لا شك أن الوطن يتسع للجميع وأن المعارضة الحقيقية والجادة هي التي تنطلق من الداخل وفي إطار الثوابت، ثوابت ومنطلقات الدستور اليمني والوفاق الوطني، ومن ذلك أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات والقوانين، والنظام الجمهوري والتداول السلمي للسلطة، والوحدة الوطنية والحرية والتعددية المنضبطة بالدستور والنظام والقانون.
وبناءً على ذلك، فإن عودة القيادي السياسي المعارض محمد علي أحمد إلى عدن، ينبغي أن يكون هذا الإطار وفي السياق الوطني العام والمسار السياسي القائم، بعيداً عن أي ثارات قديمة أو أجندات تآمرية.. والذي دعاني لكتابة هذه السطور هو رد فعل البعض من عودة هذا الرجل، حيث أبدى العديد منهم قلقه وتخوفه من أن تكون هذه العودة المفاجئة وفي هذه المرحلة والفترة تأتي في سياق الأصوات الداعية للانفصال والمطالبة بما يسمى فك الارتباط وإعلان الاستقلال، وأنا هنا لا أريد أن أكون متشائماً ولا مناكفاً وفي الوقت نفسه لا أريد أن أكون من الذين ينشرون الأوهام ويبيعون الخيال، فالمرحلة عصيبة والأوضاع جد خطيرة، ولم تعد تحتمل أي مغامرات مجنونة أو مؤامرات محبوكة، وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية، وبالذات المحافظة التي وصل إليها محمد علي أحمد "عدن" والمحافظة التي ينتمي إليها "أبين"!!.
والذي يعمق المخاوف من هذه العودة أن الرجل صرح عقب وصوله بأنه لا علاقة له بالحوار الوطني العام، وأنه يطالب بحوار على أساس شمال وجنوب تحت رعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي!! وهذا المنطق والخطاب لا شك أنه يعمق الخلاف والنزاع ويوسع دائرة الفراق والخصام ويزيد من توتر الأوضاع وتوسيع الأوجاع، وفي كل الأحوال نتمنى أن تكون عودة حميدة ومهمة نظيفة ونية خالصة ورغبة في الإصلاح والتغيير والحوار نحو الأفضل والأنفع للبلاد والعباد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.