[esi views ttl="1"]
الفكر والرأي

اخرجوا القضية الجنوبية من دهاليز اوهامكم!

كنت شاهدا -ولا ازال- على اقوال وافعال (بعض) من يدعون انهم (هم) ولا احد سواهم من يمتلكُ حق (الوصاية) على اهل الجنوب ، من خلال مؤتمرات ولقاءات ، عقدوها هنا وهناك.. حتى ساحة "التغيير" بالعاصمة صنعاء ، لم تسلم من ادعاءات ذلك (البعض) الذي وضع نفسه ، في محل (الوصي) المتطاول ، على قضية اخواننا واهلنا في الجنوب!

ينبغي ان يعلم ، من لا يزال يحلم ، ان الجنوب ، هو ليس مجرد قطعة (جغرافية) قابلة للمساومة أو التدويل والتطويل و(التمطيط ) والتمديد لقضايا شعبه الابي الاصيل أو الظهور بمظهر الحريص على هذه القضية ، عبر تبني الاجتماعات أو اللقاءات أو دعوة الاصدقاء أو الاشقاء اليها أو حتى فرقاء العمل السياسي في اليمن..

فهؤلاء لا تعنيهم قضية الجنوب ، في شيء ، سوى كونها مادة (دسمة) ومغرية وجاذبة للارتزاق وإملاء الجيوب ، بمال لا يستحقونه ، من جهات محلية أو (اقليمية) أو دولية!

شعبنا في الجنوب ، سئم التفاوض بإسمه ، من قبل تلك العناصر التي بات تاريخها ورصيدها (الوطني) ، شاهد على تلوثها في الماضي وانحشارها في مشاريع (فئوية) ضيقة معروفة الهدف والغاية!

مثل (هؤلاء) النفر من (المتنطعين) و (المزايدين) باسم قضية الشعب ، في الجنوب ، يجب كشفهم وتعريتهم ، واماطة اللثام عن (مشاريعهم) الهادفة إلى مزيد من (التكويش) على حاضر ومستقبل وآمال الجنوبيين الاحرار الذين يتطلعون إلى غد اكثر طمأنينة واستقرارا ، بعيدا عن تلك الرموز التي قذفها أو رماها التاريخ في (سلة) النسيان!
واليهم اكرر القول ؛ ان الجنوبي (الحريص) على مصالح وطنه الواقع ، تحت حالة من حالات الهيمنة (المرفوضة) ، من قبل بقايا نظام صنعاء ، وبقايا الرموز الجنوبية (المتسكعة) في الداخل والخارج ، لا يمكنه ابدا ، تصديق هؤلاء (المراهنين) على مصالحهم فقط ، من خلال تبني قضية الجنوب ، ولو استدعى الامر حشر طرف (ثالث) في المعادلة السياسية اليمنية ، لتمثيل دور الحريص على اهل الجنوب ، وانهم يجب ان يتحرّروا من اتباع الانظمة السابقة ، بما فيها النظام الاشتراكي (الماركسي) –حسب وصفهم- كما ان الجنوبيين ، باتوا يدركون ان مكونات وتيارات جنوبية (معلومة) وعلى مختلف مسمياتها ، هي الاخرى ، لا تخدم قضيتهم ، بقدر ما تعملُ على ترحيل قضاياهم إلى اجل غير مسمى ، وذلك من خلال ندوات ، يعقدونها في محافظات الجنوب ، ويتبناها اشخاصٌ بعينهم ...!

نعلم ؛ ان المشهد السياسي العام والذي افرزته انتخابات 21 فبراير الماضي والتي على ضوئها حلَّ رئيس (جنوبي) محلَّ رئيس (شمالي يمني) لا يزال يكتنفهُ الكثيرُ من الغموض ، وان اللاعبين (الحقيقيين) لا يزالون يمارسون اساليبهم القديمة المفضوحة ، في تشتيت جهود الشرفاء ، نحو جنوب حر مستقل ، ويمن اكثر تحررا ونماءً ورخاء..

لا لشيء ، بل لانهم فقدوا مصالحهم ، وصاروا يشكلون العائق الاكبر ، في وجه حكومة ، ما اتفق على تسميتها ب (حكومة الوفاق الوطني)!

وكأصحاب رؤى حرة ، نرى انه من المستحيل ، بناء يمن جديد ، وجنوب حر مستقل ، في ظل (زحمة) تلك العناصر المذكورة سلفا ، وانحشارها ، في التطاول على القرارات التي تشتمُ منها روائحُ (تدخلهم) فيها ، حتى ولو كانوا يعملون خارج نطاق اسوار (القصر)!

واخيرا وليس بأخير ، نرجو من الله العلي القدير، ان يجنبنا شرور تلك النفوس الحاقدة المريضة ، ويقي جنوبنا الغالي .. ويمننا الحبيب متاهات الوقوع ، في ما يضمرونه ، وتكتنزهُ تلك النفوس المترهلة اجساد وعقول (اصحابها)!

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زر الذهاب إلى الأعلى