدون في هذه المواقع مكاناً للنوم والغذاء والمصروف اليومي، وغالبيتهم لاعلاقة لهم بالسياسة، فالسياسة لديهم هي تلبية حاجاتهم اليومية وكفى.

ولكن السؤال المحير وما شأن الأعمال التي يقوم بها بعض المتواجدين في هذه الأماكن والتي دفعت لإطلاق كلمة البلاطجة عليهم ، الحقيقة أن بعض هؤلاء يغرر بهم فيقال لهم انهم عرضة لهجوم أوأشكال أخرى من الترغيب والترهيب فيدفعهم الحماس والمغريات لممارسة أعمال تدخل في نطاق مفهوم البلطجة.

إن هؤلاء ليسوا سوى ضحايا لمتنفذين كبار ومقاولين يكسبون من تواجدهم داخل تلك الخيام ملايين الريالات يومياً، وعلينا أن نتأمل كم أعداد هؤلاء في الخيام وما هو مقدار الطعام الذي يصرف يومياً ومن ثم المبالغ المرصودة كمصروف يومي...الخ، للأسف أن فقر هؤلاء وحاجتهم حولتهم إلى أدوات لدى بعض المتنفذين حيث يتم بهم ممارسة ضغوط سياسية على بعض الأطراف والخروج بفوائد مادية ومعنوية بلا حدود.

إن القراءة المتأنية لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين تضع المتنفذين الذين يستغلون هؤلاء تحت طائلة المساءلة القانونية ، كونهم أهدروا كرامة وحرية شريحة من أبناء الشعب اليمني نظير مبالغ زهيدة يتم اقتطاعها من المال العام.

أخيراً نأمل لأبناء شعبنا العظيم التقدم والإزدهار، نتمنى لكل أبناء الشعب أن يتمتعوا بالحرية والنزاهة والعدالة، لقد قامت الثورة الشبابية الشعبية نتيجة استحواذ فئة بسيطة على السلطة والثروة والقوة، بينما ما يحدث لهؤلاء يمثل امتداداً لنفوذ قوى الفساد، لذا نأمل أن تعالج أوضاع هؤلاء البسطاء وفق أسس المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وأن لا يستغلوا من بعض قوى النفوذ لتحقيق أهداف سياسية لهذا الطرف أو ذاك.

زر الذهاب إلى الأعلى